كان حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا لحظة تاريخية كاشفة، وحدثا مشهديا مروعا. وكانت الصدمة من رؤية الأمة فجأة لحقيقتها، وما يتهدد وجودها ومستقبلها لا تقل عن مشاعر الهول من القساوة في طريقة قتله.
كأننا لم نصدق أبداً ان مثل أولئك عاشوا بين ظهرانينا، وتشربوا ثقافتنا، ودانوا بديننا، بل ووجدوا فيه ما يزعمون انها «فتوى» تحل القتل حرقا بنيران حقد وغضب، لا تخلو من الرعب.
لقد وصف التنظيم عملية حرق معاذ بأنها «شفاء للصدور»، في إقرار بعجزه عن الانتقام أمام حسابات العقل وما تعنيه من مكاسب سياسية وأمنية كان يمكن ان يحققها بمبادلته بالنظر إلى القيمة الكبيرة التي يمثلها معاذ.
في الواقع، لم يشعل التنظيم النار في مجرد طيار أسير، بل في كل ما يمثله معاذ من عمق عربي وحضاري قرر ان يحارب الإرهاب، وان يلفظ التطرف والتوحش باسم بالدين.
أما على المستوى السياسي، فلا شك ان الأردن يواجه اختبارا قاسيا كدولة في مواجهة التحدي الذي فرض عليه، خاصة حين تعهد بأن الرد لن يقتصر على التنظيم الإرهابي بل على من يساعدونه ايضا.
كما ان الرد الوحيد المقبول، كما يراه كثيرون، لا يمكن أن يقل عن انجاز «تحول استراتيجي» في الحرب يضمن القضاء على التنظيم ولو بعد حين. وهذا يبدو صعبا في ظل عدم امكانية القيام بتدخل بري سواء بشكل منفرد أو ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في ظل ما يعانيه من مشاكل وعدم وضوح في الرؤية أثرت على جدوى استمرار الحرب ذاتها، دون أن يتعارض هذا مع حقيقة ان الغارات أسهمت في اضعاف التنظيم أو احتوائه على عدد من الجبهات.
وإذا صحت الأنباء حول قرار الإمارات الانسحاب من شن الغارات على التنظيم، فلا شك انها خطوة في الاتجاه الخطأ وفي الوقت الخطأ، إذ تمثل مكافأة للتنظيم.
أما بالنسبة إلى الملابسات الأمنية فمن الإنصاف ملاحظة أن دولا عظمى فشلت في إنقاذ مواطنيها من الإعدام على أيدي التنظيم خلال الشهور الماضية، ما يساعد في فهم ان أجهزة المخابرات الأردنية، المعروفة بكفاءتها، لم تكن أفضل حظا. إلا ان السلطات الأردنية تبقى مطالبة بتقديم مزيد من التوضيحات بشأن امتلاكها ما تقول انها معلومات مؤكدة بأن معاذ قتل قبل أكثر من شهر: فلماذا لم تعلنها في حينه، ولماذا لم تتخذ اجراءات للرد على قتله طوال هذه الفترة؟ أم انها محاولة للتغطية على التأخير في فتح باب التفاوض؟
ومن الانصاف ايضا التشديد على ان الرد على هذه الجريمة النكراء لا يجب ان يأتي من الأردن فقط. بل يجب ان يكون ردا عربيا وإنسانيا بالمعنى الأشمل للكلمة.
المقاربة الوحيدة الناجعة لا يمكن أن تهمل العناصر التعليمية والدينية والإعلامية والاجتماعية التي لا تقل أهمية عن الإجراءات الأمنية والعسكرية. فالمطلوب هنا مقاربة تليق بلحظة للحقيقة واختبار لجدارة الوجود.
رأي القدس
I think moath is hero faced death without scare…also i think isil isnt islamic orgnaization its actual danger affect all people so the world must unit its forces and efforts to stop it