كليمنصو والتعديل الوزاري المصري

حجم الخط
0

كان كليمنصو احد سياسيي بداية القرن الماضي (رئيس وزراء فرنسا) وله مقولة أصبحت قانونا في الحياة السياسية للبلدان المتقدمة، ‘السياسة أمر أهم من أن يترك للعسكريين’، فلا يوجد أي عسكري في أي حكومة من حكومات البلدان المتقدمة.
ما يهمنا هنا أن مقولة كليمنصو تنطبق على الأكاديميين أكثر بكثير من انطباقها على العسكريين. وكما تخلو حكومات البلدان المتقدمة من
العسكريين، فهي تخلو من الأكاديميين، قد تحوي أحيانا واحدا او اثنين للضرورة، البحث العلمي مثلا.
ومع أن المصريين من خلال تجربتهم التأريخية يعرفون أن حكومات الأكاديميين فشلت في تطوير البلاد، بل على العكس قادتها من مأزق
الى آخر، فان غرامهم بالدكاترة يجبرهم على تشكيل حكومات من الأكاديميين.
ان وجود عدد كبير من الأكاديميين في الحكومة له معنى واحد، ابعاد السياسيين عن السياسة، ابعاد القادرين على حل مشاكل البلاد
عن السلطة، وبالتالي استمرار البلاد في تخبطها.
السياسة هي علم نمو وتطور المجموعات الكبيرة من البشر وتطور العلاقات فيما بينها، والسياسيون الذين يرتكزون الى رؤبة فلسفية ويجيدون هذا العلم لا يولدون بالعشرات. كما ان تجميع عدد من الدكاترة في (حكومة) لا يمكن أن يخلق جهازا سياسيا لادارة البلاد.
وهذا يوضح بأن التعديل الوزاري الجديد لن يساعد على اخراج مصر من أزمتها، بل سيساعد على تفاقمها.
محمد المصري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية