بتأخر لعامين، فقد تحقق حلم نتنياهو: براك اوباما هُزم. في الايام الاولى لتشرين الثاني 2012 بلغ الاستعداد ذروته في محيط رئيس الحكومة، الهواتف رنت، محادثات سرية، استطلاعات رأي عام سرية، كان التقدير المثير هو أنه بخلاف التوقعات، فان المرشح الجمهوري للرئاسة قد يتفوق على الرئيس الديمقراطي. كما فاجأ نتنياهو نفسه في عام 1996 كان يفترض أن يفاجيء ميت روماني في عام 2012.
عندما حدث ما هو معروف مسبقا وتم انتخاب اوباما من جديد – نتنياهو كان مصعوقا: فقد سقطت استراتيجيته تجاه ايران وتجاه فلسطين، لأنها استندت الى هزيمة اوباما في الانتخابات. لكن ما لم يحدث قبل عامين في الانتخابات الرئاسية حدث هذا الاسبوع في انتخابات الكونغرس. الاغلبية الجمهورية الجديدة في مجلس الشيوخ وفي مجلس النواب واهانة الرئيس الليبرالي، أعادتا اللون الاحمر لخدود لرئيس الحكومة. هذه ليست النهاية بعد، كما شعر بذلك نتنياهو. وهذه ليست بداية النهاية، ولكن فرضية النهاية النهاية النهاية للبداية. في نهاية النهاية للنفق الطويل، يرون في القدس الضوء من امريكا الجديدة – القديمة. العلاقات المخيفة بين المتحدث من شيكاغو والمتحدث من القدس تستند الى احتقار متبادل. فبالنسبة لاوباما فان نتنياهو هو محافظ ويدخن السيجار من القرن التاسع عشر، وهو يسعى باستمرار لافشال سياسات السلام وتقدمه. وبالنسبة لنتنياهو فان اوباما هو مخلوق فضائي سيطر بالخطأ على روما في القرن الواحد والعشرين. لكن بالنسبة للرئيس وبالنسبة لرئيس الحكومة هناك تفكير فارغ مشترك: في قلبهما يؤمنان أن نتنياهو هو الزعيم الحقيقي للحزب الجمهوري، لذلك هما لا يتصرفان كسياسيين يقفان على رأس ديمقراطيات كبيرة وعلى رأس ديمقراطيات كتاب، بل كعدوين سياسيين.
وبدلا من العمل معا من اجل الدفاع عن المباديء المشتركة، فانهما يتصرفان وكأنهما مرشحين متنازعين. فمن جهة المحاولات المستمرة للتدخل والتخريب على الآخر ومن جهة اخرى الشتائم والاتهامات. هذا الجنون هو جنون المحيط الذي أثر على العلاقات الامريكية الاسرائيلية في السنوات الستة الاخيرة.
السناتور (نتنياهو) من رحافيا تنفس الصعداء في يوم الثلاثاء ليلا: لقد ربح زملاءه في الانتخابات الدراماتية في كنتاكي، غرب فرجينيا، شمال كارولينا، كولورادو وجورجيا. ومثل نتنياهو فقد سيطروا مجددا على مجلس الشيوخ وعلى برنامج العمل الامريكي. المحافظون سيطروا على الولايات المتحدة وصبغت معظم ولاياتها باللون الاحمر، لكن الفرحة في القدس ما زالت سابقة لأوانها، لأنه في السنتين القادمتين لن يستطيع اوباما المبادرة الى اصلاحات اجتماعية، وسيبذل الجهود لترك ميراث على المستوى الدولي ولا سيما لأنه لن يستطيع ترك بصماته على الداخل الامريكي بل سيحاول ترك بصمة على العالم. والطريق لعمل ذلك هو التصالح مع ايران وخطوة اعلانية تجاه فلسطين.
ونظرا لأن اوباما يقارن نفسه بنتنياهو ويؤمن بحلم يعاكس حلم نتنياهو، فانه قريبا سيحاول القضاء على حلم نتنياهو. أما نتنياهو من جهته فسيفعل ما يحب فعله: تجنيد الاغلبية الجمهورية الجديدة من اجل الدخول في مواجهات مع السلطة الديمقراطية الضعيفة. وبذلك فان قصة الكراهية لم تنته بعد. وهذه المواجهات العنيفة سترافقنا ايضا في السنتين القادمتين. والجولة الاخيرة من حرب اوباما – نتنياهو ستكون الأخطر.
هآرتس 6/11/2014
آري شبيط