كورونا يغلق طنجة عروس الشمال المغربي بإحكام

سعيد المرابط
حجم الخط
0

الرباط ـ «القدس العربي»: طنجة، عروس الشمال المغربي، واحدة من المدن حيث ينتشر الفيروس التاجي في البلاد، إلى حد أن العديد من البؤر التي ظهرت في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس انتهت بإغلاق أحياء في المدينة، إذ لا يمكن لسكانها مغادرتها دون تصريح خاص يتعين على السلطات منحه.
إحدى وسائل الإعلام الفرنسية «وست فرانس» تطرقت لحالة سكانها في تقرير، روى فيه الصحافي الذي أعده المشاهد التي تحدث يومياً في حي مرشان «كل يوم، يتجمهر حوالي ثلاثين شخصاً ينتظرون أمام مبنى إداري «الباشا» (نائب المحافظ) المسؤول رفيع المستوى الذي له الحق في إعطاء تصاريح النقل، ويتجمع هنا عشرات الأشخاص لطلب تصريح الخروج من طنجة».
كما يشير إلى أنه منذ بداية الطوارئ الصحية في المغرب، كان من «المستحيل» مغادرة المدينة، باستثناءات لأسباب طبية أو مهنية «عاجلة» وفق القيود التي تم تشديدها عشية عيد الأضحى نهاية تموز/ يوليو، والتي طالت ثماني مدن رئيسية في البلاد (طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات ومراكش).
وعلى الرغم من التفكير في الإجراء لمدة أسبوعين تقريباً، إلا أنه لا يزال سارياً في طنجة، ونقلت «وست فرانس» شهادة أحد السكان، الذي قال: «والدي يحتضر في الرباط… أريد أن أكون بجانب سريره» كما اضطر الآخرون، الذين حجزوا غرفاً في الفنادق للذهاب في إجازة لبضعة أيام، إلى تجاهل هذا الخيار. أصبحت طنجة حصناً يصعب الخروج منه، حيث تجوب شوارعها وحدات الجيش والمدرعات التي تهدف إلى إثناء الناس عن انتهاك الإجراءات الصحية.على الرغم من الإجراءات المشددة، تمكن البعض من الفرار دون إذن رسمي، وفق التقرير، الذي تشير فيه إحدى الساكنات، واسمها أحلام منير: «لم يتم القبض على الجميع أو رفضهم».
«لم أر ابنتي أو أحفادي منذ ستة أشهر، ناشدت والدموع في عيني، إلى الموظف الذي وافق أخيراً على السماح لي بالصعود إلى القطار… الناس مرهقون جسدياً وعصبياً. وكم هو صعب هذا!» تقول عاملة التنظيف هذه.
ومن بين آخر الأماكن التي تم فيها تفشي المرض في المدينة المسجد السوري، أو «مسجد السوريين» هناك، يوم الجمعة، كشفت نتائج المختبر أن العديد من المصلين الذين يذهبون بانتظام إلى المسجد أثبتت إصابتهم بفيروس كورونا.
وعند علمها أن الحالات وقعت بين المصلين الذين يذهبون إلى المسجد، اتخذت السلطات قراراً بإغلاقه مؤقتاً حتى يتم السيطرة على الوضع، وكان الهدف هو تجنب انتقال العدوى أو يخرج الوضع عن السيطرة.
اللافتة التي تشير إلى أن المسجد سيبقى مغلقاً بالفعل معلقة عند مدخل المكان، وفي الوقت الحالي، من المتوقع إغلاق المسجد لمدة أسبوعين، وأكدت مصادر أن هذا القرار اتخذ «لحماية المصلين وأسرهم من الإصابة بالوباء».
وتعتبر هذه الحالات هي الأولى من نوعها منذ إعادة الافتتاح الجزئي لمساجد طنجة والمغرب، التي تم إغلاقها بسبب الجائحة بفتوى دينية شهر آذار/ مارس الماضي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية