في بيان صادر عن النقابة الدولية للاعبي كرة القدم للمحترفين (فيفبرو)، انتقد ممثلو اللاعبين كثرة المباريات والمسابقات وتداعياتها على صحة اللاعبين ومتعة الكرة، ما أعاد الى الواجهة حديث قديم – جديد حول ظاهرة لم تؤخذ بعين الاعتبار من طرف الفيفا والاتحادات القارية التي تتسارع لإعادة النظر في صيغ الكثير من المسابقات، واستحداث بطولات قارية ودولية جديدة لأجل توفير مزيد من المداخيل، دون أدنى اعتبار للفرجة والمتعة الكروية، والضغوطات التي تتزايد على اللاعبين والمدربين والمسيرين، وتنعكس سلبا على المردود والمستوى، خاصة مع تكرار الإصابات في أوساط اللاعبين، وتزايد حجم ظاهرة اعتذار اللاعبين عن عدم الالتحاق بمنتخباتهم بسبب الارهاق الذي يعانون منه.
من جهته، رئيس رابطة محترفي كرة القدم في انكلترا ذهب إلى درجة التحذير من تأثيرات تهدد لعبة كرة القدم لدرجة لم تعد هناك تواريخ لبرمجة المسابقات المحلية، والمباريات الدولية، خاصة مع استحداث مونديال الأندية في صيف 2025 وتغيير صيغة المسابقات الأوروبية للأندية، وزيادة عدد المنتخبات المشاركة في تصفيات ونهائيات كأس العالم، حتى أن بعض اللاعبين زادت التزاماتهم لدرجة صاروا يلعبون فيها ما يقارب من 80 مباراة خلال الموسم، بينما لا يشارك آخرون سوى في 40 مباراة، ما دفع اللاعبين والمدربين للاحتجاج كل مرة على ضغط الروزنامة وكثرة المباريات التي تمنع اللاعبين من الاستفادة من أيام راحة حتى أثناء الصيف.
الكثير من اللاعبين اضطروا في الآونة الأخيرة للاعتذار عن عدم المشاركة في مباريات منتخباتهم بسبب كثرة المباريات مع أنديتهم، مثلما حدث هذه المرة مع محمد صلاح ورياض محرز ويوسف المساكني، وغيرهم من اللاعبين الدوليين الذين يتعرضون لضغوطات أنديتهم التي تدفع لهم رواتبهم، لذلك يحرمونهم بشكل غير مباشر من اللعب مع منتخباتهم رغم قوانين الفيفا التي تفرض عليهم ذلك، ورغم اعتماد كل الاتحادات المحلية والقارية مبدأ التغييرات الخمسة أثناء المباريات بدلا من ثلاثة كما كان عليه الأمر سابقا، لكن أغلب الأندية والمنتخبات تعتمد على نفس اللاعبين ونفس النجوم كل مرة في مبارياتها.
الموسم المقبل سيشهد مباريات كثيرة ومنافسات جديدة، خاصة صيف 2025 الذي يشهد ميلاد مونديال الأندية بمشاركة 32 ناديا من مختلف القارات، سيضطر فيه محمد صلاح مثلا للمشاركة في البطولة مع ليفربول في الفترة من منتصف شهر يونيو/ حزيران الى منتصف شهر يوليو/ تموز، وبعدها مباشرة ينتقل إلى المغرب للمشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة مبدئيا في الفترة من 20 يوليو الى 20 أغسطس/ آب، على أن يلتحق مباشرة بليفربول لخوض مباريات الدوري الانكليزي التي تنطلق منتصف أغسطس، ثم العودة للمشاركة مع منتخب بلاده في جولتين من تصفيات كأس العالم بين الأول والعاشر من سبتمبر/ أيلول من دون أن يتمكن من الاستمتاع بفترة اجازة خلال الصيف، ما ينعكس سلبا على صحته ومردوده ومعنوياته، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على اللاعبين الأفارقة مع أنديتهم ومنتخبات بلادهم. الضغط لم يعد يطاق لذلك تحركت النقابة الدولية للاعبين المحترفين، لحماية اللاعبين وكرة القدم من الإرهاق والملل وكثرة مباريات الكرة التي تهدد الكرة في حد ذاتها.
إعلامي جزائري