يشكو الكثير من اللاعبين والمدربين من كثرة المباريات والمسابقات مع الأندية والمنتخبات ما أدى الى الارهاق، ومن ثم تذبذب المردود والنتائج، مثلما حدث لإنكلترا في كأس العالم وبلجيكا في كأس العالم، والريال وليفربول والسيتي والميلان بعد كأس العالم، كما يشكو الكثير من المتابعين من كثرة المباريات والمنافسات الكروية التي تقتل في نظرهم متعة اللعبة، وتشغلهم عن أعمالهم اليومية سواء أولئك الذين يتابعونها على الشاشة، أو الذين يضطرون لمعايشتها في مدرجات الملاعب بما يترتب عنه من وقت ومال، وانشغال عن نشاطات اجتماعية وهوايات أخرى ثقافية وفنية وسياحية، في حين يعتقد البعض الآخر أن الأمر ليس كذلك، وأنهم ليسوا مطالبين بمتابعة كل المباريات والمنافسات الكروية على كثرتها في وقت تقلص حجم وسائل الترفيه الأخرى، ويعتقدون أن الكرة متنفسهم الوحيد.
أكيد أن إجراء كأس العالم في منتصف الموسم لأول مرة في التاريخ، وعودة اللاعبين الى دورياتهم ومسابقاتهم المحلية كان له تأثيره السلبي على مردود اللاعبين ونتائج الأندية، وهو الأمر الذي اشتكى منه مدرب الريال، الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعد خوضه لمباريات الدوري وكأس الملك، وانتقاله إلى الرياض للمشاركة في الكأس السوبر الإسباني، ثم إلى المغرب للمشاركة في كأس العالم للأندية، قبل العودة لخوض مسابقة دوري الأبطال الأوروبية ضد ليفربول، والأكيد أن عشاق الفريق بدورهم لا يجدون الوقت لممارسة طقوس ونشاطات أخرى، تقلصت في عديد المجتمعات، خاصة في فترة تفشي كوفيد-19 الذي تسبب في إيقاف نشاطات ثقافية وفنية واجتماعية كثيرة، وصارت كرة القدم المتعة الوحيدة التي لم تتوقف عجلتها لمدة سنتين من توقف الحياة.
وقد نتفهم شكاوى المدربين واللاعبين من كثرة المسابقات والمباريات التي تتسبب في الارهاق، وتؤدي الى حدوث اصابات كثيرة، لكن الكثير من جماهير الكرة مستمتعة بالكرة في وقت تراجعت نشاطات أخرى، ولم تعد لديهم خيارات أخرى للترفيه عن النفس والهروب من ظروفها الاجتماعية والمعيشية الصعبة، وهمومها الكثيرة بما في ذلك في أوروبا وأمريكا الجنوبية والعالم العربي الذي تحولت فيه الكرة إلى أفيون وليس مجرد وسيلة ترفيه، بسبب تراجع كبير في حجم ونوعية النشاطات الترفيهية الأخرى، وتراجع مستويات الكرة المحلية التي دفعت بالشباب نحو التعلق بالكرة الأوروبية وأنديتها الكبيرة للهروب من واقع اجتماعي بكل تعقيداته الاجتماعية والنفسية والاخلاقية.
بعض الجماهير الذي يشتكي من كثرة مباريات كرة القدم صارت تزعجه تنقلاته المتكررة، وتزعج أسره حتى عندما يلزم بيوته لمتابعة المباريات، فتمنع باقي أفراد العائلة من الاستمتاع بنشاطات أخرى، وتقتل متعة كرة القدم عند العشاق الذين بدأوا يملون من معشوقتهم، ومن صورها وأخبارها التي تغزو القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تحولت الى مواقع رياضية إضافية تتحدث عن الشأن الكروي أكثر من شؤون الحياة الأخرى، فلم يعد ممكنا الهروب إليها من لعبة طغت على كل النفوس لأنها تنسي بعض الهموم والانشغالات، فلا يمر يوم من دون الحديث عن رونالدو في السعودية، ومصير ميسي ونيمار ومبابي، وما يحدث لليفربول والميلان والريال، بعد شهر كامل خطف فيه مونديال قطر كل الأنظار.
بين هؤلاء وأولئك يبدو أن البحث عن مزيد من المال لتمويل اللعبة، دفع بالاتحادات المحلية والقارية والدولية إلى برمجة مزيد من المسابقات، في ظل تراجع الموارد وتزايد التكاليف، وتراجع حجم النشاطات الترفيهية الأخرى الفنية والثقافية، كانت ستؤدي الى فراغ قاتل لولا الكرة التي لم تعد مجرد لعبة في الكثير من المجتمعات، بل ظاهرة مثيرة لا يمكن الاستغناء عنها في حياة الشعوب بكل تداعياتها السلبية التي لا يمكن انكارها، لكننا لسنا مطالبين بمتابعتها كلها وكل وقت اذا شعرنا بالملل.
إعلامي جزائري
كما ان المشاهد يتساءل عند مشاهدته لمباراة كرة القدم مالذي يدفع المعلقين الى تحويلها لساحة معركة وتسخينها بالصراخ المستمر الى درجة ان البعض من هؤلاء المعلقين يتجاوزون حدود رقعة الملعب واللعب الكروي لتتحول تعليقاتهم الى مايشبه ساحة معركة حفيقية هذا ايضا سببا للضجر والملل وشد الاعصاب وعدم اخذ قسط من الراحة النفسية والاحساس بالحياة الاجتماعية والانصات للموسيقى الهادءة ولم لا متابعة فيلم بدل سلسلة الماتشات والمبالغ الخرافية للاعبين وأمذيعين والصحفيين ومدراء القنوات والاشهارات ووو ..هناك اسباب ايضا لهذا الملل والضجر
كلامك كله صحيح استاذ حفيظ
أكيد . زد على ذلك الأرقام الخيالية اللتي يتقاضاها اللاعبون . شخصيا لم أعد أتابع .ا
كلام جميل من شخصية راقية ,الكرة اصبحت اكثر من مجرد لعبة و اصبحت اسلوب حياة بالنسبة لكثيرين.
شخصيا أشاهد مباريات كأس العالم و كأس أوروبا و بطولة الأندية الأوروبية و الموندياليتو و بعض مباريات الدوري الانجليزي، و بنسبة أقل الدوري الإسباني و اقل منه الدوري الفرنسي. أما الكان و كأس آسيا و البطولات الأفريقية لا اشاهدها أبدا. لأن مستواها ضعيف..اللغط الذي حولها أكبر بكثير من حجمها.
البطولات و الكؤوس الأوروبية تنشط أسبوعيا و على مدار السنة باستثناء فترات العطل و الجماهير تملئ الملاعب أسبوعيا حماسا و فرجة منذ سنوات و لم نسمع هذا الكلام فلماذا بعد مونديال قطر و مونديال الأندية و بعد تذبذب نتائج بعض الأندية التي ذكرها السي دراجي و ليس كل الأندية يأتي اليوم من يقول أن الكرة تفقد طعمها و يبرر ما لا يبرر ؟!
أنا جد فخور بنفسي لأنه ليس لي تلفاز في المنزل ولا أتابع اية منافسة كروية. بل أتفادى اي مجمع يحكي عن هذه اللعبة..
الجمهور يحضر بعفوية ويادي التذكرة اذا كان مستوى التنظيم في الموعد وكذا مستوى الفرق المشاركة وهذا ما نراه في المنديالطو بالمغرب فالمدرجات ممنلءة على اخرها رغم ان المباريات تلعب بالليل والجو جد بارد.
في الماضي القريب كانت مباريات كرة القدم و غيرها من الرياضات تجرى بعد الزوال في نهاية الأسبوع و لم تكن جميع المباريات تنقل على شاشات التلفزيون. كان الايطاليون عموما يخصصون صباح يوم الأحد للذهاب إلى الكنيسة و فترة ما بعد الظهيرة لمشاهدة مباريات الكرة. دخل الرأسمال الكبير إلى المجال فتنوعت المنافسات و تضخمت عائدات الاشهار و النقل التلفزيون فأصبحت المباريات تنظم طيلة أيام الأسبوع… يشكل الصحفيون الذين يعلقون على مجريات المباريات و المحللون المختصون مجالا للخلاف والاختلاف في طرائق التذييع و التعليق خاصة عندما تتداخل الرياضة والسياسية و تبتعد الموضوعية و النزاهة الفكرية عن التعليق.
كلامك في الصميم الاخ محمد