غزة- “القدس العربي”: تُواصل وسائل الإعلام العبرية المشاركة في حملات التحريض العنصرية التي تستهدف الفلسطينيين، لتكون شريكاً أساسياً للأحزاب اليمينة المتطرفة، التي يستخدم قادتها أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي للهجوم على الفلسطينيين أيضاً.
التقرير الجديد لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، الذي يرصد ويوثّق “الخطاب التحريضي والعنصري” في الإعلام الإسرائيلي المرئي، والمكتوب، والمسموع، وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيلي، أكد أن الصحف الإسرائيلية والمواقع الإخبارية، لا تزال تحرض على المواطنين الفلسطينيين بعد هجوم المستوطنين الشرس، أواخر الشهر الماضي، على بلدة حوارة، جنوب نابلس.
غانتس: على كل إرهابي أن يعرف أنّ خاتمته السجن أو القبر، هذه المعادلة كانت صحيحة، وستبقى صحيحة.
وقد رصد التقرير مقالات نشرتْها “مكور ريشون”، وأخرى نشرتها “إسرائيل اليوم”، تحرض فيها على القيادة الفلسطينية، وتشرعِن الاعتداءات على حوارة، وتبرر أن تلك الهجمات جاءت نتيجة لعمليات قتل لمستوطنين.
وعلى صحيفة “مكور ريشون” نشرت ثلاث مقالات تحريضية للكاتب أساف جيبور، تحت عناوين: “حوارة تتحول إلى مكان للحجيج”، و”تخوّفات في جهاز الأمن: تحوّل أريحا لخلية إرهاب بسرعة”، و”السلطة الفلسطينية تكمل الإرهاب عن طريق دعايتها”.
وفي مقالاته، طلبَ الكاتب تبني الرواية الإسرائيلية في عمليات قتل الشبان الفلسطينيين، منطلقاً من القول إنه بعد كل عملية تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المدن الفلسطينية، وبعد كل مجزرة، تنشر معطيات إحصائية في رام الله حول “القتلى” في الفترة الأخيرة من منطقة جنين ونابلس، دون ذكر أن الحديث يدور عن “قتلى مخربين ومسلحين” نفّذوا وكلّفوا “بتنفيذ عمليات إرهابية”، وقد زعم هذا الكاتب أن السلطة الفلسطينية “تتعاون مع المنظمات الإرهابية، في مهاجمة اسرائيل بالحلبة الدولية وبالمقابل دعم وتشجيع الإرهاب”.
وفي مقال آخر لهذا الكاتب، قال: “مقارنةً مع التصعيد العام في الضفة الغربية وشرقي القدس، الوضع في أريحا يبدو جيداً، لكن الأحداث الأخيرة أثبتت أنه أيضاً في هذا الحيّز يوجد تصاعد في أحداث الإرهاب، ومنها خرجت خليّتان نفّذتا عمليات قتل”.
وبدا أن الكاتب يريد عزل أريحا عن بقية المدن الفلسطينية، وكأنها “بقعة منفصلة”، حيث جاء في مقاله: “عوامل أمنية تشير إلى أن الميدان ما زال مستقراً، ونأمل أن العمليات الأخيرة تعتبر شيئاً استثنائياً، وليس تخصصاً”، لكنه في ذات الوقت دعا لتقوية جيشه في أريحا وضواحيها.
وحين تطرق هذا الكاتب المحرض، في مقالته الثالثة، إلى بلدة حوارة، التي تعرضت لهجوم عنيف من المستوطنين، قال وهو يدافع عن ذلك الهجوم الإرهابي، الذي أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة أكثر من 100 آخرين، وحرق المستوطنين المتطرفين أكثر من 100 بيت وعربة: “حوّل الفلسطينيون حوارة إلى موقع للحج في إطار الحرب الدعائية ضد إسرائيل، بعد إحراق السيارات والمباني، حيث أصبحت تلك البلدة نقطة جذب انتباه لشخصيات عامة سارعت إلى إدانة جرائم المستوطنين والاحتلال”.
وادعى أن رؤساء البلدية، وبتوجيه من السلطة الفلسطينية، تركوا هياكل السيارات المحروقة في المنطقة، على شكل عرض، حتى يتأثر العديد من الزوار ويطلعوا على وحشية المستوطنين ودولة إسرائيل.
وتطرّقَ الكاتب إلى الزيارات التي أجراها عدة مسؤولين ودبلوماسيين إلى بلدة حوارة، ومنهم مسؤول أميركي رفيع المستوى، ودبلوماسيون أوروبيون، يتقدمهم ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، والذين دعوا إلى محاسبة منفذي هذه الاعتداءات.
وتناسى هذا الكاتب حقيقة ما جرى من عمليات حرق وتدمير واسعة نفذها المستوطنون، وعلّق على ترك هياكل العربات المحترقة والمنازل الفلسطينية التي دمرتها نيران المستوطنين، وتركت لتكون شاهداً على تلك الجريمة.
ووفق تقرير الرصد، فقد نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” مقالاً في هذا السياق للكاتب يوآف ليمور تحت عنوان: “التحريض مستمر ويشعل الارهاب”.
وجاء في هذا المقال المحرض على الفلسطينيين: “تستمر عملية التحريض اللانهائية، وتحريض منظمات الإرهاب في الشبكات الاجتماعية، فمنذ بداية العام الجاري قتل 14 إسرائيلياً نتيجة عمليات إرهابية، وهذا يعتبر عدداً كبيراً في غضون فترة زمنية قصيرة، يمكننا أن نتخيل الآن ماذا سيقول المسؤولون عن أمننا لو كانوا في حكومة أخرى أو في صفوف المعارضة”، وأضاف: “الأساس الآن هو تكثيف النشاطات لتقليص خطورة الإرهاب، والعمل على ذلك من خلال التفكير، وليس بأعصاب مشدودة”.
نتنياهو: حتى اليوم لم تقم السلطة الفلسطينية بإدانة مقتل الأخوين ينيف، مؤسف أنّ هنالك مَن في المجتمع الدولي سارعَ إلى إدانة إسرائيل
وأضاف: “على إسرائيل أن تعمل بشكل مركّز وناجع، من خلال التنسيق مع عوامل سياسية وأمنية في المنطقة وفي العالم، عبر الإدراك أن المصلحة العليا الآن هي منع الانفجار الواسع ليلة رمضان، والذي سيبدأ بعد أسبوعين، العمل بشكل عقلاني، وليس من خلال المشاعر، يجب أن يطبق ليس فقط أمام الإرهاب الفلسطيني، إنما أيضاً أمام الجماهير العامة الإسرائيلية، وذلك على خلفية الأزمة الكبيرة التي تعيشها إسرائيل نتيجة الانقلاب القضائي”.
وكان هذا الكاتب يدعو قوات جيشه لمزيد من الهجمات ضد الفلسطينيين.
كذلك نشرت صحفية “معاريف” خبراً حول الانتقادات الأوروبية لقانون “إعدام الاسرى”، قالت فيه “إن الانتقادات تتزايد في أوروبا ضد ترويج “الكنيست” لقانون “إعدام الإرهابيين”، وذكرت أن عدة دول من الاتحاد الأوروبي تعمل على صياغة بيان مشترك ضد القانون الذي تمت الموافقة عليه في قراءة أولية.
كما رصد التقرير تصريحات لمسؤولين إسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي، منها تغريدة لرئيس الحكومة الإسرائيلي السابق بيني غانتس، على تويتر، جاء فيها: “أثمّن جهود قوات اليمام، والمخابرات وجيش الدفاع الإسرائيلي”، وذلك بعد أن قامت تلك القوات باغتيال شاب فلسطيني، وأضاف: “على كل إرهابي أن يعرف أنّ خاتمته السجن أو القبر، هذه المعادلة كانت صحيحة، وستبقى صحيحة”.
وفي تويتر أيضاً، رصدَ التقرير تغريدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، جاء فيها: “سياسة إسرائيل واضحة، محاربة الإرهابيين وداعميهم، الامتناع عن المس بالأبرياء والعقاب الجماعي”، وأضاف محرضاً على السلطة: “حتى اليوم لم تقم السلطة الفلسطينية بإدانة مقتل الأخوين ينيف، مؤسف أنّ هنالك مَن في المجتمع الدولي سارعَ إلى إدانة إسرائيل، ولم يطلب من السلطة الفلسطينية أي إدانة”، وبذلك فقد تجاهل نتنياهو عمليات القتل والإعدام شبه اليومية التي ينفذها جيشه ضد الفلسطينيين.
وعلى تويتر أيضاً، كتبت عضو “الكنيست” عن حزب “القوة اليهودية” سون هار ميلخ، محرضة: “خلايا المخربين التي تمت تصفيتها تؤكد مرة أخرى على خطورة الوضع في شمالي الضفة بعد إخلاء أربع مستوطنات، وضمن هذا الوضع منظمات الإرهاب يمكن أن تتنامى بسهولة وتدير دولة مستقلة من الإرهاب، وإرسال أذرع تزرع الخراب والدم في بقية أنحاء البلاد، حان الوقت إلى العودة للبيت وإعادة السيادة الإسرائيلية كاملة على شمالي الضفة”، وكانت بذلك تدعو لإعادة إقامة المستوطنات التي أخليت من هناك في العام 2005.