كرم‭ ‬بوتين‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عيون‭ ‬افريقيا‭… ‬وتفتت‭ ‬إسرائيل‭ ‬مسألة‭ ‬وقت‭… ‬والاتحاد‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واجب‭ ‬

حسام‭ ‬عبد‭ ‬البصير
حجم الخط
0

القاهرة‭ ‬ـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬‭‬ في‭ ‬ظل‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬لامست‭ ‬الـ45‭ ‬مئوية،‭ ‬وجيوب‭ ‬خاوية‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬بأنه‭ ‬سيبدد‭ ‬هذه‭ ‬الغمة،‭ ‬أمضى‭ ‬المصريون‭ ‬نهاية‭ ‬إجازة‭ ‬الأسبوع‭ ‬ويومي‭ ‬السبت‭ ‬والأحد‭ ‬متسائلين‭ ‬عن‭ ‬مستجدات‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬أياديهم،‭ ‬لكنهم‭ ‬باتوا‭ ‬مطالبين‭ ‬بتحمل‭ ‬نتائجها،‭ ‬فيما‭ ‬اتسع‭ ‬نطاق‭ ‬التساؤل‭ ‬بشأن‭ ‬ثروات‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬والبترول،‭ ‬والمرافق‭ ‬كافة‭ ‬ذات‭ ‬الدخل،‭ ‬أين‭ ‬تذهب؟‭ ‬الفريق‭ ‬أسامة‭ ‬ربيع‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬قال،‭ ‬إن‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬دخل‭ ‬القناة‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭. ‬ونقلت‭ ‬عنه‭ “‬الوطن‭” ‬تصريحات‭ ‬متلفزة‭ ‬بأن‭ ‬القيمة‭ ‬التي‭ ‬تضخها‭ ‬الهيئة‭ ‬يتم‭ ‬تحديدها‭ ‬رقميا،‭ ‬ويتم‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الـ40%‭ ‬المتبقية‭ ‬تُقسَّم‭ ‬بين‭ ‬الميزانية‭ ‬الاستثمارية‭ (‬25%‭)‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تُخصص‭ ‬نسبة‭ ‬الـ15%‭ ‬لقطع‭ ‬الغيار‭ ‬وصرف‭ ‬المرتبات‭ (‬تدوير‭ ‬الهيئة‭). ‬وأكّد‭ ‬أن‭ ‬موارد‭ ‬صندوق‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬يتم‭ ‬تخصيصها‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الـ15%،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬مساس‭ ‬بميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭. ‬وقد‭ ‬خيمت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬الوسط‭ ‬الفني،‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬خبر‭ ‬وفاة‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬نجل‭ ‬الفنان‭ ‬حسن‭ ‬يوسف‭ ‬والفنانة‭ ‬المعتزلة‭ ‬شمس‭ ‬البارودي،‭ ‬غرقا‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالي،‭ ‬وأكد‭ ‬أحمد‭ ‬سلامة‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬نقابة‭ ‬المهن‭ ‬التمثيلية‭ ‬أن‭ ‬الراحل‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬قرى‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالي،‭ ‬ونُقل‭ ‬جثمانه‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬العلمين‭. ‬ونعى‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬وفاة‭ ‬الراحل،‭ ‬حيث‭ ‬نعى‭ ‬المخرج‭ ‬عمر‭ ‬زهران،‭ ‬عبد‭ ‬الله،‭ ‬نجل‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬حسن‭ ‬يوسف‭ ‬وشمس‭ ‬البارودي،‭ ‬وكتب‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬في‭ “‬فيسبوك‭”: “‬رحم‭ ‬الله‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬نجل‭ ‬النجمين‭ ‬الكبيرين‭ ‬السيدة‭ ‬شمس‭ ‬البارودي‭ ‬والعزيز‭ ‬الغالي‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬حسن‭ ‬يوسف‭.. ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬ورزقهم‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭ ‬وإنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭”… ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬كشف‭ ‬مصدر‭ ‬مقرب‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬الفنان‭ ‬حسن‭ ‬يوسف،‭ ‬أن‭ ‬الفنانة‭ ‬شمس‭ ‬البارودي،‭ ‬لم‭ ‬تصدق‭ ‬الخبر‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر،‭ ‬واعتبرت‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يثار‭ ‬مجرد‭ ‬شائعات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة،‭ ‬حتى‭ ‬تواصلت‭ ‬مع‭ ‬أشقائه‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الموجود‭ ‬فيه‭. ‬وأكدت‭ ‬الفنانة‭ ‬نهال‭ ‬عنبر،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬نقابة‭ ‬المهن‭ ‬التمثيلية،‭ ‬أنها،‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬العلمين،‭ ‬فيما‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬أشرف‭ ‬زكي‭ ‬وفاة‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬نجل‭ ‬الفنان‭ ‬القدير‭ ‬حسن‭ ‬يوسف‭ ‬غرقا‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬التقارير‭ ‬ذات‭ ‬الدلالة‭: ‬أعلن‭ ‬محمد‭ ‬عبدالله،‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬نقابة‭ ‬المهن‭ ‬الموسيقية،‭ ‬نيه‭ ‬النقابة‭ ‬إنشاء‭ ‬وحدة‭ ‬تكنولوجية‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬الجامعات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحري‭ ‬عن‭ ‬المطربين‭ ‬الأجانب،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬كتدارك‭ ‬للخطأ‭ ‬والجدل‭ ‬الذي‭ ‬أعقب‭ ‬إلغاء‭ ‬حفل‭ ‬ترافيس‭ ‬سكوت‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النقيب‭ ‬أمر‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬داخلي‭ ‬في‭ ‬النقابة‭ ‬لمعرفة‭ ‬المخطئ‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬أو‭ ‬الإداريين‭ ‬لمحاسبته‭. ‬ونقلت‭ “‬الوطن‭” ‬عن‭ ‬عبدالله‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬الحفل،‭ ‬وبعد‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬للمطرب‭ ‬فوجئ‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬النقابة‭ ‬بمعلومات‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬يعرفونها‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬المطرب،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬حفلاته‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬أشياء‭ ‬مريبة،‭ ‬وتحرض‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬العنف‭. ‬
غامضة‭ ‬وفاشلة

