(1)
هذا ما كنّا نجهلهُ ونحن نعرف،
مع أنَّ الحربَ لم تقع.
(2)
ليتنا نمحق الغيلان ونعبر الشمس،
الجبل الذي طعنَ في السنِّ تركَ الطريدةَ تهرمُ في كوّة.
(3)
متى نبلغُ الأوقيانوس أيّها الموت؟
هنا يشطُّ العوسجُ وتبرحُ الثعابينُ الثُكنَ،
فتهوي الرُخم وتهوي صُقور.
(4)
عرفنا اللقالقَ من تاريخِ العائلة
كالنسورِ في الضباب،
فلن يحلمَ الديكُ بالطاووس،
ولن تنضبَ بحيرات من كواكب.
(5)
ريشُ الطائرِ مثل اليراع،
قد نصغي إلى المزمارِ لنحفظ الذكرى للطائرِ الذي ترقشُ منقاره حشرة.
(6)
لن نسوقَ الأرواحَ إلى مأوى الأسد،
لن نعنّفَ إعصاراً لا نعوّل عليه،
سنطردُ الكواسجَ من بحرنا، وكلّ سمكةٍ لا تحملُ خصالَ الدلافين.
(7)
مثلما تزأر لبوةُ الصحراء، فترغُو الديدانُ كزبدِ البحر،
لكأنّما صقلها الحرّ، لأنّها لا تكادُ تعي كينونتها.
(8)
لم تأكلِ الضواري البشر، لم يصدأ الذهبُ في الرمل.
(9)
سمعنا السندباد يعاقرُ الخمر،
سمعنا الشاعر يهجو ملكاً،
كيف لنا أن نؤنّبَ شمساً لا تحضنُ تمثالاً؟
كيف نبخسُ الياقوت؟
(10)
تلألأ الزورقُ على الشاطئ،
نطَّ الطفلُ ككنغر،
زلقَتِ النافذةُ في الأصيلِ فحاصرتها الزوابع.
(11)
ستغدو الظلالُ أشباحاً،
ستأكلُ الضباعُ أطفالاً، وينسى الدبُّ مغارته،
أمّا الأشرار فملأوا أعماقنا مياهاً.
(12)
ليت لنا سماء تزهو كما نهواها،
فليس الطائرُ إلّا صائدَ حيّاتٍ تناسلَ في نهرِ الفضّة.
(13)
ستدكُّ المنجنيقاتُ المتاحف ثمّ تهدمُ المدن،
كأنَّ للشيطانِ أظفارَ أسد.
(14)
يا ليتنا نبلغ شمسَ المحطّة،
سئمنا الغيلانَ في مروجنا..
ديك الرصاصِ يبرحُ دماءَنا.
(15)
عندما تسلّقَ اللبلابُ السلالم،
نشطَتِ السناجيبُ على شجرةِ بيتنا،
حينذاك أدركنا فرحَ الكرومِ في المروج.
(16)
نرقبك حين تردس أديمَ القنطرة،
ذلك الهلل يرطّبُ آباطنا.
(17)
سنتلاحمُ كسربٍ ينضجُ في سماءِ السفن.
(18)
هناك على الشجرةِ اختلَّ عقلُ الطائرِ الذي كسرَ جرسَ المدرسة..
الأرضُ كلّها تلال يا قرنفلة.
(19)
لن تجّرَ الأحصنةُ عربات الزهور، لأنَّ القرصانَ غرسَ عظماً،
تلك الأيكة على الجبلِ قلعتها ريح.
(20)
لماذا وهنَ العصفور وانتحرتِ الحيتانُ على الرمال وماتتِ النخوة؟
فمن أين نجلبُ الزهورَ والبلابل؟
(21)
سنرعى النجومَ ككُراتنا،
ما الذي جعلنا نُحصي الزلازل، ولا نحدّقُ إلى الغُيوم؟
(22)
لا تشرقُ الشمسُ على التلّة،
كالغراموفون لا يطربُ الغسق،
ولا تغادرُ مراكبنا ماءَ الفضّة.
٭ كاتب عراقي
مات الشعر مع موت فحول الشعراء العراقيين كالجواهري والسياب والبياتي…. وصار الكثيرون يكتبون ( كلمات) مثل لعبة الكلمات المقاطعة ويسمونه شعرا..