لأول مرة منذ 2007 سيشهد العالم كلاسيكو الأرض بين الريال والبارسا من دون رونالدو وميسي، بعد رحيل الأول الى اليوفي نهاية الموسم الماضي واصابة الثاني التي ستمنعه من المشاركة في مباريات فريقه لمدة شهر، ما يجعل من المباراة متميزة ومختلفة عن باقي مواجهات العملاقين على مدى السنوات العشر الماضية التي كان يصنع فيها الحدث ميسي ورونالدو اللذان سجلا وحدهما أربعة وأربعين هدفا في تاريخ المواجهات بينهما، وكانا يخطفان الأضواء، ويصنعان الفرجة ويحطمان الأرقام تلو الأخرى.
كل الكلام كان عنهما في وجودهما على مدى عقد من الزمن، وكل العالم يتحدث اليوم عن غيابهما أكثر من الحديث عن إستفاقة البارسا بعد الفوز على فالنسيا وأزمة الريال بغياب النتائج.
الضغط الكبير هذه المرة سيكون على الريال الذي يعاني بداية هذا الموسم من تداعيات رحيل زيدان ورونالدو وظروف صعبة يمر بها الفريق نتيجة ضغوطات جماهيرية وإعلامية كبيرة بسبب نتائجه السلبية منذ بداية الموسم، حيث لم يحقق الفوز في الدوري طوال المباريات الخمس الأخيرة. الريال فشل في التسجيل في أربع مباريات متتالية في جميع المسابقات، ليجد نفسه في المركز السابع بفارق أربع نقاط عن البارسا بعد مرور تسع جولات فقط، وتحت ضغط كبير يهدد بإقالة لوبيتيغي الذي يقود الريال الى أسوأ بداية للفريق في الدوري بعد عشر جولات منذ موسم 2001/2002.
مواجهة هذا الموسم ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة للمدرب لوبيتيغي الذي قد يصبح أول مدرب في تاريخ الريال يقال من منصبه مباشرة بعد الخسارة في الكلاسيكو، في وقت يدور الحديث عن جاهزية اللاعب السابق للريال غوتي لتعويضه، وأحاديث أخرى عن الإيطالي أنطونيو كونتي والبرتغالي جارديم وحتى عن عودة مورينيو لتعويض لوبيتيغي، خاصة وأن الرئيس فلورنتينو بيريز يريد انقاذ رأسه بإقالة المدرب واستقدام لاعبين جدد في الميركاتو الشتوي على غرار ايكاردي ورحيم ستيرلنغ وربما حتى ابراهيموفيش لحل مشكلة نقص الفعالية في الهجوم منذ رحيل رونالدو، حيث أخفق الريال في التسجيل لمدة ثماني ساعات متتالية.
الكلاسيكو يعني الكثير للريال في هذا الظرف العصيب، ويعني الكثير للبارسا الذي حقق أول فوز له على اشبيلية بالأربعة، بعد أربع مباريات على التوالي بدون فوز، ليرتقي الى المركز الأول في الترتيب، ويريد الإطاحة بالغريم للخروج من أزمته كليا، لكنه سيخوض مأساة مواجهة الريال الجريح بدون نجمها ميسي لأول مرة مند 2007 بعد اصابته بكسر في في الكتف، ما سيزيد من صعوبة المواجهة وأهميتها، ويطرح عديد التساؤلات حول الكيفية التي سيظهر بها البارسا من دون ميسي رغم استعادة لاعبيه لثقتهم وعودة سواريز لسكة التهديف.
شبح ميسي سيخيم على الكامب نو هذا الأحد، وهو الملعب الذي خاض فيه الأرجنتيني أحد عشر كلاسيكو مسجلا فيه ستة أهداف من أصل 26 هدفا سجلها في مجموع 38 كلاسيكو أمام الريال في جميع المسابقات. ميسي سيكون الغائب الأكبر مقارنة برونالدو الذي لم يكن بإمكانه المشاركة بعد مغادرته الريال، لذلك فان الأسف على غياب ميسي أكبر بالنظر لوزنه بعدما استعاد بريقه وساهم في تسجيل نصف أهداف البارسا منذ انطلاقة الموسم وعددها 23 هدفا في جميع المسابقات.
أسئلة عدة تطرح عشية كلاسيكو لا يشبه المواجهات السابقة، قد يفقد بريقه وخصوصيته التي ميزته طيلة عقد من الزمن على وقع صراع ثنائي بين رونالدو وميسي، اللذين سجلا وحدهما أربعة وأربعين هدفا في المواجهات بين البارسا والريال، وتساؤلات كثيرة تدور في الأذهان حول سيناريو المواجهة والثمن الذي يدفعه الخاسر، وحول الكيفية التي سيلعب بها البارسا بدون ميسي، وكيف سيتصرف لوبيتيغي الذي لم يستقر على تشكيلة واحدة منذ بداية الموسم، ويعاني ضغطا كبيرا بسبب الثقة المهزوزة، خاصة وأن الريال لم يفز على البارسا طيلة موسمين في الدوري. الريال لم يفز في الكلاسيكو طيلة موسمين، لكن هذه المرة ستكون تداعيات الخسارة كبيرة على من فرط في زيدان ورونالدو بدون القدرة على تعويضهما، والبارسا لا يريد تضييع فرصة الاستثمار في متاعب الغريم لتعميق الفارق، لكن الملكي بدوره يريد التأكيد بأن رونالدو لم يكن سوى رقم واحد من نجوم كثر، مروا من هنا وغادروا لكن الفريق هو الذي بقي وسيبقى برصيده وحاضره ومستقبله حتى ولو كان في أسوأ حالاته الفنية.
كلاسيكو من دون ميسي ورونالدو سيكون مثل الطعام بدون ملحه، لكنه سيكون مرا على الخاسر هذه المرة لأن الفائز سيكون بدون رونالدو وميسي، والخاسر لا يمكنه التبرير. كلاسيكو الأرض سيكسر عظام احد المدربين فالفيردي أو لوبيتيغي، قبل ذلك كان ميسي يغطي على خطة المدرب وقبله أيضا كان رونالدو يفعل ما يتمناه المدرب، الآن الغريمان على المحك، فمن منهما سيكون وازنا لحجمه؟
٭ إعلامي جزائري
الريال يفوز لكن بشرط وحيد و هو ان لا يكون المعلق اي من يوسف سيف، حفيظ الدراجي، علي محمد . انا اتشاىٔم من هؤلاء المعلقين