تعرضت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تتعرض‭ ‬الحكومة‭ ‬لموجات‭ ‬عارمة‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬بسبب‭ ‬أزمة‭ ‬الكهرباء‭.. ‬وهي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬شهيب‭ ‬في‭ “‬فيتو‭”‬،‭ ‬لأنها‭ ‬افتقدت‭ ‬الشفافية‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭.. ‬فقد‭ ‬خرج‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فاجأت‭ ‬وزارة‭ ‬الكهرباء‭ ‬بتخفيف‭ ‬الأحمال‭ ‬ليبشرهم‭ ‬بإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬خلال‭ ‬بضعة‭ ‬أيام،‭ ‬وفي‭ ‬آخر‭ ‬خروج‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الأزمة‭ ‬مستمرة‭ ‬طوال‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭/‬آب‭ ‬وربما‭ ‬نصف‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭/‬أيلول‭ ‬أيضا‭.. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬تصريحات‭ ‬له‭ ‬فسر‭ ‬اللجوء‭ ‬لتخفيف‭ ‬الأحمال‭ ‬بانخفاض‭ ‬تدفق‭ ‬الغاز‭ ‬للمحطات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬تصريحات‭ ‬له‭ ‬قال‭ ‬ضمنا،‭ ‬إن‭ ‬نقص‭ ‬المازوت‭ ‬المستورد‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬الأزمة‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الغاز،‭ ‬حينما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬رصد‭ ‬250‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لاستيراد‭ ‬مازوت‭ ‬لتشغيل‭ ‬المحطات‭ ‬الكهربائية‭.. ‬وهكذا‭ ‬احتار‭ ‬الناس‭ ‬بين‭ ‬المعلومات‭ ‬غير‭ ‬الواضحة،‭ ‬وغير‭ ‬الكافية‭ ‬والمتناقضة‭ ‬التي‭ ‬أتاحتها‭ ‬الحكومة‭ ‬بخصوص‭ ‬أزمة‭ ‬الكهرباء،‭ ‬ولذلك‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬تتعرض‭ ‬الحكومة‭ ‬للانتقادات‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناس‭.. ‬فهي‭ ‬اتخذت‭ ‬قرارها‭ ‬بتخفيف‭ ‬الأحمال‭ ‬دون‭ ‬إخبارهم‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬وعندما‭ ‬ارتفعت‭ ‬الأصوات‭ ‬بالشكوى‭ ‬خرجت‭ ‬الحكومة‭ ‬بالقليل‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬الشحيحة‭ ‬لتبرر‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭.. ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬إقناعهم‭ ‬بضرورة‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬مهم‭ ‬للناس‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭.. ‬وعندما‭ ‬قررت‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬تتكلم‭ ‬وتهجر‭ ‬اُسلوب‭ ‬تقديم‭ ‬المعلومات‭ ‬للناس‭ ‬بالقطارة،‭ ‬فإنها‭ ‬قالت‭ ‬أمورا‭ ‬كانت‭ ‬تحتاج‭ ‬لمراجعة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تقال‭ ‬مثل‭ ‬إنها‭ ‬تعتبر‭ ‬وصول‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجو‭ ‬36‭ ‬درجة‭ ‬أمرا‭ ‬يستدعي‭ ‬تخفيض‭ ‬الأحمال،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬عشناه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ليس‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬وإنما‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وقبل‭ ‬حلول‭ ‬موسم‭ ‬الصيف‭ ‬رسميا،‭ ‬ولم‭ ‬نحتج‭ ‬لتخفيف‭ ‬الأحمال‭. ‬باختصار‭.. ‬الأزمة‭ ‬تحتاج‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الشفافية‭ ‬الكاملة‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬تحمل‭ ‬قطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬الصيف‭ ‬تقريبا،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬رئيسها‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬له‭..‬

أين‭ ‬ذهبوا؟

هل‭ ‬غابت‭ ‬النجوم‭ ‬والقدوة‭ ‬والرموز‭ ‬والأقمار‭ ‬المضيئة‭ ‬عن‭ ‬مجتمعنا؟‭ ‬اختار‭ ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬حسين‭ ‬في‭ “‬الشروق‭”‬،‭ ‬الإجابة‭ ‬بنعم‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأمل‭ ‬مفقود،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬التعليم‭ ‬وانتشار‭ ‬العشوائيات،‭ ‬وتدهور‭ ‬القيم‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬ألجأ‭ ‬إلى‭ ‬التعميم‭ ‬المخل‭ ‬أستدرك‭ ‬وأقول،‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬كفاءات‭ ‬وكوادر‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬لكن‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭. ‬الذي‭ ‬دفعنى‭ ‬لطرح‭ ‬السؤال‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬الشهور‭ ‬الأخيرة‭ ‬حضرت‭ ‬ندوات‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬وفعاليات‭ ‬ولقاءات‭ ‬كثيرة‭ ‬متنوعة،‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬وكانت‭ ‬الملاحظة‭ ‬الأساسية‭ ‬هي‭ ‬التراجع‭ ‬المذهل‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬الكوادر‭ ‬والكفاءات‭ ‬المتميزة‭ ‬والمؤهلة‭ ‬والقادرة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬الفارق‭. ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الندوات‭ ‬وكان‭ ‬يفترض‭ ‬أنها‭ ‬تناقش‭ ‬أوضاعا‭ ‬عامة‭ ‬متعلقة‭ ‬بالحياة‭ ‬السياسية‭ ‬فجعت‭ ‬بأن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬75%‭ ‬من‭ ‬المتحدثين‭ ‬غير‭ ‬ملمين‭ ‬بالموضوع،‭ ‬أولاً‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬المعلومات،‭ ‬وغير‭ ‬مدركين‭ ‬لأبعاده‭ ‬المختلفة،‭ ‬ومستواهم‭ ‬العام‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬بعض‭ ‬طلبة‭ ‬الجامعات‭. ‬وبالمناسبة‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يظن‭ ‬البعض‭ ‬بي‭ ‬الظنون‭ ‬ويتهمني‭ ‬بالتحيز،‭ ‬أسارع‭ ‬للقول‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬طرف‭ ‬دون‭ ‬آخر،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬داء‭ ‬أصاب‭ ‬الكثيرين،‭ ‬استمعت‭ ‬لأعضاء‭ ‬يفترض‭ ‬أنهم‭ ‬كوادر‭ ‬حزبية،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يفتقرون‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬والكفاءة‭ ‬والتدريب‭ ‬والاطلاع‭ ‬والمحاورة‭ ‬والمفاوضة‭. ‬بعضهم‭ ‬يتصرفون‭ ‬وكأنهم‭ ‬في‭ ‬خناقة‭ ‬في‭ ‬حارة‭ ‬شعبية،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬الكلام‭ ‬فإن‭ ‬بعضهم‭ ‬يتحدث‭ ‬مثلما‭ ‬كان‭ ‬يتحدث‭ ‬الممثل‭ ‬محمد‭ ‬سعد‭ ‬في‭ ‬شخصيته‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬اللمبي‮»‬‭. ‬وليت‭ ‬الأمر‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬الشكل،‭ ‬لكن‭ ‬المشكلة‭ ‬أنه‭ ‬يتعلق‭ ‬أيضا‭ ‬بالمضمون‭. ‬وبعضهم‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الاستعداد‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬يتحدثون‭ ‬فيه،‭ ‬والإلمام‭ ‬به‭ ‬وبكل‭ ‬أبعاده‭. ‬والأمر‭ ‬نفسه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلمسه‭ ‬في‭ ‬مهن‭ ‬ووظائف‭ ‬كثيرة،‭ ‬وليس‭ ‬مقصورا‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬السياسيين‭. ‬سيقول‭ ‬البعض‭: ‬وما‭ ‬هي‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬ذلك؟‭ ‬وسيكون‭ ‬الرد‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬إذا‭ ‬ثبت‭ ‬أنه‭ ‬صحيح،‭ ‬فالمعنى‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬حياتنا‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬خطر‭.‬

أين‭ ‬المعضلة؟

السؤال‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬حرص‭ ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬حسين‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬إجابة‭ ‬له‭: ‬هل‭ ‬المشكلة‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬كفاءات؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الإداري‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬الكفاءات‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬المقدمة؟‭ ‬ظني‭ ‬أن‭ ‬الكفاءات‭ ‬موجودة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الصعود‭ ‬لقيادة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهيئات،‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬الحكومة،‭ ‬لكنه‭ ‬يشمل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والنقابات‭ ‬والهيئات،‭ ‬بل‭ ‬الأندية‭ ‬الرياضية‭. ‬الدليل‭ ‬الدامغ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬أقمارا‭ ‬مصرية‭ ‬مضيئة‭ ‬وكفاءات‭ ‬حقيقية‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬أجنبية،‭ ‬وأثبتوا‭ ‬كفاءة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير‭. ‬هؤلاء‭ ‬درسوا‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬حكومية،‭ ‬أو‭ ‬خاصة،‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬والتحقوا‭ ‬بجامعات‭ ‬مصرية‭ ‬أجنبية‭ ‬مختلفة،‭ ‬ثم‭ ‬وجدوا‭ ‬الفرصة‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المناسب،‭ ‬وبالتالى‭ ‬انطلقوا‭ ‬وحققوا‭ ‬المعجزات‭. ‬وقد‭ ‬سمعت‭ ‬قصصا‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬نماذج‭ ‬مصرية‭ ‬حققت‭ ‬إنجازات‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭. ‬وبالتالى‭ ‬يصبح‭ ‬السؤال‭ ‬الجوهري‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعدل‭ ‬النظام‭ ‬الإداري،‭ ‬بحيث‭ ‬يكتشف‭ ‬هؤلاء‭ ‬ويصعدهم‭ ‬ليكونوا‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الصفوف‭ ‬حتى‭ ‬نضمن‭ ‬أن‭ ‬المستقبل‭ ‬واعد؟‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬دور‭ ‬الحكومة‭ ‬فقط‭ ‬ولا‭ ‬المعارضة،‭ ‬ولكنه‭ ‬دور‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭. ‬الحكومة‭ ‬دورها‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬الخطط‭ ‬والسياسات‭ ‬والآليات،‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬أن‭ ‬يخرّج‭ ‬التعليم‭ ‬كوادر‭ ‬مؤهلة،‭ ‬وبعدها‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬تدريب‭ ‬حقيقي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يلتحق‭ ‬بهم‭. ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬بذلت‭ ‬بالفعل‭ ‬نشاطا‭ ‬مشابها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الوطنية‭ ‬للتدريب،‭ ‬لكننا‭ ‬نحتاج‭ ‬أن‭ ‬يبذل‭ ‬المجتمع‭ ‬بأكمله‭ ‬جهدا‭ ‬مضاعفا‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬مجاله،‭ ‬حتى‭ ‬نضمن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المتفوقون‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬وليس‭ ‬أنصاف‭ ‬المتعلمين،‭ ‬أو‭ ‬أصحاب‭ ‬الواسطة‭. ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمجتمع‭ ‬بأكمله،‭ ‬وليس‭ ‬الحكومة‭ ‬فقط،‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مناخ‭ ‬وبيئة‭ ‬لدعم‭ ‬ورعاية‭ ‬الموهوبين‭ ‬والمتفوقين‭ ‬لأنهم‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يصنعون‭ ‬الفارق‭.‬

احتباس‭ ‬وأشياء‭ ‬أخرى

التحذير‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بأن‭ ‬عصر‭ ‬‮«‬الغليان‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬قد‭ ‬بدأ،‭ ‬وانتهى‭ ‬عهد‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬يأتى‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬مجدي‭ ‬حلمي‭ ‬في‭ “‬الوفد‭”‬،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يشهد‭ ‬فيه‭ ‬النصف‭ ‬الشمالي‭ ‬من‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬تغيرات‭ ‬مناخية‭ ‬متسارعة،‭ ‬كما‭ ‬يشهد‭ ‬ارتفاعا‭ ‬كبيرا‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭. ‬وهذا‭ ‬التحذير‭ ‬يأتي‭ ‬قبل‭ ‬شهور‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬انعقاد‭ ‬قمة‭ ‬المناخ‭ ‬الثامنة‭ ‬والعشرين‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬وهي‭ ‬قمة‭ ‬أمامها‭ ‬تحدٍ‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬إلزام‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭ ‬بالوفاء‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬لمواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وعصر‭ ‬الغليان‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬حذر‭ ‬منه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬ويصف‭ ‬غوتيريش‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬بـ«المخيف‮»‬،‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬عصر‭ ‬الغليان‭ ‬العالمي‭ ‬‮«‬مجرد‭ ‬بداية‮»‬،‭ ‬وطالب‭ ‬شركات‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬بالاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وقال‭: ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬‮«‬التمويه‭ ‬الأخضر‭ ‬والخداع‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬الانطباعات‭ ‬الخاطئة،‭ ‬أو‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬توصيلها‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬منتجات‭ ‬الشركة‭ ‬سليمة‭ ‬بيئيا،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الواقع‭. ‬وعصر‭ ‬الغليان‭ ‬العالمي،‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شهدناه‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬قريبة‭ ‬منا‭ ‬وأقصد‭ ‬هنا‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬ووفقا‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يعد‭ ‬عصر‭ ‬الغليان‭ ‬العالمي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكوكب‭ ‬الأرض‭ ‬كارثة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬الجليد‭ ‬المصغر‭ ‬المرتقب‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭/‬تموز‭ ‬2023‭ ‬سيحطم‭ ‬الأرقام‭ ‬القياسية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

مذبحة‭ ‬مناخية

أشار‭ ‬غوتيريش،‭ ‬الذي‭ ‬اهتم‭ ‬بتصريحانه‭ ‬مجدي‭ ‬حلمي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عصر‭ ‬الغليان‭ ‬العالمي،‭ ‬قد‭ ‬سيطر‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مثل‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬والصين‭ ‬والجزائر،‭ ‬متسببا‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬وحرق‭ ‬الغابات‭ ‬مثلما‭ ‬شهدته‭ ‬الجزائر‭ ‬واليونان،‭ ‬وثورة‭ ‬براكين‭ ‬كانت‭ ‬كامنة‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬ونضج‭ ‬الفواكه‭ ‬والزراعات‭ ‬قبل‭ ‬أوانها‭ ‬الاعتيادي‭ ‬وانتهاء‭ ‬موسمها‭ ‬مبكرا‭. ‬وأضاف‭ ‬غوتيريش،‭ ‬أن‭ ‬عصر‭ ‬الغليان‭ ‬العالمي،‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تنفس‭ ‬الهواء‭ ‬الحار‭ ‬مع‭ ‬تدهور‭ ‬المناخ‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يزداد‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭. ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬عواقب‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬القياسي‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬‮«‬واضحة‭ ‬ومأساوية‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬تجرف‭ ‬الأمطار‭ ‬الموسمية‭ ‬الأطفال‭ ‬وتهرب‭ ‬العائلات‭ ‬من‭ ‬لهيب‭ ‬النيران‭ ‬وينهار‭ ‬العمال‭ ‬بسبب‭ ‬الحر‭ ‬الشديد،‭ ‬هذا‭ ‬الصيف‭ ‬‮«‬قاس‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأجزاء‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬وافريقيا‭ ‬وأوروبا،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬كارثة‮»‬‭ ‬للكوكب‭ ‬بأسره‭. ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الحكومات‭ ‬بمشاركة‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬المختلفة‭ ‬والعلماء‭ ‬بالتحرك‭ ‬لوضع‭ ‬خطط‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭/‬آب‭ ‬المقبل،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭/‬تشرين‭ ‬الأول‭ ‬وفق‭ ‬تقديرات‭ ‬منظمة‭ ‬الأرصاد‭ ‬العالمية،‭ ‬وهي‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬وصفت‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬بأنه‭ ‬الأكثر‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬وعلى‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬وهي‭ ‬أكثر‭ ‬تضررا‭ ‬من‭ ‬عصر‭ ‬الغليان‭ ‬العالمي‭ ‬أن‭ ‬تتضامن‭ ‬بقوة‭ ‬مع‭ ‬مطلب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بأنه‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لحدوث‭ ‬طفرة‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬استثمارات‭ ‬التكيف،‭ ‬لإنقاذ‭ ‬ملايين‭ ‬الأرواح‭ ‬من‭ ‬‮«‬المذبحة‭ ‬المناخية‮»‬،‭ ‬فالتحرك‭ ‬الآن‭ ‬وبسرعة‭ ‬قد‭ ‬ينقذ‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬وثيقة‭ ‬سيكون‭ ‬المتضرر‭ ‬الأول‭ ‬منها‭ ‬هم‭ ‬الفقراء،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬إلا‭ ‬الفقراء‭.‬

نكبة‭ ‬إسرائيلية

لم‭ ‬يمر‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بمثل‭ ‬حالة‭ ‬الانقسام‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الآن‭. ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬يتفاقم‭ ‬وينذر‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬المخاطر،‭ ‬ليس‭ ‬صراعا‭ ‬بين‭ ‬حكومة‭ ‬ومعارضة‭ ‬فقط،‭ ‬لكنه‭ ‬شرخ‭ ‬كبير‭ ‬يقسم‭ ‬المجتمع‭ ‬بأكلمه‭ ‬بين‭ ‬تيار‭ ‬يميني‭ ‬متطرف‭ ‬يضم‭ ‬إرهابيين‭ ‬ومتشددين‭ ‬دينيا،‭ ‬وتيار‭ ‬آخر‭ ‬يرفض‭ ‬ذلك‭ ‬ويعتبر‭ ‬أن‭ ‬فاشية‭ ‬الحكم‭ ‬اليميني‭ ‬سوف‭ ‬تقود‭ ‬إسرائيل‭ ‬نحو‭ ‬أسوأ‭ ‬أزماتها‭ ‬ويتابع‭ ‬جلال‭ ‬عارف‭ ‬في‭ “‬الأخبار‭”‬،‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬تيار‭ ‬اليمين‭ ‬المتشدد،‭ ‬راهن‭ ‬على‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬المناورة‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬وعلى‭ ‬أن‭ ‬المعارضة‭ ‬لمخططاته‭ ‬لن‭ ‬تستمر‭ ‬طويلا‭.. ‬لكن‭ ‬حساباته‭ ‬اثبتت‭ ‬خطأها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬الكلمة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وتسموتريتش،‭ ‬اللذين‭ ‬يفرضان‭ ‬شروطهما‭ ‬على‭ ‬نتنياهو‭ ‬وإلا‭ ‬فقد‭ ‬مكانه‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭. ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.. ‬سقط‭ ‬الرهان‭ ‬الآخر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المعارضة‭ ‬ستتفرق،‭ ‬والمظاهرات‭ ‬ستضعف‭ ‬بمضي‭ ‬الوقت،‭ ‬فالتحدي‭ ‬كبير،‭ ‬والشعور‭ ‬بخطر‭ ‬سقوط‭ ‬كل‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬زعماء‭ ‬عصابات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬الحاكم‭ ‬وحدت‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬الأخرى‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬تعتبره‭ ‬‮«‬فاشية‮»‬‭ ‬ستعصف‭ ‬بالجميع‭. ‬ولأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬استمر‭ ‬التظاهر،‭ ‬وتضاعفت‭ ‬الأعداد،‭ ‬والآن‭ ‬ومع‭ ‬صدور‭ ‬أول‭ ‬قوانين‭ ‬قمع‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ – ‬بدأ‭ ‬خطر‭ ‬العصيان‭ ‬المدني‭ ‬يزداد‭ ‬مع‭ ‬الإضرابات‭ ‬التي‭ ‬ينظمها‭ ‬الأطباء‭ ‬وغيرهم‭. ‬ومع‭ ‬انضمام‭ ‬قيادات‭ ‬سياسية‭ ‬وعسكرية‭ ‬سابقة‭ ‬لمظاهرات‭ ‬الاحتجاج،‭ ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬ضباط‭ ‬وجنود‭ ‬الاحتياط‭ ‬الذين‭ ‬أعلنوا‭ ‬عدم‭ ‬استمرارهم‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭. ‬ومع‭ ‬التهديد‭ ‬بإضراب‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬اتحاد‭ ‬العمال‭ ‬القوي،‭ ‬وبتجميد‭ ‬استثمارات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬ومستثمرين‭ ‬كبار‭.‬

لحظة‭ ‬نادرة

رغم‭ ‬خطورة‭ ‬الموقف،‭ ‬مضى‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬وأصر،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬جلال‭ ‬عارف،‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬أول‭ ‬قوانين‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬القضاء،‭ ‬مراهنا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عطلة‭ ‬للبرلمان‭ ‬‮«‬الكنيست‮»‬،‭ ‬لشهرين‭ ‬تتيح‭ ‬له‭ ‬الفرصة‭ ‬للمناورة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ينبغي‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬أزمة‭ ‬القوانين‭ ‬الخاصة‭ ‬بالهيمنة‭ ‬على‭ ‬القضاء‭. ‬فالواضح‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬زعماء‭ ‬عصابات‭ ‬اليمين‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططاتها‭ ‬للهيمنة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬والمؤسسات‭. ‬هناك‭ ‬وجهان‭ ‬للخطر‭: ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬وبن‭ ‬غفير‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬محدودة‭ ‬تجبر‭ ‬المعارضين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقفوا‭ ‬وراء‭ ‬الجيش‭ ‬وهو‭ ‬يخوضها،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬أثناء‭ ‬الهجوم‭ ‬الوحش‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬مخيم‭ ‬ومدينة‭ ‬‮«‬جنين‮»‬‭ ‬ويجبر‭ ‬أيضا‭ ‬جنود‭ ‬وضباط‭ ‬الاحتياط‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬مقاطعتهم‭ ‬للخدمة‭ ‬العسكرية،‭ ‬أو‭ ‬مواجهة‭ ‬المحاسبة‭ ‬القانونية،‭ ‬أما‭ ‬الوجه‭ ‬الثاني‭ ‬للخطر‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬تمضي‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬مخططاتها‭ ‬لحسم‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بمضاعفة‭ ‬الاستيطان،‭ ‬وباستخدام‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وتشديد‭ ‬الحصار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬الضفة،‭ ‬ووضع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أمام‭ ‬الاختيار‭ ‬المرّ،‭ ‬بين‭ ‬القتل‭ ‬أو‭ ‬التهجير‭ ‬أو‭ ‬الرضوخ‭ ‬لمخطط‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬واغتيال‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬باقية‭ ‬لقيام‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭. ‬ولا‭ ‬بديل‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬وغيرها‭ ‬عن‭ ‬وحدة‭ ‬وطنية‭ ‬فلسطينية،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ممكنا‭ ‬أن‭ ‬تتأخر‭ ‬لأن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬قد‭ ‬تجاوز‭ ‬بالفعل‭ ‬كل‭ ‬الانقسامات‭ ‬وهو‭ ‬يواجه‭ ‬باللحم‭ ‬الحي‭ ‬خروقات‭ ‬المستوطنين‭ ‬ورصاص‭ ‬ميليشيات‭ ‬بن‭ ‬غفير،‭ ‬وصمت‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ ‬فيه‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬إسرائيل‭ ‬دفاعا‭ ‬مشروعا‭ ‬عن‭ ‬النفس‭.‬

وماذا‭ ‬بعد؟

رغم‭ ‬الكلام‭ ‬الدعائي‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬قائد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬حميدتي،‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬أمام‭ ‬قواته،‭ ‬واتهام‭ ‬الجيش‭ ‬بأنه‭ ‬يعمل‭ ‬بتعليمات‭ ‬قادة‭ ‬النظام‭ ‬السابق،‭ ‬وسمى‭ ‬بعضهم،‭ ‬فإنه‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬عمرو‭ ‬الشوبكي‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭”‬،‭ ‬أقر‭ ‬بوجود‭ ‬تجاوزات‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬وأعلن‭ ‬تبرؤه‭ ‬منهم،‭ ‬وبدا‭ ‬واضحا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬خطة‭ ‬حقيقية‭ ‬للتسوية‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬تنازلات،‭ ‬إنما‭ ‬استعراض‭ ‬قوة‭ ‬شكلي‭ ‬وتأكيد‭ ‬حضور‭ ‬عسكري‭ ‬وسياسي‭ ‬قد‭ ‬يفيده‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬العائدة‭ ‬في‭ ‬جدة‭. ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬خطاب‭ ‬قادة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الخراب‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬البلاد،‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬المواجهات‭ ‬الدموية‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬والدعم‭ ‬السريع،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تجاوزت‭ ‬100‭ ‬يوم‭ ‬سقط‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬قتيل،‭ ‬وتم‭ ‬تدمير‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬ومدنها‭ ‬الثلاث،‭ ‬وانتقال‭ ‬القتال‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬والولايات‭ ‬الأخرى‭. ‬وقد‭ ‬فرّ‭ ‬حوالي‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬خارج‭ ‬السودان،‭ ‬كما‭ ‬قدرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أعداد‭ ‬النازحين‭ ‬بثلاثة‭ ‬ملايين،‭ ‬ورصدت‭ ‬آلاف‭ ‬الكوارث‭ ‬الإنسانية‭ ‬والصحية‭ ‬نتيجة‭ ‬تضرر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مستشفيات‭ ‬العاصمة‭ ‬وانهيار‭ ‬المنظومة‭ ‬الطبية‭ ‬ونقص‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬غالب‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬مغلوب،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬استمرت‭ ‬35‭ ‬يوما‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يجتمع‭ ‬الطرفان‭ ‬المتحاربان‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مايو‭/‬أيار‭ ‬الماضي‭ ‬برعاية‭ ‬أمريكية‭ ‬سعودية،‭ ‬ووقّعا‭ ‬على‭ ‬أثرها‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار،‭ ‬لم‭ ‬يصمد‭ ‬كثيرا‭ ‬أمام‭ ‬رغبة‭ ‬الجانبين‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬الصراع‭ ‬بالقوة‭ ‬المسلحة‭.‬

قواعد‭ ‬جديدة

واصل‭ ‬عمرو‭ ‬الشوبكي‭: ‬جاءت‭ ‬تعبئة‭ ‬قوات‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية‭ (‬شمال‭) ‬ثم‭ ‬مقتل‭ ‬حاكم‭ ‬دارفور‭ ‬ليزيد‭ ‬من‭ ‬رقعة‭ ‬المواجهات‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬سودانية،‭ ‬ووصف‭ ‬بعضها،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬بجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وعمليات‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭. ‬إن‭ ‬مشاهد‭ ‬الدمار‭ ‬والقتل‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬عبثية‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬أن‭ ‬يلغي‭ ‬فيها‭ ‬الآخر،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشطب‭ ‬جيشا‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬مَن‭ ‬يقوده‭ ‬هم‭ ‬فلول‭ ‬النظام‭ ‬القديم،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبيد‭ ‬قوة‭ ‬مسلحة‭ ‬قوامها‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬عنصر‭ ‬بحجة‭ ‬أنها‭ ‬ميليشيا‭ ‬متمردة‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تدمج‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية،‭ ‬بعد‭ ‬تجديد‭ ‬قيادتها‭ ‬وتأكيد‭ ‬حيادها‭ ‬ومهنيتها،‭ ‬لا‭ ‬العكس‭. ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬يوم‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لحساب‭ ‬الخسائر‭ ‬والمكاسب‭ ‬ليكتشف‭ ‬معها‭ ‬الطرفان‭ ‬أن‭ ‬كليهما‭ ‬خاسر،‭ ‬وأن‭ ‬العودة‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬جدة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الفرصة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لكلا‭ ‬الطرفين،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تثبيت‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإلزامهما،‭ ‬خاصة‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬بضرورة‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬المدنيين‭ ‬والمقاتلين،‭ ‬وبين‭ ‬الأهداف‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬وتقديم‭ ‬حماية‭ ‬مطلقة‭ ‬للمدنيين‭ ‬وممتلكاتهم‭ ‬وحريتهم‭ ‬في‭ ‬التنقل،‭ ‬وحظر‭ ‬النهب‭ ‬والسلب‭. ‬إن‭ ‬الالتزام‭ ‬بهذه‭ ‬النقاط‭ ‬سيعنى‭ ‬التقدم‭ ‬خطوات‭ ‬نحو‭ ‬تسوية‭ ‬شاملة‭ ‬لا‭ ‬تعيد‭ ‬مسار‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬السابقة،‭ ‬إنما‭ ‬تؤسس‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬بشروط‭ ‬وقواعد‭ ‬جديدة‭ ‬وملزمة‭ ‬للجميع‭.‬
شحنات‭ ‬مجانية‭!‬

بلغت‭ ‬الرغبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬في‭ ‬التقرب‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬افريقيا،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أنه‭ ‬أعلن‭ ‬استعداده‭ ‬لإمداد‭ ‬ست‭ ‬دول‭ ‬فيها‭ ‬بشحنات‭ ‬مجانية‭ ‬من‭ ‬القمح‭. ‬لقد‭ ‬أعلن‭ ‬ذلك،‭ ‬كما‭ ‬أخبرنا‭ ‬سليمان‭ ‬جودة‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭” ‬خلال‭ ‬حديثه‭ ‬أمام‭ ‬القمة‭ ‬الروسية‭ ‬الافريقية،‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سان‭ ‬بطرسبرغ،‭ ‬والتي‭ ‬دامت‭ ‬يومين‭ ‬وأنهت‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭.. ‬وفي‭ ‬مرحلة‭ ‬سابقة‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تكلم‭ ‬في‭ ‬العموم‭ ‬عن‭ ‬إمداد‭ ‬مجاني‭ ‬لافريقيا‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬الروسية،‭ ‬ولكنه‭ ‬عندما‭ ‬جاء‭ ‬يتحدث‭ ‬أمام‭ ‬القمة‭ ‬جعل‭ ‬حديثه‭ ‬أكثر‭ ‬تحديدا،‭ ‬وحصر‭ ‬الإمداد‭ ‬المجاني‭ ‬في‭ ‬ست‭ ‬دول،‭ ‬وجعله‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شحنات‭ ‬أقصاها‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬طن،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬مطلقة‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬بلا‭ ‬سقف‭. ‬وما‭ ‬يعلنه‭ ‬بوتين‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أعلنته‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬روسيا،‭ ‬فسمعنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬الصينية‭ ‬الافريقية،‭ ‬وعن‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬سوف‭ ‬تقدم‭ ‬كذا‭ ‬وكذا‭ ‬للقارة‭ ‬السمراء،‭ ‬وعن‭ ‬سباق‭ ‬صيني‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬القارة‭ ‬وفضائها‭. ‬ولم‭ ‬تشأ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬تتخلف‭ ‬عن‭ ‬السباق،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬جاءت‭ ‬متأخرة،‭ ‬فراحت‭ ‬تلملم‭ ‬نفسها‭ ‬وترتب‭ ‬أفكارها‭ ‬وأوراقها،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬تسارع‭ ‬إلى‭ ‬الافارقة‭ ‬وتضرب‭ ‬لهم‭ ‬الوعود‭ ‬السخية‭.. ‬وكانت‭ ‬القمة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الافريقية‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬آخر‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬تجليات‭ ‬أمريكية‭ ‬كثيرة‭ ‬بدأت‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬القارة‭. ‬وكانت‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬تحاول‭ ‬إنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬في‭ ‬مستعمراتها‭ ‬الافريقية‭ ‬السابقة،‭ ‬فكان‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬لا‭ ‬يتوانى‭ ‬عن‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬عاصمة‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬القارة‭ ‬يمكنه‭ ‬الذهاب‭ ‬إليها‭. ‬هؤلاء‭ ‬الساسة‭ ‬الذين‭ ‬يتوافدون‭ ‬على‭ ‬افريقيا‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬يفعلون‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سواد‭ ‬عيونها،‭ ‬ولا‭ ‬كانوا‭ ‬يبادرون‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يبادرون‭ ‬به‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية،‭ ‬ولكنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يفعلونه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصالح‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالية‭ ‬يجدونها‭ ‬متوفرة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القارة‭ ‬الغنية،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تحالفات‭ ‬سياسية‭ ‬بدت‭ ‬مطلوبة‭ ‬بشدة؛‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ينطبق‭ ‬عليهم‭ ‬جميعا‭ ‬شىء‭ ‬وهُم‭ ‬يتسابقون‭ ‬عليها،‭ ‬إلا‭ ‬بيت‭ ‬الشعر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬صاحبه‭ ‬يقول‭ ‬فيه‭:‬‮«‬وكلُ‭ ‬يدّعى‭ ‬وصلا‭ ‬بليلى‭.. ‬وليلى‭ ‬لا‭ ‬تُقر‭ ‬لهم‭ ‬بذاكا‮»‬‭.‬

بين‭ ‬محنتين

لا‭ ‬يعتقد‭ ‬شيركو‭ ‬حبيب‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭” ‬أن‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬أكبر‭ ‬سنا‭ ‬منه‭ ‬قد‭ ‬وجدوا‭ ‬عراقا‭ ‬مستقرا‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬العشرينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬فمنذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬والصراعات‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬فيه‭ ‬إحدى‭ ‬حضارات‭ ‬العالم‭ ‬ومهد‭ ‬القانون‭ ‬منذ‭ ‬مسلة‭ ‬حمورابي‭. ‬شاءت‭ ‬الأقدار‭ ‬ألا‭ ‬يستقر‭ ‬العراق‭ ‬بعدما‭ ‬جاء‭ ‬تأسيس‭ ‬حدوده،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إرادة‭ ‬مكوناته،‭ ‬خدمة‭ ‬لمصالح‭ ‬ورغبات‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬آنذاك،‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬لأجل‭ ‬هذا‭ ‬المصير‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات،‭ ‬وكانت‭ ‬آخرها‭ ‬معاهدة‭ ‬لوزان‭. ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭ ‬حدثت‭ ‬أمور‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متوقعة،‭ ‬منها‭ ‬حرق‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف‭ ‬والعلم‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬السويد،‭ ‬ثم‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬رئاسي‭ ‬وبعده‭ ‬مرسوم‭ ‬جمهوري‭ ‬بسحب‭ ‬المرسوم‭ ‬الجمهوري‭ ‬رقم‭ (‬147‭) ‬لسنة‭ ‬2013،‭ ‬الخاص‭ ‬بتعيين‭ ‬البطريرك‭ ‬لويس‭ ‬ساكو‭ ‬بطريرك‭ ‬بابل‭ ‬على‭ ‬الكلدان‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والعالم،‭ ‬ومتوليا‭ ‬على‭ ‬أوقافها‭. ‬رغم‭ ‬الهدوء‭ ‬النسبي‭ ‬فإن‭ ‬البلد‭ ‬يبدو‭ ‬بحاجة‭ ‬ملحة‭ ‬إلى‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬الداخلية‭ ‬وتوطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬وتطلعات‭ ‬مواطنيه‭ ‬نحو‭ ‬غد‭ ‬مشرق،‭ ‬بعد‭ ‬حرمانهم‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية،‭ ‬أو‭ ‬قل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬حادث‭ ‬حرق‭ ‬نسخة‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬الذي‭ ‬استخدم‭ ‬داخليا‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬قاسية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوى‭ ‬بعينها،‭ ‬جريمة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها،‭ ‬حسب‭ ‬القوانين‭ ‬الوضعية،‭ ‬بخلاف‭ ‬كونه‭ ‬جريمة‭ ‬تكفير‭ ‬بحق‭ ‬كلام‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وجريمة‭ ‬بحق‭ ‬الملايين‭ ‬والمليارات‭ ‬من‭ ‬المؤمنين‭ ‬بالكتب‭ ‬والأديان‭ ‬السماوية‭.‬

الخطابات‭ ‬المذهبية

واصل‭ ‬شيركو‭ ‬حبيب‭ ‬تأصيل‭ ‬أسباب‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬له‭ ‬الأوضاع‭ ‬من‭ ‬ترد‭ ‬أصاب‭ ‬الامتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭: ‬لم‭ ‬نر‭ ‬استنكارات‭ ‬وإدانات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬مثلما‭ ‬حدثت‭ ‬من‭ ‬استنكار‭ ‬وقطع‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬ومملكة‭ ‬السويد،‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬مساس‭ ‬بالأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬خاصة‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الشعب‭ ‬الكردي‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬استنكر‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الجبان‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬الزعيم‭ ‬مسعود‭ ‬بارزاني‭ ‬ودعم‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لحكومة‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬شياع‭ ‬السوداني‭ ‬لإجراءات‭ ‬الحكومة،‭ ‬لكن‭ ‬التساؤل‭ ‬يثار‭: ‬في‭ ‬العهد‭ ‬البائد‭ ‬تم‭ ‬حرق‭ ‬المصاحف‭ ‬والمساجد‭ ‬ولم‭ ‬ينطق‭ ‬أحد‭ ‬بحرف‭ ‬داخل‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬خارجه‭. ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬أو‭ ‬نسمع‭ ‬الاستنكار‭ ‬أو‭ ‬الحشد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬بحجم‭ ‬ما‭ ‬دار‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬والقرآن‭ ‬ليس‭ ‬ملكا‭ ‬أو‭ ‬يخص‭ ‬العراقيين‭ ‬وحدهم‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء‭. ‬اليوم؛‭ ‬العراق‭ ‬يؤكد‭ ‬واقعه‭ ‬أنه‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬الداخلية‭ ‬والدولية،‭ ‬فعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬المركز‭ ‬والإقليم،‭ ‬حسب‭ ‬الدستور‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الموقعة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬ضمانة‭ ‬لاستقراره‭ ‬وبذل‭ ‬الجهود‭ ‬لإزالة‭ ‬آثار‭ ‬الماضي‭ ‬الأسود‭. ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي؛‭ ‬العراق‭ ‬بحاجة‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬علاقاته‭ ‬لتكون‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬سليمة‭ ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬متبادل‭ ‬للمصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬وعدم‭ ‬قبول‭ ‬التدخلات‭ ‬الإقليمية‭ ‬أو‭ ‬الخارجية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬والهوية‭ ‬العراقية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استقلال‭ ‬القرار‭ ‬العراقي‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬مكوناته‭ ‬القومية‭ ‬والدينية،‭ ‬واستقلال‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬الخطابات‭ ‬المذهبية‭ ‬الضيقة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬البلد،‭ ‬بل‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬للتنافر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭. ‬إن‭ ‬لملمة‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأجندات‭ ‬الأجنبية‭ ‬والمصالح‭ ‬الشخصية‭ ‬تضمن‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬فها‭ ‬هي‭ ‬حرارة‭ ‬ولهب‭ ‬الصيف‭ ‬الساخن‭ ‬يصاحبهما‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الدولار،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬نرى‭ ‬برودة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬كصعيق‭ ‬الشتاء‭ ‬القارس،‭ ‬فهل‭ ‬يذيب‭ ‬لهيب‭ ‬الصيف‭ ‬الحارق‭ ‬جليد‭ ‬الخلافات؟
حشود‭ ‬المهاجرين

يشعر‭ ‬فاروق‭ ‬جويدة‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭”‬،‭ ‬بحزن‭ ‬شديد‭ ‬كلما‭ ‬شاهد‭ ‬حشود‭ ‬المهاجرين‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬بلادهم‭ ‬وأصبحوا‭ ‬بلا‭ ‬أوطان‭.. ‬لقد‭ ‬انفصلوا‭ ‬عن‭ ‬جذورهم‭ ‬أرضا‭ ‬وثقافة‭ ‬ولغة‭ ‬وعقيدة‭.. ‬إنهم‭ ‬ينتظرون‭ ‬يوما‭ ‬ربما‭ ‬عادوا‭ ‬إلى‭ ‬بلادهم‭.. ‬ماذا‭ ‬بقي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬غير‭ ‬بيوت‭ ‬مهدمة‭ ‬وأطلال‭ ‬تبكي‭ ‬أصحابها؟‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬الذين‭ ‬هربوا‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬أين‭ ‬استقرت‭ ‬بهم‭ ‬الأحوال؟‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬عدد‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬أو‭ ‬ألمانيا‭ ‬وكم‭ ‬عدد‭ ‬الليبيين‭ ‬الذين‭ ‬هربوا‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وأين‭ ‬استقر‭ ‬أبناء‭ ‬اليمن‭ ‬والعراق‭.. ‬كم‭ ‬عدد‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬الذين‭ ‬هربوا‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭ ‬ولعلهم‭ ‬يتساءلون‭ ‬لماذا‭ ‬كانت‭ ‬الحرب‭ ‬والموت‭ ‬والدمار،‭ ‬وكيف‭ ‬تستعيد‭ ‬الشعوب‭ ‬تواصلها؟‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬هرب‭ ‬إليها‭ ‬المهاجرون‭ ‬فصلت‭ ‬الآباء‭ ‬عن‭ ‬الأبناء‭ ‬وأقامت‭ ‬تجمعات‭ ‬للأطفال‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الآباء‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬الأطفال‭ ‬ثقافيا‭ ‬ودينيا؛‭ ‬ليكونوا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.. ‬إن‭ ‬عودة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين‭ ‬تبدو‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا؛‭ ‬لأنهم‭ ‬اعتادوا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬مختلفة‭ ‬ولهذا‭ ‬يرفضون‭ ‬العودة،‭ ‬والسؤال‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬يعيد‭ ‬بناء‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬خربتها‭ ‬الحروب؟‭ ‬هناك‭ ‬مدن‭ ‬أزيلت‭ ‬فمن‭ ‬يعيد‭ ‬الحياة‭ ‬لهذه‭ ‬الأطلال؟‭ ‬سوف‭ ‬ينتظر‭ ‬العالم‭ ‬طويلا‭ ‬حتى‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬من‭ ‬يبنى‭ ‬أطلالها‭.. ‬كلما‭ ‬شاهدت‭ ‬مواكب‭ ‬الخيام‭ ‬والتجمعات‭ ‬قلت‭ ‬لنفسي‭: ‬هل‭ ‬تعود‭ ‬هذه‭ ‬الملايين‭ ‬إلى‭ ‬بيوتها‭.. ‬لقد‭ ‬اختلفت‭ ‬التقديرات‭ ‬حول‭ ‬أعداد‭ ‬الهاربين‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يؤكد‭ ‬أنهم‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يراهم‭ ‬أقل،‭ ‬ولكن‭ ‬أزمة‭ ‬هذه‭ ‬الملايين‭ ‬سوف‭ ‬تلاحق‭ ‬سلطات‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬قبورهم؛‭ ‬لأنها‭ ‬جريمة‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬جرائم‭ ‬العصر‭.. ‬أحزن‭ ‬كثيرا‭ ‬كلما‭ ‬شاهدت‭ ‬مواكب‭ ‬الهاربين‭ ‬من‭ ‬أوطانهم‭ ‬وهم‭ ‬يتسابقون‭ ‬بين‭ ‬الخيام،‭ ‬باحثين‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬أو‭ ‬طعام‭.. ‬وتبقى‭ ‬صورة‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬السفن‭ ‬الغارقة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬العصر‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تسقط‭ ‬بالتقادم‭.. ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬سفينة‭ ‬غارقة‭ ‬وحكايات‭ ‬عن‭ ‬آلاف‭ ‬الضحايا‭ ‬الذين‭ ‬أكلتهم‭ ‬الأمواج‭.. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬بسبب‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬اشتعلت‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬جنون‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭.‬

‮«‬ميت‭ ‬في‭ ‬الحياة‮»‬

كيف‭ ‬يتحول‭ ‬إنسان‭ ‬إلى‭ “‬ميت‭ ‬في‭ ‬الحياة‭”‬؟‭ ‬5‭ ‬خطوات‭ ‬أساسية‭ ‬وضعها‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬خليل‭ ‬في‭ “‬الوطن‭” ‬تحدد‭ ‬طريق‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭: ‬أولى‭ ‬الخطوات‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تنازل‭ ‬الإنسان‭ ‬عن‭ ‬كرامته‭. ‬فالإنسان‭ ‬يولد‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬متمتعا‭ ‬بكامل‭ ‬كرامته،‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬الفطرة‭ ‬التي‭ ‬فطر‭ ‬الله‭ ‬الناس‭ ‬عليها‭: “‬ولقد‭ ‬كرمنا‭ ‬بني‭ ‬آدم‭ ‬وحملناهم‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭ ‬ورزقناهم‭ ‬من‭ ‬الطيبات‭ ‬وفضلناهم‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬ممن‭ ‬خلقنا‭ ‬تفضيلا‭”. ‬القبول‭ ‬بالإهانة‭ ‬والإهدار‭ ‬يمثل‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬لتخلي‭ ‬الإنسان‭ ‬عن‭ ‬إنسانيته،‭ ‬وتحوله‭ ‬إلى‭ ‬كائن‭ “‬ميت‭ ‬في‭ ‬الحياة‭”. ‬وليس‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬سبب‭ ‬يدعو‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬تلمس‭ ‬أسباب‭ ‬الحياة‭ ‬بالذل‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يحترم‭ ‬إنسانيته‭. ‬الخطوة‭ ‬الثانية‭ ‬تحمل‭ ‬مفهوما‭ ‬معاكسا‭ ‬لمفهوم‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬الكرامة،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ “‬التعالي‭”‬،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬يظن‭ ‬إنسان‭ ‬أنه‭ ‬أقدر‭ ‬وأفهم‭ ‬وأعقل‭ ‬وأنبه‭ ‬وأحسن‭ ‬من‭ ‬الآخرين،‭ ‬فيدفعه‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬باعتزاز‭ ‬مريض‭ ‬بالذات،‭ ‬والعزة‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬بما‭ ‬يملكه‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬معطيات‭ ‬الحياة،‭ ‬أو‭ ‬بسيطرته‭ ‬عليها،‭ ‬بل‭ ‬بالتواضع‭ ‬لله‭ ‬تعالى،‭ ‬لأن‭ ‬العاقل‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬إنسان‭ ‬ضعيف،‭ ‬وأن‭ ‬عزته‭ ‬تتحقق‭ ‬بأن‭ ‬يجبر‭ ‬ضعف‭ ‬غيره،‭ ‬ليجد‭ ‬من‭ ‬يجبر‭ ‬ضعفه‭: “‬ولا‭ ‬تمش‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬مرحا‭ ‬إنك‭ ‬لن‭ ‬تخرق‭ ‬الأرض‭ ‬ولن‭ ‬تبلغ‭ ‬الجبال‭ ‬طولا‭”. ‬التعالي‭ ‬يميت‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬بل‭ ‬يقتل‭ ‬الحياة‭ ‬نفسها‭. ‬الخطوة‭ ‬الثالثة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الظلم،‭ ‬انتشار‭ ‬الظلم‭ ‬والمظالم‭ ‬داخل‭ ‬مجتمع‭ ‬معين‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إفساد‭ ‬الحياة،‭ ‬وتشويه‭ ‬وجهها،‭ ‬وتحول‭ ‬البشر‭ ‬إلى‭ ‬آلات‭ ‬استنزاف‭ ‬لبعضهم‭ ‬بعضا،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إرهاق‭ ‬الجميع‭.‬

ظهر‭ ‬الفساد

‭ ‬كل‭ ‬إرهاق‭ ‬يعانيه‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬حاجاته‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأساسية‭ ‬يقربه‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ “‬الموت‭ ‬في‭ ‬الحياة‭”‬،‭ ‬لأن‭ ‬الإرهاق‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يرى‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬خليل،‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬يقتل‭ ‬النفس‭ ‬بيد‭ ‬صاحبها‭: “‬ظهر‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭ ‬بما‭ ‬كسبت‭ ‬أيدي‭ ‬الناس‭ ‬ليذيقهم‭ ‬بعض‭ ‬الذي‭ ‬عملوا‭ ‬لعلهم‭ ‬يرجعون‭”. ‬وتحمل‭ ‬الخطوة‭ ‬الرابعة‭ ‬المفهوم‭ ‬العكسي‭ ‬لنشر‭ ‬الظلم،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬الرضا‭ ‬به‭. ‬التغاضي‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬الظلم‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬معين،‭ ‬وعدم‭ ‬التفات‭ ‬الفرد‭ ‬إلى‭ ‬الظلم‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬غيره،‭ ‬والتفكير‭ “‬الجحوي‭” – ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬عم‭ ‬جحا‭- ‬الذي‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬الظلم‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬داري‭ ‬فلا‭ ‬بأس،‭ ‬يضعنا‭ ‬أيضا‭ ‬أمام‭ ‬إنسان‭ ‬ميت‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬فالظلم‭ ‬الذي‭ ‬يتغاضى‭ ‬الإنسان‭ ‬عنه‭ ‬لأنه‭ ‬يحيق‭ ‬بغيره،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬لحظة‭ ‬يمتد‭ ‬إليه‭ ‬فيها‭. ‬والله‭ ‬تعالى‭ ‬يقول‭: “‬واتقوا‭ ‬فتنة‭ ‬لا‭ ‬تصيبن‭ ‬الذين‭ ‬ظلموا‭ ‬منكم‭ ‬خاصة‭ ‬واعلموا‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬شديد‭ ‬العقاب‭”. ‬الخطوة‭ ‬الخامسة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تحييد‭ ‬مبدأ‭ “‬التدافع‭” ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬والتدافع‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الأفراد،‭ ‬قدر‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬السعي‭ ‬والكفاح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحسين‭ ‬شروط‭ ‬الحياة،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التحريك‭ ‬المستمر‭ ‬لمعطياتها‭ ‬وأدواتها،‭ ‬وعدم‭ ‬الركون‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬الاستقرار‭ ‬القائم‭ ‬على‭ “‬الركود‭”‬،‭ ‬وبقاء‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ضارا‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مفيد،‭ ‬والإيمان‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬الحقيقية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬التغير‭ ‬والتغيير،‭ ‬وأن‭ ‬الظهور‭ ‬والاختفاء‭ ‬هو‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يحكم‭ ‬حركة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الحياة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يدوم‭ ‬فيها‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬شيء،‭ “‬كل‭ ‬يوم‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬شأن‭”. ‬الركود‭ ‬سمة‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬الموتى،‭ ‬أما‭ ‬التقلب‭ ‬والتغير‭ ‬والتحول‭ ‬فيمثل‭ ‬السمة‭ ‬الأهم‭ ‬لاستشعار‭ ‬الحياة‭. ‬

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية