“كورونا” يجمد نشاط الدبلوماسية العالمية ويجعلها أشبه بالصليب أو الهلال الأحمر

حسين مجدوبي 
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

تعتبر العلاقات الدبلوماسية من أبرز القطاعات التي تأثرت كثيرا بفيروس كورونا، حيث غابت المؤتمرات والزيارات الثنائية بشكل لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا قد يطول نسبيا وبدأ يضفي هدوءا على الملفات الشائكة المشتعلة مثل الحروب.

ويقول دبلوماسي إسباني لـ”القدس العربي”: “سفاراتنا في الخارج تعيش حالة الحرب، نعمل بفريق صغير من الدبلوماسيين والمساعدين، وقد غادر موظفون الى البلاد بحكم توقف معظم الأشغال، فلم نعد نصدر تأشيرات، ولم نعد نشرف على لقاءات اقتصادية وسياسية، وعملنا يتمحور على مساعدة المواطنين الراغبين في العودة إلى إسبانيا ومساعي الحصول على معدات ومواد طبية”.

ومن خلال تتبع عمل مختلف البعثات الدبلوماسية، بل وحتى على مستوى وزارات الخارجية، يتضح أنها أصبحت بمثابة الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، تسعى إلى إجلاء المواطنين العالقين بعد إقدام معظم دول العالم على إغلاق الحدود لاحتواء المرض، وفي الوقت ذاته، تقوم بمساعي التوقيع على الصفقات من أجل الحصول على معدات وعلى رأسها “الكمامات”.

وكانت المؤتمرات الدولية والزيارات الثنائية تشكل حصة الأسد في الأخبار اليومية لوسائل الإعلام، لكنها في الوقت الراهن غابت نهائيا وتم تجميدها وتأجيلها إلى تاريخ غير محدد، وجرى تعويضها بلقاءات عبر تقنية الفيديو. ويعد الاتحاد الأوروبي التكتل الوحيد في العالم الذي مازال نشيطا في اجتماعاته ولكن عبر الفيديو بينما التجمعات الأخرى مجمدة بالكامل تقريبا.

وهيمن البحث عن السلام وإرساء الحوار وإنهاء النزاعات الثنائية على قاموس العلاقات الدولية، لكن الآن بالكاد يجري الحديث عن ملفات ساخنة مثل ليبيا أو اليمن أو أفغانستان، وأصبحت مواجهة فيروس كورونا هو الشغل الشاغل وكأن الدبلوماسيين تحولوا الى أطباء.

ومن المنتظر استعادة النشاط الدبلوماسي الدولي، الزيارات الثنائية والمؤتمرات وحتى دبلوماسية المجتمع المدني المتمثلة في أنشطة المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان والبيئة في ظرف سنتين على الأقل، أي بعد إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا.

وساهم فيروس كورونا في إرساء نوع من السلام العالمي، فلم تعد النزاعات مشتعلة كما كانت بحكم انشغال الجميع بمواجهة العدو المشترك وهو الفيروس، ولا يمكن للأمم المتحدة استغلال هذا الهدوء لتعزيز السلام نظرا لعدم قدرة مبعوثيها في الملفات الشائكة على السفر وعقد اجتماعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية