كلنا معاذ ام كلنا «داعش»؟

حجم الخط
52

كان حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا لحظة تاريخية كاشفة، وحدثا مشهديا مروعا. وكانت الصدمة من رؤية الأمة فجأة لحقيقتها، وما يتهدد وجودها ومستقبلها لا تقل عن مشاعر الهول من القساوة في طريقة قتله.
كأننا لم نصدق أبداً ان مثل أولئك عاشوا بين ظهرانينا، وتشربوا ثقافتنا، ودانوا بديننا، بل ووجدوا فيه ما يزعمون انها «فتوى» تحل القتل حرقا بنيران حقد وغضب، لا تخلو من الرعب.
لقد وصف التنظيم عملية حرق معاذ بأنها «شفاء للصدور»، في إقرار بعجزه عن الانتقام أمام حسابات العقل وما تعنيه من مكاسب سياسية وأمنية كان يمكن ان يحققها بمبادلته بالنظر إلى القيمة الكبيرة التي يمثلها معاذ.
في الواقع، لم يشعل التنظيم النار في مجرد طيار أسير، بل في كل ما يمثله معاذ من عمق عربي وحضاري قرر ان يحارب الإرهاب، وان يلفظ التطرف والتوحش باسم بالدين.
أما على المستوى السياسي، فلا شك ان الأردن يواجه اختبارا قاسيا كدولة في مواجهة التحدي الذي فرض عليه، خاصة حين تعهد بأن الرد لن يقتصر على التنظيم الإرهابي بل على من يساعدونه ايضا.
كما ان الرد الوحيد المقبول، كما يراه كثيرون، لا يمكن أن يقل عن انجاز «تحول استراتيجي» في الحرب يضمن القضاء على التنظيم ولو بعد حين. وهذا يبدو صعبا في ظل عدم امكانية القيام بتدخل بري سواء بشكل منفرد أو ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في ظل ما يعانيه من مشاكل وعدم وضوح في الرؤية أثرت على جدوى استمرار الحرب ذاتها، دون أن يتعارض هذا مع حقيقة ان الغارات أسهمت في اضعاف التنظيم أو احتوائه على عدد من الجبهات.
وإذا صحت الأنباء حول قرار الإمارات الانسحاب من شن الغارات على التنظيم، فلا شك انها خطوة في الاتجاه الخطأ وفي الوقت الخطأ، إذ تمثل مكافأة للتنظيم.
أما بالنسبة إلى الملابسات الأمنية فمن الإنصاف ملاحظة أن دولا عظمى فشلت في إنقاذ مواطنيها من الإعدام على أيدي التنظيم خلال الشهور الماضية، ما يساعد في فهم ان أجهزة المخابرات الأردنية، المعروفة بكفاءتها، لم تكن أفضل حظا. إلا ان السلطات الأردنية تبقى مطالبة بتقديم مزيد من التوضيحات بشأن امتلاكها ما تقول انها معلومات مؤكدة بأن معاذ قتل قبل أكثر من شهر: فلماذا لم تعلنها في حينه، ولماذا لم تتخذ اجراءات للرد على قتله طوال هذه الفترة؟ أم انها محاولة للتغطية على التأخير في فتح باب التفاوض؟
ومن الانصاف ايضا التشديد على ان الرد على هذه الجريمة النكراء لا يجب ان يأتي من الأردن فقط. بل يجب ان يكون ردا عربيا وإنسانيا بالمعنى الأشمل للكلمة.
المقاربة الوحيدة الناجعة لا يمكن أن تهمل العناصر التعليمية والدينية والإعلامية والاجتماعية التي لا تقل أهمية عن الإجراءات الأمنية والعسكرية. فالمطلوب هنا مقاربة تليق بلحظة للحقيقة واختبار لجدارة الوجود.

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Wahiba France:

    أنا اعز كل الشعب الأردني وخاصة إلى امه وأبيه وأعز كل الشعوب المسلمة فامعاذ ليس ابن الأردن فهو الآن ابن كل الشعوب المسلمة ما احقركم وما ابشعكم يا دواعش أنا أدعو الله أن ينتقم منهم ويدمرهم فهم لا ينتمون للإسلام بصلة والإسلام بريء منهم .

  2. يقول اسماعيل الجزائري:

    انتم الذين اطعمتم هذا الغول لينموا و يصبح ما اصبح من توحش و بربرية تحت غطاء ربيع ديني لم يكن ربيعًا ابدًا بل دعوة الى الخراب موله البترول الذي كان ينبغي ان يكون نعمة فقلبه المشايخ الى نقمة على هذه الامة التعيسة المتخلفة

  3. يقول Hassan:

    لعل من خلال الحادثة تلك يراد الإيقاع بالأردن بالدخول في حرب ضد التكفيريين ثم تكون بعد ذلك ذريعة للنظام السوري المهترىء ومن وراءه من فرس بأن تكون المملكة هدفا لإيران التي تتربص بها وببقية المنطقة.

  4. يقول salam adel-irak:

    داعش صناعتنا نحن ونتاج ثقافتنا وعاداتناوتقاليدنا نحن شعوب نعيش خارج عصرنا وزماننا نعيش بافكار القرن الواحد الهجري وما بعده بقليل ٠هل يعقل الى هذه الساعة نتجادل باحقية ابو بكر وعمر بالخلافة اما احقية علي بالخلافة هل الحسين على حق ام يزيد بن معاوية ٠لقد تم تقديس كل الصحابة وهم اناس عاديين اخطاءوا واصابوا وعاشوا عصرهم كما كان بكل عاداته وتقاليده٠ان ما ثفعله داعش ومافعلته القاعدة هو نتاج لما تعلوه من كتب السيرة والسنة والتراث المليئة بالقتل والسبي ٠فلو تاملنا ما فعله خالد بن الوليد في حروب الردة وهو مثل اعلى لهؤلاء سيكون الامر جدا سهل ولا نحتاج لاي جهد لتفسير ما يفعلونه٠يجب ان تحدث ثورة في الفكر والفقه الاسلامي لكي نعيش حياتنا وزماننا لا زمن خالد بن الوليد٠

  5. يقول الأحول-الاردن:

    بمزيد من الحزن والألم أقدم التعازي لاهل المغدور وندعو الله أن يتقبله في عداد الشهداء وهو يذكرنا بالوقفه الشجاعة الصلبه والواثقة والمؤمنة بالقدر للرئيس العراقي أمام حبل المشنقة وقد أحسست بنظرات البطل معاذ تعانق بثقة مابعد النجوم بالسماء وظلَ واقفاَ صامدا والنيران تلتهم جسده الغض اللهم اجعلها بردا وسلاما له بالآخرة والهم والديه الصبر والسلوان.
    ونقول لأغبياء العصور الطباشيريه وكهوف تورابورا خسئتم بفغلكم الجبان مع انه كان بالامكان افضل مما كان لو عندكم ذرة من دين او ضمير واحتفظنم به لديكم حيا هو ومن قبله من ضحايا تفكيركم المتخلف وفاوضتم وبادلتم ضمن شروط معقولة ومقبوله ولو طالت الى سنين .ولكنكم ايها الدواعش انتم ومن قبلكم أشارت له هذه الآية الكريمة( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنّما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يعلمون).
    أنصح صاحب القرار بالتريَث ودراسة الأمور بعناية وتركيز وعدم الاندفاع وراء دعوات الانتقام والثأر وتوريط آخر جيش متماسك بالمشرق العربي بحرب برية نأت بنفسها عنها الدول العظمى كأميركا وبريطانيا وفرنسا وإنما قيام الجيش العربي الأردني بعمليات نوعية وجراحية تصيب الدواعش بمقتل مثل الإغارة على مقرات قيادتهم او القيام بعمل مخابراتي بحت لجلب قادتهم المتورطين بأعمال القتل وسفك الدماء وتقديمهم للعدالة ،بالإضافة لقيام الاردن بالانسلاخ التدريجي عن الحلف المعادي لسوريا الدولة والشعب (الحلف الخليجي الاميركي)والقيام بطرد أو منع أي تواجد لمايسمى بالمعارضة السوريه المعتدلة أو غير المعتدلة على اراضيه وإعادة التنسيق الامني والعسكري مع قيادة الجيش العربي السوري حيث أنه هو المطالب بالقضاء بالقضاء على زمرة الدواعش أو غيره على الاراضي السورية أوالعراقية وبدعم لوجستي من شقيقه الاردني وبغير ذلك سوف لن ننجح وتلعب بنا أميركا الكورة وبأشواط إضافية وركلات ترجيحية محسومة لصالحها .

  6. يقول ناصر الدين جعفر:

    يعتبر حرق الطيار الأردني معاد الكساسبة حيا فضيحة هزت الضمير العالمي، تضاف الى سلسلة الاجرام في لائحة تنظيم داعش الارهابي، من رجم للنساء حتى الموت بتهمة الزنا، واعدام مناصري فريق كرة القدم، وطرد الأقليات الدينية المسيحية في العراق….الخ ومحاولة تطبيق الشريعة الاسلامية “بمفهومها الدقيق”، وترويع الأهالي والسكان الخاضعين لسيطرة التنظيم.
    فتنظيم داعش يعتبر فصيلا من فصائل الحركات الاسلامية في العالم العربي، وكل هذه الحركات تسعى لتسيس الدين بدرجات متفاوتة حسب المد والجزر، وحسب درجة قوتها وضعفها، لكن يبقى هدفها واحد ووحيد: الخلافة الاسلامية، والرجوع الى منابع الدين والموت في سبيل الله، لأن مفهوم الجهاد يشكل حجر الزاوية في تفكير هذه الجماعات.
    أما أن لجميع القوى السياسية الحية والتقدمية في العالم العربي أن توحد الصفوف وتعري المستور في فكر هذه الجماعات، التي عرقلت الديمقراطية، وشوهت مفهوم الحرية، وعطلت التنمية الاقتصادية، وأصبح كل عربي مسلم مدان ومجرم في العالم حتى تثبت برائته.
    أما أن للنخبة العربية الحية، العالمة بشؤون دينها ودنياها أن تقول لا للمتجارة بالدين الاسلامي في السياسة، وقطع الطريق عن مرتزقة الاسلام.

  7. يقول محمد-كندا:

    أنا أشرك الاخ حسام في ما يقول وهو عدم الزج بالجيش الأردني في هذه المؤمنه وخاصة ان قوات ودوّل أقوى عده وعتاد وقد يكون خبرات من الاْردن يعملون الف حساب الى موضوع التدخل البري فيجب التعقل وعدم الانتحار

    بل أقول على كل الزعامات ألعربيه العمل السريع على تقليص تزود داعش من الشباب العربي وذلك بالعمل على فتح الحريه للشباب بالتعبير عن آرائها والعمل على بناء الدول ومحاربه الفساد والمحسوبيه بل وتشجيع الكفاءات وتشجيع ودعم الاسلام المعتدل وعدم مهاجمه كل متدين أيا كان ووقف الابواق الناعقه بالخراب من الاعلاميين الذين يصطادون بالماء العكر ووقف كل أشكال تعكير صفو الحياه المدنيه وابعاد الأمن والمخابرات والجيش وإلزام كل جهاز بمهامه فقط وأخيرا اهم من كل ما ذكر هو اقامه العدل الالهي بقوانين تنسجم مع الدين وتطبيقها على الجميع من غير تمييز
    كل وهذا والكثير غيره يعيد اللحمه الوطنية ويجعل كل شخص يفتخر ببلده ويجنبها كل المؤامرات ويعلم المواطنين كيف يكون الانتماء

  8. يقول عاطف - فلسطين 1948:

    من باطن الشر يخرج الخير:
    اراء ممتازه طرحت هنا. وخاصة ان رياض لخص ذلك بصورة ممتازه.
    اخ حسام لا يمكن الزج بالاردن في اتون هذه الحرب. اخشى ان يكون الاردن مستهدفا. لذل على الاردنين منع اي تدخل خارجي بهم والتريث وعدم اتخاذ خطوات غير مدروسه وانتقاميه. يجب على الاردن الهدوء تماما وعدم التدخل بالشان السوري او العراقي الا في حالة الانضمام والميل لصالح الشعوب وليس لصاح امريكيا واسرائيل. هذه حروب امريكيه بامتياز وليسا حروبنا. دعوا امريكيا واسرائيل تقاتل لوحدهما هذه الوحوش التي انتجوها.

    فهمت ان كثيرون من الاشخاص قرروا محو هذا الفيديو . انا اعتق بانه يجب مشاهدته من اجل تبيين الحقيقه. يبدو لي من انتج الفيلم قد أخطأ وتندم على خطأه لوعي الناس لحقيقة هذه الافلام. كل من يفهم بالافلام يعرف ان هذا الفيلم اخرج بحرفيه عاليه جدا. يبدو انه اخراج هولوودي.
    ان الاوان لكي نعرف ان من بقف وراء داعش هي مخابرات دوليه. هؤلاء الشباب المساكين مغرر بهم. يملؤون رؤوسهم ضد الشيعه بالضبط كما يغرر بابناء الشيعه ضد اهل السنه. هذه المخابرات مرتكزه على شيء واحد ان العرب متخلفين.
    اما ان لك يا عرب ان تصحوا.
    للتلخيص اتجه لاهل السنه بنبذ هذه الفئه الضاله واتوجه لاهل الشيعه بنبذ ما يمسمى لديهم الحشد الشعبي بدر وفيلق القدس. كل هذه الفئات تقف في نفس الصف لذبح العرب بايدي العرب وباموال العرب .
    فهل من يسمع الكلام؟

  9. يقول Egyptian London:

    نحن من قتل معاذ بسبب الجهل و الطائفية و التخلف و الضعف

  10. يقول إنسان عربي:

    لا اعرف من منكم شاهد احد الفيديوهات الأوائل التي نشرها تنظيم القتلة داعش، لقد قام أفراد منهم بحرق العلم الفلسطيني ودوسه بالإقدام لانه كما يدعون علم فتنة، هؤلاء صهاينة عرب جدد يكرهون العرب والمسلمين.

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية