يبدو أن رئيس وزراء بريطانيا لن ينسى هذه الجلسة. ولا يعني هذا أنه لم ير امورا مشابهة قبل ذلك. فمجلس العموم البريطاني ليس هو بالضبط صيدلية، لكن يوجد هناك شيء من الاحكام على الأقل، وشيء من الذكاء وروح السخرية لا مجرد فوضى كما عرفها ديفيد كامرون بلهجة بريطانية ثقيلة. وقد قالت عينا كامرون كل شيء. واذا كان أحد ما يحتاج مع كل ذلك الى تفسير لتلك النظرة فانه قال: يا إلهي، الى أي بيت مجانين جئت. يمكن أن يُقال في فضل الكنيست، اذا أمكن الحديث أصلا عن مثل هذا الفضل، إن زيارة كامرون أحدثت في اليوم الأكثر شحنا في الجلسة الاسبوعية إن لم نقل في مدة الولاية كلها. إنه اليوم الذي اقترعوا فيه في الصباح بالقراءة الثانية والثالثة على قانون المساواة في العبء، وأجازوا في المساء بالقراءة الثانية والثالثة قانون استفتاء الشعب. ولم يكن الاستقطاب بين اليمين واليسار، والعرب واليهود، والحريديين والعلمانيين، والصهاينة المتدينين والحريديين اللتوانيين قط أكثر حضورا وأكثر وضوحا. إن الائتلاف الحكومي برهن في الحقيقة على قوة ونجح في اجازة ثلاثة قوانين مهمة. لكن سيكون من الممكن تقدير الاضرار التي سببتها هذه القوانين لنتنياهو والليكود في المستقبل فقط. وقد تحدثوا في يوم الاربعاء في الكنيست عن ائتلافات مجنونة كلها بالمناسبة من غير الليكود. فكان هناك ائتلاف برئاسة هرتسوغ وتناوب على رئاسة الوزراء وكل صنوف الامكانات التي يستطيع الذهن السياسي الخلاق ايجادها ولا سيما في اسبوع تظهر فيه الكنيست أنه توجد بدائل اخرى عن حكم نتنياهو. قال مسؤول كبير في الليكود إنه يمكن حينما تنشر نتائج الانتخابات القادمة أن يكتب أن حكومة بوغي أنشئت في هذا الاسبوع. قيلت هذه الجملة في غضب وخيبة أمل وادراك أنه قد حدث شيء غير صالح هذا الاسبوع للحلف التاريخي بين الحريديين والليكود. وقال مسؤول كبير آخر متنهدا سندفع بعد ثمنا كبيرا عن نقض هذا الحلف. لكن هذا الكلام قيل عن عاطفة اكثر من أن يكون قيل عن تفكير عقلاني. وفي نظام جد انتهازي ومتلون ولا اخلاص فيه كالسياسة تكون الوعود مكتوبة على الجليد والولاءات تشبه الرمال المتحركة وتتبدل الأحلاف مثل فصول السنة. ومن مثل آريه درعي الذي وعد هذا الاسبوع بأنه سيعمل على اسقاط حكومة نتنياهو وإنه يمكنه بيقين أن يرى أن هرتسوغ وريثه يعلم ذلك. إن تاريخ السياسة الاسرائيلية مشحون بوعود الحريديين باسقاط حكومات، ودعم رؤساء احزاب، وبالتوحيد والتقسيم والانضمام والاستقالة ولا يوجد زعيم من بيرس وشارون حتى لفني لم يعرف الطعم الحامض لوعد لم يوفى به. لكن لا يمكن أن نجادل دعوى أنه يوجد في المجتمع الحريدي انكسار عميق في علاقته برئيس الوزراء. لا يعني ذلك أن شاس لم تكن في الماضي في حكومات يسارية. لكن الامر الجديد هو أنه اذا أمكن اليمين أن يؤلف حكومة وكان الامكان المضاد امكان المركز اليسار أن ينشئا حكومة وكان الحريديون لسان الميزان، فليس من الواضح تماما أنهم سيسيرون مع اليمين. يقول شخص رفيع المستوى في شاس إنه حينما يُشاجر اللتوانيون أحدا ما لا يرون بأعينهم، فهم يميلون الى التدمير والقتل والافناء. ولا يوجد انتقام كانتقام لتواني يشعر بأنهم خانوه وهو يصبح عدوا لدودا. ويصعب اصلاح ذلك لأنه قد تم فعله. لقد وعدهم نتنياهو والتزم لهم أنه ما بقي رئيس وزراء فلن يكون هناك تدنيس للتوراة في اسرائيل لكنه لم يفِ بوعده.