“كما تسلم العروس”.. عائلة نابلسية تعيد أمانة جندي تركي بعد 110 أعوام- (صور وفيديو)

سعيد أبو معلا
حجم الخط
20

نابلس- “القدس العربي”: “كما تسلم العروس” قامت عائلة العالول في مدينة نابلس، الخميس، بتسليم القنصل التركي العام في القدس أحمد رضا ديمير أمانة كان تركها جندي تركي لدى أحد أفرادها أيام الحرب العالمية الأولى.

ووسط إجراءات رسمية وفي مبنى محافظة نابلس سلمت الأمانة التي هي عبارة عن مبلغ مالي قامت العائلة بالاحتفاظ بها في خزنة “مطحنة العالول” في البلدة القديمة ضمن مراسم رسمية خاصة وبحضور محافظ نابلس إبراهيم رمضان ووكيلة وزارة الخارجية والمغتربين أمل جادو، وممثلين عن الأجهزة الأمنية والدوائر والمؤسسات الرسمية.

وقال محافظ محافظة نابلس إبراهيم رمضان “في هذا اليوم جاء موعد تسليم الأمانة التي حافظت عليها عائلة فلسطينية لأكثر من مئة عام، ولو مد الزمن أكثر من 100 أو 200 عام لحافظ عليها الأحفاد”.

من جهته، قال ديمير إن الشعب التركي انفصل عن الشعب الفلسطيني إداريا منذ مئة عام لكنه كان حاضرا دائما معه.

وشكر ديمير عائلة العالول على احتفاظها بأمانة الجندي التركي طوال سنوات، وقال إن هذه الأمانة تعبر عن الأخوة بين الشعبين الفلسطيني والتركي.

وكانت عائلة العالول احتفظت في خزنة خاصة لما يقارب من 110 أعوام بـ”أمانة” تركها أحد الجنود، وهي عبارة عن مبلغ مالي.

وقال إسماعيل العالول إن جده عمر ذيب العالول وشقيق جده الشهيد مطيع هما من استلما الأمانة من الجندي التركي الذي كان مجندا في الجيش العثماني.

وتابع تم ذلك قبل انسحاب الجيش التركي من مدينة نابلس حيث سلم الجندي التركي جده مطيع إياها على أساس إن عاد فإنه سيقوم بأخذها، لكن الحرب قادت إلى ألا يعود الاثنين.

وأضاف أن البعض كان يسأل لماذا لم تستخدم العائلة الأموال في الفترة التي كانت تعيش فيها المدينة وأهلها حالة من الفقر الشديد، مشددا على أن الجواب بسيط “فالأمانة لا يتصرف بها بل تعود لأصحابها”.

ووصف شعوره بأنه “لا يوصف، فالإنسان المخلص يعرف أن واجبه نحو أي أمانه ومهما كانت قيمتها هو أن يردها لأهلها، وهو أمر استغرق أربعة أجيال من عائلة العالول.

الحاج راغب العالول أحد الأحفاد الذين تبادلوا الأمانة من جيل إلى جيل استعرض الأوراق المالية التي تبلغ قيمتها 152 ورقة من العملة (من المتوقع أن تكون ليرة) وقد كتب عليها باللغة التركية لكن بالأحرف العربية.

والمبلغ المالي من فئة النص (بوجه واحد) وفئة 1 وفئة 5 مطبوعة بوجهين، فيما تحمل الأوراق تاريخ 18 تشرين أول 1331 ه، حيث يلاحظ أن التاريخ جاء بالميلادي والهجري معا.

وبحسب الحاج راغب فإن العائلة لم تتفقد هذه الأمانة إلا عندما قرر وفد تركي زيارة المدينة قبل أعوام حيث عرضتها عليهم بعد أن بقيت في خزنة العائلة 103 سنين من دون أن يمد أحد يده عليها خلال هذه المدة.

وأضاف: لقد أثرت هذه الأمانة بعد كل هذه الأعوام على مشاعر الوفد التركي الذي طلب أن يتم الكتابة الإعلامية عنها وهو ما ساعد على انتشار قصتها.

ووصف العالول عملية التسليم بأنها تشبه عملية “تسليم العروس” في إشارة إلى الاهتمام الكبير بها والحفاوة التي رافقت هذه العملية حيث دخل القنصل التركي مبنى محافظة نابلس محاطا بمراسم عسكرية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عربي:

    أغلى مايملك الإنسان في الحياه شرفه وسمعته الحسنة فهي راسمال لاينفذ ولا يضيع ، هي تجارة رابحة وأجرها عندالله ، الشرف والسمعة الحسنه لا يشترى بالمال ولا بالوظيفة والإمارة ، الشرف والسمعة الطيبة هي خصال ونتاج أفعال وكرامات تأتي من عزة النفس وترفعها ومواقف عظيمة تسجل لأصحابها .
    كسلطي اردني سمعت إسم عائلة العالول وهم من خيرة أهل مدينة نابلس وهاهم يثبتون 4 أجيال معنى الأمانه ، هذه العائله ككل الشعب الفلسطيني ذاقت الأمرين خلال ال 110 الماضية الحرب العالمية الأولى الإستعمار البيريطاني مجاعه 1915 بسبب الجراد والحصار الأقتصادي وباء الإنفلونزا 1919 -1923 زلزال 1929 إضراب 1936 الحرب العالمية الثانيه النكبة الأولى النكبة الثانية الاحتلال الأسرائيلي ومصائبه ، كل هذا مر عليهم والامانه ما زالت أمانه في أمان لصاحبها حتى يعود ويطلبها ،لا أظن لحظة أن ال العالول الكرام غشم عليهم أنها أموال أو موجوهرات نفيسة أو ذهب أو فضة ، لكن الأمانة امانه وتبقى الثقة في أهل الثقة والشرف والسمعة الحسنة ، حقاً أحسنتم , لعل وعسى أحفاد وأقارب هذا الجندي يجدون عزاء في وفاء ال العالول

  2. يقول مصطفى العبيدي:

    عدا كونها رمز للامانة بالتأكيد ، فانها رمز للثقة بين الشعوب المسلمة . . بارك الله بكل عمل خير يوثق الصلات بين المسلمين

  3. يقول ابو ابراهيم:

    بعد الخلافة لم يعد هنالك امة اصبح عندنا 23 امة عربية واكثر من 20 امة مسلمة
    تاتمر كلها بامر الميعوث الامريكي او المبعوث الاوروبي ولا حول ولا قوة الا بالله.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية