عمان- “القدس العربي”:
مسألتان يمكن سياسيا ثم إعلاميا الانتباه لهما بصورة أعمق عند رصد مشوار “الاعتراض الدبلوماسي” الأردني الذي تواصل عشية عطلة أعياد الميلاد لإكمال مشهد أو صورة “الاشتباك ضد العدوان الإسرائيلي”.
المسألة الأولى تلك التي لا تقف عند “3 تغريدات” بمناسبة الأعياد بتوقيع كبار العائلة المالكة تتحدث جميعها عن “اختفاء العيد عن مدينة بيت لحم وقطاع غزة والشعب الفلسطيني” فقط بل تتجه بمعيار “مدروس ومقصود” إلى “تنفيذ أول إنزال مظلي لمساعدات تخص “محاصرين” في إحدى أشهر وأبرز كنائس قطاع غزة.
والمسألة الثانية بـ”جهد أردني خاص” له هدف سياسي على الأرجح بدأ مع “اتصال هاتفي” مباشر مع وزير خارجية الفاتيكان وعبر بواسطة “تمكين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون –ودون إزعاجه- من الاحتفال بالأعياد على الأرض الأردنية“.
وانتهى بالجملة التي وقفت عندها أذرع الإعلام الرسمي والحكومي وبلسان وزير الاتصال المثقف الدكتور مهند مبيضين عبر “جرعة كبيرة” تركز على أن “مهد المسيح مدينة بيت لحم” لم تحتفل لهذا الموسم بدورها بسبب “المجازر ضد أطفال غزة”.
تقصدت “المرجعيات” الأردنية جعل إجازة أعياد الميلاد مساحة تذكير بالعدوان الإسرائيلي ونتائجه القاسية والدموية
على نحو أو آخر تقصدت “المرجعيات” الأردنية جعل إجازة أعياد الميلاد مساحة تذكير بالعدوان الإسرائيلي ونتائجه القاسية والدموية ضد الضعفاء والأهل في قطاع غزة، الأمر الذي تضمنه بيان رسمي عن الاتصال الهاتفي الذي جمع بين الوزير أيمن الصفدي ونظيره وزير خارجية الفاتيكان.
خطوة إنزال وهبوط مظلي بعمق قطاع غزة وعشية العيد لـ”مكان مسيحي مشهور” قررت على أعلى المستويات في عمان، حيث كلفت “طائرة لسلاح الجو” بالعبور وإنزال كمية كبيرة من المياه والمواد الغذائية والطبية لإغاثة نحو “800” محاصر من أبناء قطاع غزة وليس جميعهم مسيحيين بالمناسبة في مبنى يتبع كنيسة القديس بريفريوس في منطقة حي الزيتون شمالي القطاع.
الجيش الأردني أعلن بأن الإنزال المشار إليه عشية احتفال عيد الميلاد.
نفذت العملية -وهي عسكرية- في إطار تجديد رسالة سياسية قوامها أن الأردن عمليا ولوجستيا من دول الجوار التي تملك القدرة سياسيا على إيصال المساعدات رغم الحرب والحصار، والكنيسة التي ألقيت عندها المساعدات واحدة من أقدم وأشهر كنائس المنطقة.
الأردن الرسمي أيضا “ألغى” الاحتفالات الحكومية بالأعياد وهو ما فعلته الطوائف المسيحية المشرقية في الأردن.
ألغى الأردن الرسمي الاحتفالات الحكومية بالأعياد وهو ما فعلته الطوائف المسيحية المشرقية في الأردن
والملك شخصيا في تغريدة له بالمناسبة قال إنّه في الوقت الذي يحتفي العالم بعيد الميلاد المجيد تغيب البهجة ويغيب السلام عن المسيحيين في الأراضي المقدسة، مؤكدا أنّ الأراضي المقدسة لا يمكن أن تنعم بالسلام في ظل عدوان غاشم على الأهل في غزة والتضييق على المصلين في القدس وبيت لحم.
في الوقت الذي يحتفي العالم بعيد الميلاد المجيد تغيب البهجة ويغيب السلام عن الأهل المسيحيين في الأراضي المقدسة، التي لا يمكن أن تنعم بالسلام في ظل عدوان غاشم على الأهل في غزة والتضييق على المصلين في القدس وبيت لحم. أمنياتنا بالسلام لإخواننا وأخواتنا المسيحيين في فلسطين والعالم
— عبدالله بن الحسين (@KingAbdullahII) December 24, 2023
وكانت الملكة رانيا العبد الله أيضا قد نشرت تغريدة تتمنى فيها أن يعم السلام الأراضي المقدسة وتزهر فيه الرحمة في العالم وهي دلالات وردت أيضا في تغريدة ثالثة بتوقيع ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله.
On this Christmas Day, please make the time to listen to this moving message, at the Lutheran Christmas Church in Bethlehem https://t.co/YGUKcTZDcp
— Rania Al Abdullah (@QueenRania) December 25, 2023
نسخة الكريسماس الأردنية حفلت بالرسائل السياسية التي تركز على “العدوان الغاشم” والهدف دبلوماسيا كان على الأرجح مخاطبة العقل المسيحي في الدول الغربية حصرا ورسم بالتوافق عمليا مع ترتيبات مدينة بيت لحم الاحتفالية التي اقتصرت على “قداس محدود” ولوحات فنية عن أطفال غزة وبدون إضاءة شجرة الميلاد.