كوريا الشمالية تجدد تهديداتها للجنوب وتطلب اعتذاره عن احتجاجات

حجم الخط
0

سول ـ رويترز: وجهت كوريا الشمالية امس الثلاثاء تهديدات جديدة لكوريا الجنوبية وتوعدتها ‘بضربات ساحقة’ ثأرية اذا لم تعتذر عن احتجاجات مناهضة لها نظمت أمس في سول بينما كانت بيونجيانج تحتفل بذكرى ميلاد مؤسسها كيم ايل سونج.
وطوال الامس خففت كوريا الشمالية من نبرة التهديد بشن حرب على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مع انشغالها بالاحتفال بذكرى مرور 101 عام على ميلاد كيم مما اثار الامل في تراجع التوتر في المنطقة التي بدت طوال اسابيع على شفا اندلاع حرب.
وجاء تراجع شبح المواجهة بعد ان عرضت كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اجراء محادثات مع الدولة الشيوعية المنعزلة.
لكن وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية قالت امس الثلاثاء ان الجيش الكوري الشمالي وجه انذارا للجنوب بسبب الاحتجاجات التي نظمت أمس وأحرقت خلالها صورا لزعماء كوريين شماليين. ونقلت الوكالة عن قادة الجيش في كوريا الشمالية قولهم ‘عملنا الثأري سيبدأ دون سابق انذار اعتبارا من الان.’
وأضافوا ‘الاداء العسكري للقوات المسلحة الثورية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية سيتمثل في ضربات ساحقة قوية لكل القوى المعادية التي مست كرامة القيادة العليا.’
وتحدثت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية عن تنظيم عدد من المظاهرات المحدودة في العاصمة سول الاثنين. وعرضت قناة تلفزيونية لقطات لعدد صغير من المحتجين يحرقون صور الزعيم الكوري الشمالي الحالي كيم جونج أون حفيد كيم ايل سونج.
وذكرت وسائل اعلام انه في المقابل نظمت ايضا احتجاجات محدودة اخرى طالب فيها كوريون جنوبيون بالحوار مع الشمال.
وكانت كوريا الشمالية قد هددت بشن هجوم نووي على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بعد أن فرضت الأمم المتحدة عقوبات جديدة ردا على أحدث تجربة نووية أجرتها في فبراير شباط.
كما غضبت كوريا الشمالية من التدريبات العسكرية السنوية التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ووصفتها بانها عمل ‘عدواني’. وحركت الولايات المتحدة طائرات بي52 وطائرات الشبح بي2 من قواعدها للمشاركة في المناورات.
لكن التهديدات التي أوردتها وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية لم توجه الى الولايات المتحدة واقتصرت على حكومة كوريا الجنوبية التي تصفها بيونجيانج بأنها حكومة عميلة. بل انها اشارت ايضا الى الحوار مما ينم على انها لن تشن حقا حربا ردا على احتجاجات روتينية نظمها بضع عشرات في سول.
ونقلت الوكالة عن جيش كوريا الشمالية قوله انه اذا ارادت السلطات الصورية في كوريا الجنوبية ‘حوارا حقيقيا ومفاوضات فعليها أولا ان تعتذر عن كل الافعال المعادية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية سواء كانت كبيرة ام صغيرة وتظهر للرفاق رغبتها في وقف كل تلك الافعال.’
وفي وقت لاحق قال متحدث باسم وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية ان الانذار الذي وجهته كوريا الشمالية لا يستحق حتى الرد وان سول تنتظر من بيونجيانج اتخاذ ‘قرار حكيم.’ وفي الاسبوع الماضي عرضت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي اجراء محادثات لكن الشمال رفضها واعتبارها حيلة ‘ماكرة’.
وتلتقي باك مع الرئيس الامريكي باراك أوباما في البيت الابيض في السابع من مايو ايار. وقال البيت الابيض ان المحادثات ستغطي قضايا اقتصادية وأمنية منها ‘الرد على التهديد الكوري الشمالي.’
وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رغبته في التوصل لحل دبلوماسي وذلك في ختام جولة بالمنطقة هيمنت عليها مخاوف بشأن كوريا الشمالية.
وقال ‘ما زالت الولايات المتحدة مستعدة لمفاوضات حقيقية ذات مصداقية بشأن نزع السلاح النووي لكن هذا العبء يقع على عاتق كوريا الشمالية… لابد أن تتخذ كوريا الشمالية خطوات كي تظهر أنها ستحترم الالتزامات التي أعلنت عنها بالفعل وعليها أن تحترم القوانين والأعراف الدولية.’
وفتح كيري ليل الأحد الباب فيما يبدو امام إجراء محادثات دون أن يطلب من كوريا الشمالية أن تتخذ خطوات نحو نزع السلاح النووي مسبقا. وقال إن بكين يمكن أن تكون وسيطا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية