عقب تقديم المطرب هاني شاكر استقالته من رئاسة نقابة الموسيقيين، إثر خلافات نقابية بينه وبين أعضاء شُعبة عازفي الإيقاع، تواترت أنباء عن اعتزام عدد من المطربين والموسيقيين، ترشيح الفنان علي الحجار لمنصب النقيب لملء الفراغ الذي تركة زميله المطرب الكبير، باعتبار الحجار الشخصية الأنسب للقيام بالدور، وضبط إيقاع العمل في النقابة، وبعد أيام فقط من الفكرة، خرجت تصريحات على لسان علي الحجار نفسه تعبر عن امتنانه لمن أرادوا ترشيحه وتوسموا فيه الكفاءة.
وقد بدا من التصريحات الدبلوماسية للمطرب الكبير عدم رغبته في تولي أي منصب رسمي، لاكتفائه بدوره كفنان يقدم من الأغاني ما يرتقي بالذوق العام لعشاق الأغنية والموسيقى العربية. وهذا الموقف من جانب علي الحجار ليس موقفاً استثنائياً، لكن سبقه إليه الفنان الراحل نور الشريف، قبل عدة سنوات، حيث رفض رئاسة المسرح القومي حرصاً على مكانته الفنية ونجوميته التي خشي أن تتأثر بالمسؤوليات التي ستُلقى على عاتقه في حال وجودة في منصب رسمي. وقد يرى البعض أنه لا يوجد تعارض بين القيام بالمهام الوظيفية القيادية، والعمل الإبداعي، فأم كلثوم على سبيل المثال تولت منصب نقيب الموسيقيين، وكانت حينئذ في قمة مجدها ونجاحها وشهرتها، كما أن سميحة أيوب سبق لها تولي رئاسة المسرح القومي، وكانت على قدر كبير من الانضباط واستطاعت التوفيق بين المنصب وعملها الفني. وكذلك محمود ياسين تولى هو الآخر في فترة من الفترات رئاسة المسرح القومي، ولم يشكُ من انسحاب الأضواء السينمائية عنه، ولم يتضرر من وجودة في المنصب طوال فترة رئاسته للقومي، وهذا ما يجعل حجة رفض المناصب الإدارية من أجل الفن حُجة غير مُقنعة بالشكل الكافي، اللهم إلا إذا رأى الفنان أنه غير موهوب في المجال الإداري وأنه لا يملك من الخبرات ما يُعطيه للمنصب، هنا يكون الرفض منطقياً ومقبولاً، وهذا ما فعله علي الحجار حين اعتذر بلباقة عن قبول الترشح لمنصب نقيب الموسيقيين.
ومن ناحية أخرى تؤكد مصادر نقابية أن هناك مساعي حثيثة من جانب أعضاء مجلس نقابة الموسيقيين تستهدف عودة هاني شاكر لمنصبه وعدوله عن الاستقالة، بناءً على رغبة الغالبية العظمى من الأعضاء، وأكد البعض أن المشكلة بين هاني شاكر، والمُختلفين معه سيتم حلها لأن الخلافات ليست شخصية، وإنما يُمكن اعتبارها خلاف في وجهات النظر حول مشكلة إدارية تتصل بعضوية المطرب الشعبي حسن شاكوش، التي كانت سبباً في الأزمة، أي أن الأمر كله لم يتعدَ حدود الخلاف في الرأي، ومن ثم فعودة النقيب إلى موقعه ليست من الصعوبة بمكان، إذا ما تم التفاهم معه ورضي هو بالاعتذار والمُصالحة. ولأن الفنان هاني شاكر يوجد حالياً في بيروت، لإحياء بعض الحفلات، فالموقف مُجمد لحين عودته، لكن هناك أملا في التوصل إلى حل للمشكلة وعودته لمنصبه بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى، حيث إلى الآن لم يقبل مجلس إدارة نقابة الموسيقيين استقالة النقيب، وما زال كل الأعضاء متمسكين به ويطالبون برجوعه، لاستكمال ما بدأه من إنجازات نقابية لصالح العاملين والأعضاء.
ويرجح البعض أن يكون علي الحجار قد رفض الترشح لمنصب نقيب الموسيقيين، كي يُثني هاني شاكر عن قرار الاستقالة، فهو لا يقبل أن يكون بديلاً له احتراما لشخصه ومكانته، واعتزازاً بدوره النقابي المهم وأدائه الموفق خلال الفترة الماضية، غير أن الحجار ربما لم يرَ سبباً قوياً لاستقالة زميله وصديقة هاني شاكر، لاسيما أن الخلافات الإدارية واردة مع كل قيادة وفي كل الدورات والمراحل. وقد صرح وكيل النقابة المايسترو حمادة أبو اليزيد، بأن مجلس الإدارة بالإجماع رفض فكرة أن يكون النقيب هاني شاكر بعيداً عن منصبه، لأنه جدير بالثقة ويستحق التمسك به وما زالت الفرصة قائمة للتفاوض معه ليعود ويُكمل إنجازاته.