كم مرة كذب نتنياهو على مجلة “التايم”؟ 

حجم الخط
0

لا تفكروا أن الأمر لا يهمه. قال في المقابلة مع مجلة “التايم” تحت ضغط مجري المقابلة معه بأنه: “آسف بعمق لأن هذا الأمر (المذبحة) حدث”. أنا تأثرت جداً. هو يتأسف وكأنه شخص من الأمم المتحدة لا صلة له بالحدث.

بعد ذلك سئل إذا كان يتحمل مسؤوليته عن المذبحة، أجاب: “ليس هذا هو الوقت المناسب لذلك”. ما علاقته بذلك؟ لم يكن سوى رئيس الحكومة عندما حدث ذلك. من ناحيته، هو نقي كالثلج، أما المذنبون فهم الجيش، والشباك، والمتظاهرون، و”أخوة في السلاح”، واليسار.

وسئل في المقابلة إذا كان الانقلاب النظامي في العام 2023 أضعف قوة الردع لإسرائيل، ما أدى إلى الهجوم. فكذب بدون أن يرف له جفن، بأن ما أثر على حماس هو “الرفض”. الحقيقة معاكسة بالطبع. فالانقلاب هو الذي أدى إلى الشرخ في الشعب وإضعافنا في نظر حماس. المظاهرات ضد الانقلاب النظامي أنقذت الديمقراطية، لذلك، هي قوتنا. لم يكن هناك “رفض” على الإطلاق. كان هناك تهديد بعدم الامتثال لخدمة الاحتياط لمتطوعين غير ملزمين. على أي حال، في 7 تشرين الأول الجميع استجابوا وامتثلوا للخدمة.

الانقلاب النظامي الذي أضر بالديمقراطية أدى إلى شرخ آخر بين نتنياهو وبايدن، ما اعتبره السنوار إضعافاً آخر لإسرائيل عقب اعتمادها على الولايات المتحدة. كان الضرر كبيراً جداً، إلى درجة أن طلب وزير الدفاع غالنت في آذار 2023 وقف الانقلاب النظامي بسبب “الخطر الواضح والفوري” على أمن الدولة. ورداً على ذلك، أقاله نتنياهو. والمظاهرات الكبيرة هي التي أعادته إلى المنصب.

أيضاً الكهاني بن غفير كان أحد العوامل في قرار السنوار تنفيذ الهجوم، الذي أطلق على الهجوم “طوفان الأقصى”، رداً على مشعل الحرائق الذي زار الحرم عدة مرات في 2023 وقال إن على إسرائيل السيطرة على الحرم. وقد كان هناك سبب آخر لموعد الهجوم؛ فعشية 7 تشرين الأول تفاخر نتنياهو بنجاحه في تحييد القضية الفلسطينية وشطبها من جدول الأعمال الدولي، ودليل ذلك التوقيع على اتفاق التطبيع مع السعودية، بدون مشاركة الفلسطينيين، الأمر الذي أوضح للسنوار بأن عليه العمل بسرعة.

في المقابلة عندما سئل نتنياهو أيضاً لماذا قال إن “حماس مرتدعة” وأنه لا خطر في أن تهاجم، سارع إلى إلقاء التهمة على قوات الأمن، وقال إن هذا ما قالوه هم، في حين أنه بالإجمال “أنا لم احتجّ بما فيه الكفاية على هذه الفرضية التي شاركت فيها كل أجهزة الأمن”، وهذا كذب صارخ؛ فبيبي هو الذي اخترع النظرية التي لا أساس لها، وهي أن “حماس مرتدعة”، وأجهزة الأمن تبنت رأي “السيد أمن” عقب هيمنته. وفاتهم أنه لم يكن كذلك. آمن بيبي بأن حماس القوية ستضعف السلطة الفلسطينية، وهكذا تمنع إجراءات المفاوضات معها. لذلك، يجب مساعدة حماس. هذا قمة الغباء.

في مقابلة مع “التايم” قال أيضاً إن الأموال القطرية التي اهتم بتحويلها لحماس تم تحويلها “لأهداف إنسانية”. هذا مضحك، لأنه لا لون للأموال، وفي اللحظة التي وصلت فيها إلى يد حماس فقد استخدمتها لشراء السلاح الذي وجه ضدنا. بكلمات أخرى، بيبي مول القتلة. في 2018، خلافاً لرأي “الشاباك” والجيش، قرر تحويل الأموال للقطاع بحقائب نقدية، ما سهل على حماس استخدامها لتعزيز قوتها العسكرية. إضافة إلى ذلك، رفض نتنياهو المصادقة على عملية تصفية السنوار، وبادر إلى إغلاق وحدة “تسلتسيل” التي عملت على تجفيف مصادر تمويل حماس، وحتى إنه زار عدد تصاريح دخول العمال من غزة. كل ذلك يحتاج لجنة تحقيق رسمية.

في آذار 2019 قال بشكل صريح في مؤتمر حزب الليكود: “من لا يريد الدولة الفلسطينية فعليه تقوية حماس”. في الحقيقة، الرجل الأكثر حقارة في تاريخ الشعب اليهودي قوى المنظمة النازية، غير الإنسانية، التي ذبحت واغتصبت ومزقت وأحرقت أعزاءنا. من المدهش ومن المثير للغضب أنه ما زال في الحكم.

نحاميا شترسلر

 هآرتس 13/8/2024

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية