ما فعله كريستيانو رونالدو أمام توتنهام السبت الماضي بتسجيله الهاتريك التاسع والأربعين والهدف 807 في مشواره الكروي صنع الحدث في وسائل الإعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي التي أكدت أن الرجل ظاهرة كروية لن تتكرر وهو يقارب الأربعين من عمره بدون أن تظهر عليه معالم التقدم في السن ولا العجز عن تقديم المزيد مع المان يونايتد في أحد أكبر وأصعب الدوريات في العالم، في وقت كان البعض يعتقد أن رحيله عن الريال الى اليوفي هو بداية نهايته، والتحاقه بالمان يونايتد يشكل آخر حلقة في مشواره الكروي، لن يقدر على تقديم الاضافة له، ولا حتى التأقلم مع الجيل الجديد ومتطلبات المستوى والوتيرة العالية في انكلترا، ليتضح مع مرور المباريات أنه يشكل إضافة كبيرة للفريق، وأن غوارديولا كان محقا عندما أبدى رغبته في استقدامه بداية الموسم قبل ارتباطه مع المان يونايتد لموسمين قادمين.
ورغم صعوبة تأقلمه مع المنصب الجديد الذي يلعب فيه كمهاجم حر في المان، وقلة الكرات التي صارت تصله من زملائه، والظروف الصعبة التي يمر بها الفريق مع تغيير المدرب في منتصف الموسم، إلا أنه تمكن من تسجيل ثلاثية تاريخية ضد توتنهام بطرق مختلفة ومثيرة للاعجاب، ارتقى بها الى المركز الثاني في ترتيب الهدافين بعد محمد صلاح بـ12 هدفا في الدوري من مجموع 18 في جميع المسابقات، وأكد أنه لم يعد الى إنكلترا لانهاء مشواره، بل لكتابة صفحة أخرى وتحطيم أرقام جديدة، ولما لا الفوز بألقاب أخرى في أقوى وأصعب دوري في العالم على الاطلاق، والتأكيد على أنه لم ينته مثلما اعتقد البعض عند رحيله عن الريال ثم عن اليوفي قبل نهاية عقده وعودته الى المان يونايتد في مفاجأة لم تكن متوقعة تماما، ولم يكن يتوقع لها النجاح أصلا في وجود شباب مبدع على غرار جايدون سانشو وراشفورد وغرينوود وجيسي لينغارد، ونجوم آخرين تفوق عليهم كلهم.
ورغم أهدافه وأرقامه ومستواه الا أن رونالدو لم يقدر على قيادة المان يو الى ربع نهائي دوري الأبطال عندما خرج أمام أتلتيكو مدريد، وهي المرة الثالثة على التوالي التي يخرج فيها من الدور ثمن النهائي، والمرة الأولى على مدى ستة عشر موسما يخفق فيها في التتويج بأي لقب بعد خروج الفريق من مسابقتي كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنكليزي، وابتعاده عن منافسة السيتي وليفربول على لقب الدوري المحلي قبل عشر جولات من نهاية الموسم، وسيكون من الصعب عليه التأهل للمشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل لو لم يقده الى ذلك رونالدو بحسه التهديفي وعزيمته التي تبقى واحدة من نقاط قوته في مشواره الكروي مع كل الأندية التي لعب لها رغم تقدمه في السن الذي لم يمنعه من استعادة شبابه كل مرة وتجديد طاقاته بفضل انضباطه والتزامه وروحه التنافسية العالية رغم فوزه بكل الألقاب الممكنة مع أنديته وتتويجه ببطولة كأس أمم أوروبا ودوري الأمم الأوروبية مع البرتغال في انتظار التتويج معه بلقب كأس العالم الذي ينقص سجله.
وبالموازاة مع سعيه للتواجد مع المان ضمن الأربعة الأوائل في البريميرليغ سيكون رونالدو نهاية هذا الشهر على موعد مع تحد آخر كبير، وهو التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022، التي ستكون آخر مونديال في مشواره، وآخر فرصة للتتويج باللقب الذي ينقص سجله الثري بالألقاب الفردية أوروبيا وعالميا، والتتويجات المختلفة مع الأندية الكبيرة التي لعب لها على مدى عقدين من الزمن كان فيها قدوة ورمزا ومثالا يحتذى به، رغم المنافسة الشديدة التي وجدها في الأسطورة ميسي الذي تراجع بدوره في السنوات الأخيرة، وخرج مثل رونالدو من ثمن نهائي دوري الأبطال لأول مرة في مشوارهما، لكنهما بقيا ضمن لائحة الأفضل عالميا والاكثر حظوظا للفوز بكأس العالم الذي ينقص سجلهما، لذلك سيكون نهائي مونديال قطر بين أرجنتين ميسي وبرتغال رونالدو أجمل ختام لصراع دام سنوات بين أفضل لاعبي القرن الحادي والعشرين، يتم فيه الفصل لصالح المتوج باللقب كأفضل لاعب في العالم، لكن على رونالدو أن يضمن التأهل أمام ايطاليا قبل ذلك .
إعلامي جزائري
الدان لاعب كرة قدم وهبه الله كل الامكانات التي تؤهله ليكون ما هو عليه ، قوام رياضي رشيق ومتكامل ، نباهة وفطنة وتركيز عالي وهمة في التدريبات القاسية ومهارات نادرة وإرادة للبقاء في الريادة تحت الأضواء واستعداد للتضحية بالوقت والجهد لبلوغ الهدف وكاريزما رياضية نادرة عند الهجوم واتخاذ قرار التسجيل والحضور .. صراحة لا يوجد من يملك مثل هذه المؤهلات والمهارات على مرة تاريخ كرة القدم
ما هي إلا لعبة رياضية فيها مهارات اللاعبين و متعة الفرجة لدى الجمهور ، فلا داعي لتحليلات بعناوين و كأن الأمر يتعلق بحدود الطوارق أو الأزمات.
وخيرت يا كبير