حصلت في الأيام الأخيرة عدة وقائع سياسية ملغزة تشبه الكلمات المتقاطعة، باستثناء أن تلك اللعبة الذهنية لا تحتاج بالضرورة إلى وضع كلمات متناقضة سياسيا أو معرفيا لحلها.
من هذه الوقائع إعلان سلطنة عُمان عن فتح سفارتها رسميا في عاصمة النظام السوري دمشق وعينت سفيرا إلى هناك، وهو قرار لا يبدو غريبا بالمطلق، فالسلطنة تمتاز بفتح علاقات مع أطراف شديدة الخلاف والتناقض، فهي من أعضاء مجلس التعاون الخليجي، وتحتفظ بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما، كما تحتفظ بعلاقات دافئة مع إيران، وحين بدأ خلاف معسكر دول الحصار ضد قطر قامت بإبعاد نفسها مسافة عنه، كما أنها كانت الدولة الخليجية الأولى التي يزورها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا (تباهى نتنياهو بأنه إضافة إلى مصر والأردن فقد زار أربع دول عربية سرا).
يمكننا ضمن هذا السياق أن نعتبر فتح مسقط سفارتها في دمشق وتعيين سفير من العائلة الحاكمة فيها استمرارا لخط العلاقة الجيدة مع إيران، لكننا سنحتاج لتحليل أعمق حين نضعه في سياق غريب وهو أن عُمان تتابع خيطا بدأته الإمارات، التي فتحت سفارتها في دمشق عام 2018 وعيّنت قائما بالأعمال بالنيابة، وتابعته البحرين التي تركت سفارتها في دمشق مفتوحة أيضا، وأن هذين البلدين قاما باختراق خطّ أحمر سابق وأنجزا اتفاق تطبيع مع إسرائيل، وهو أمر لا يبتعد كثيرا عن الموقف العُماني فكل ما في الأمر، أن مسقط، ليست مستعجلة لإعلان التطبيع لكن ليس هناك موانع سياسية حقيقية من هذا الأمر.
الحدث المفاجئ الثاني كان إعلان نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، وأحد طرفي ما يسمى بـ«الثنائي الشيعي» الذي يشكل «حزب الله» قطبه الأقوى، الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بدء محادثات لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وهو إعلان جاء مثل «ضربة الرأس» على خطاب الممانعة الرسميّ، فالمُعلن هو الشريك الرسمي لـ«حزب الله» الذي بنى جلّ سيطرته السياسية على مقدّرات البلد على هذا الخطاب.
عدم قيام «الثنائي الشيعي» بالتمهيد لهذا التغيّر، والكشف عن أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي رعت هذا الاتفاق، والتراجع عن الموقف الرسمي للحزب من الأمم المتحدة، التي رعى أكثر من مرة هجمات «أهلية» عليها، ترافق مع «غمغمة» لا معنى لها من النظام السوري حول تطبيع الإمارات والبحرين، وبذلك التقت، فجأة، دائرتا الممانعة والتطبيع، مرة من قبل الإمارات والبحرين، ومرة من قبل «حزب الله» و«حركة أمل» والنظام السوري، الذي أرسل إشارات مكشوفة عبر أحد مسؤوليه عن اكتمال مهام المقاومة والحاجة السريعة إلى تطبيع مع إسرائيل، كما أذيعت أنباء أن نظام الأسد يوسط روسيا في هذا الموضوع، ولا يهمّ طبعا أن النظام قام بعدها، عبر حزب «البعث» بالتنديد بالتطبيع، فالمقصود الحقيقي واضح ومفهوم من قبل الجميع.
على هذه الخلفية لا يجب أن نتجاهل أيضا موافقة إيران على تعيين مصطفى الكاظمي، وهو شخصية كانت مرفوضة من قبل طهران، وطلب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ملاحقة مهاجمي البعثات الدبلوماسية، وكذلك ما كشفه العالم الفرنسي فريدريك بوردري لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن محادثات مباشرة تجري بين علماء إيرانيين وإسرائيليين اجتمعوا «قرب عُمان» في مشروع انطلق عام 2017 لبناء مسرّع يستخدم جسيمات الضوء في الأبحاث التطبيقية.
لا يحتاج حل «الكلمات المتقاطعة» السياسية التي تجمع بين التطبيع والممانعة كثير عناء، فكلّ ما في الأمر أن نظم الاستبداد لا ترى أهمية تفوق التسلط على شعوبها والحفاظ على سلطاتها، وبذلك يلتقي هدفا التطبيع مع إسرائيل، وعناق «محور الممانعة» معا!
كلمات متقاطعة نعم خير الكلام –
أصبتم كبد الحقيقة و أحسنتم وصل النقاط مع بعضها لتشكيل صورة الواقع والعجز الذي جعل نتنياهو يبدو وكأنه العصا السحرية لانقاذ تلك الطغم البائسة
خلال حربها مع العراق كانت ايران تترنح، آيله للهزيمه المبكره لولا صفقات الأسلحه الأمريكيه
عبر اسرائيل لنظام ولاية الفقيه. فقد أحدثت تلك الأسلحه “مجزره في الدروع العراقيه”BBC.
ما هو السر في تقديم العراق لايران من قبل أمريكا بعد كل تضحياتها؟
تم قصف المفاعل النووي العراقي دون كلمه فيما أنتجت اسرائيل أطناناً من الكلام لكن دون فعل في حالة ايران. هناك المزيد.
نظام الأسد مطبع مع العدو الصهيوني منذ حرب 1967, حين تنازل حافظ عن الجولان مقابل تثبيت حكمه بسوريا!
قابلت جندي سوري شرب من بحيرة طبريا بحرب 1973, وقال لي انه لولا خيانة النظام لتم إسترداد الجولان!! ولا حول ولا قوة الا بالله
وبكل صدق! أحد أقاربي وهو جندي برتبة عادية وليس ضابط قالي لي أنهم وصلوا إلى بحيرة طبريا لكن لايعرف ماذا حدث ولماذا تراجعوا وماذا حصل حتى تراجعوا. أغلب الظن حسب تقديري لم يكن الهجوم متظما ولا التراجع منظماً.
حلف الممانعة او المقاومة هو للاستهلاك السياسي والاعلامي لتخدير الشعوب العربية. إسرائيل ما زالت تدك معاقل حزب الله في سوريا ولبنان وإيران من قبل الروس ولم نشهد اي رد يذكر الا عن النظام الكيماوي الذي ما زال يعد بالرد في المكان المناسب والوقت المناسب. فحلف المقاومة والممانعة ما زال مشغولا بإبادة ما تبقى من الشعب السوري.
على اية حال، فالأنظمة المستبدة في الشرق الاوسط تحت رحمة ابتزاز إسرائيل والشيطان الاكبر للبقاء في السلطة مع هامش صغير من الغوغائية واللعب بالنار لإثارة حماس الشعوب. الحقيقة ان المنطقة من سوء الى اسوا. العراق مفكك اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وفي طريقه الى الاندثار. سوريا تحت الاحتلال الروسي. مصر في وضع ماساوي والتنكيل بالشعب من قبل العسكر صار اكثر شراسة من ذي قبل. دول الخليج في جيب الصهاينة. اليمن وليبيا في خبر كان و تحت رحمة الميلشيات المسلحة وعصابات الاتجار بالبشر وساحة للتنفس عن فشل لابن سلمان وال زايد في المنطقة.اما الباقي من الدول فيتراوح الوضع بين ازمات سياسية واقتصادية في تونس والمغرب والجزائر والضحية هو الشعب اما النخب الحاكمة فمستقبلها ومستقبل اولادهم واحفادهم مضمون في بنوك سويسرا. اما الباقي فقوارب الموت في انتظارهم للالتحاق بالحلم الاوروبي بغد أفظل.
سوريا أدانت التطبيع رسميا. أما علاقاتها بالإمارات و البحرين فهي علاقة أي دولة عربية بهذه الدول فالتطبيع من شأنهم أما هي فلها سياستها الخاصة. فهذا أردوغان يندد بالتطبيع و بالكيان الصهيوني يوميا و لكن ميزان التبادل مع الكيان في أعلى مستوياته فهل يجب أن نقطع علاقاتنا به.
أخي أحمد سالم ، تعليقك رائع و لكن وردت فيه (اما النخب الحاكمة فمستقبلها ومستقبل اولادهم واحفادهم مضمون في بنوك سويسرا) فبحاجة إلى تعقيب سوف يسرك. هؤلاء الذين يضعون أموالهم خارج بلادهم يحكمون عليها بالإعدام. توجد عدة قصص حقيقية عن أناس وضعوا أموالهم في بنوك أوروبية و أمريكية ثم جوبهوا بالنكران أو بحيل مخادعة و ضاعت الأموال ، منها أن عربياً وضع ملياراته في بنك سويسري ثم مات فسافر ابنه الأكبر إلى سويسرا ليسحب أموال أبيه . أعطى الابن للبنك رقم حساب والده مع كلمة السر مع وكالة دورية عامة موثقه من ابيه له بالتصرف بأملاكه و توزيعها على الورثة ، فكان رد البنك الرسمي النهائي : كان يتوجب على أبيك حين أودع المال أن يكون قد أحضرك معه ثم قمتما بالتوقيع أمامنا أنه يقوم بتخويلك و أنت تقبل ، و ما دام لم يجري ذلك ، فليس لكم عندنا شيء . “اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال”.
بسم الله الرحمن الرحيم رأي القدس اليوم عنوانه(كلمات متقاطعة بين معسكري التطبيع والممانعة!)
يظهر أن عُمان تسير بخطى سريعة نحو اللحاق بالامارات والبحرين للتطبيع مع إسرائيل والذي كانت زيارة نتنياهو علنا لمسقط مقدمة له. وقبلها
(تباهى نتنياهو بأنه إضافة إلى مصر والأردن فقد زار أربع دول عربية سرا).
ولا غرابة في ذلك فإن معظم دول الانبطاح العربي تنتظر الفرصة الملائمة للتطبيع مع إسرائيل لحماية كراسيها .
ويظهر أن احتضان النظام السوري الممانع والمقاوم جدا !!! من قبل سلطنة عمان مقدمة للتطبيع مع إسرائيل، فبعد فتح الإمارات العربية المتحدة !!! سفارتها في دمشق لحقه التطبيع الإماراتي مع أبناء العمومة!!! في اسرائيل ، وكذالك الامرمع البحرين وسفارتها المفتوحة في عاصمة الأمويين . وقد تكون سفارة عمان الجديد في دمشق مقدمة للتطبيع الساخن مع إسرائيل !!!
امااعلان نبيه بري(توأم حسن نصرالله)
في لبنان ،عن بداية التفاوض مع إسرائيل
لترسيم الحدود بواسطة امريكا فهو لغز لكثيرين ،لكن الحقيقة أن الثنائي الشيعي( بري _نصرالله) هو سوط ملالي إيران في لبنان ومُدّعي المقاومة والممانعة ضد إسرائيل. فنبيه بري قتل الفلسطينيين في تل الزعتر وحسن نصر الله صفّى فصائل المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان
*معظم الدول العربية للأسف (غير ديموقراطية)
ومعظم السلطات بيد الحاكم وبالتالي
نرى أمور كثيرة عجيبة تحدث ف دولنا العربية المنكوبة..
حسبنا الله ونعم الوكيل.
يا سيد داود الخيانة لا تقتصر على طرف دون طرف في جغرافيتنا العربية المكلومة فهي تشمل الجميع انظمة وجمعيات واحزاب وفنانون واطر وقيادات بالجيوش والشرطة وتشمل ايضا قسطا وافرا من الشعوب وغيرها فلولاها لما تمكن كيان الاجرام الصهيوني والامبراطورية الامريكية وقبلهما فرنسا وبريطانيا ابان فترة الاستعمار من تنفيد مخططاتهم ومشاريعهم وها هي فلسطين شاهده على هدا الانحطاط و الانحدار الدي يضربنا بكل قوة فلا تشر يا سيدي الى طرف دون الاخر فالكل وجوه لعملة واحدة.
مهمها حاولنا فهم الواقع المرير، لايوجد مفر من حقيقة واضحةوهي أن الشعوب كانت ومازالت بمليارات المرات أكثر وطنية وحفاظًا على حقوقها من الأنظمة الاستبدادية التي لاتفكر إلا بقتل الشعوب والتعاون مع الغرب الإستعماري وإسرائيل والقوى المتسلطة على منطقتنا، من إجل البقاء في السلطة وحماية نفسها وفسادها. ياأخي بلحرمة.
السلام عليكم … الحديث عن اعادة عمان فتح سفارتها في دمشق لا يدل على اي شيء بصراحة ، لان عمان اصلا لم تقطع او تغلق سفارتها احتجاجا او تمهيدا لقطع العلاقات مع سوريا ولم تطلب تعليق او الغاء عضوية دمشق في الجامعة العربية ، وبالإمكان البحث عن صورة شهيرة يومها عن رفض بن علوي وزير الخارجية السابق مصافحة ابو الغيط بسبب هذا الامر . ام عن زيارة النتن ياهو لمسقط فقد تم شرحه وجاءت بعد مباركة وموافقة السلطة الفلسطينية حيث كان حجة النتن بحث سبل اعادة المفاوضات !!!!
حافظ الأسد كان أحد المحاور الذي تستند إليها السياسة الاسرائيلية والغرب في المنطقة. ومن يعلم أن حافظ الأسد قال مرة لبشير الجميل رئيس خزب الكتائب “ضع فلسطين على لسانك وعلق المشانق” والمصدر مركز الأبحاث MENA تاريخ 5.10.2020 يدرك تماما أن أنظمة الممانعة وأنظمة التطبيع يختلفان ظاهرًا ويتفقان جوهرًا، فالإستبداد والإستعمار في تعاون وثيق للتسلط على الشعوب.
عزيزي بلحرمة محمد: العدو الأول للشعوب العربية هو الجهل!
لو كانت الشعوب متمسكة بدينها وقيمها ما قدر الطغاة على تغييرها!! ولا حول ولا قوة الا بالله