“القدس العربي” – وكالات: أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين اليوم الأحد ان الولايات المتحدة ستعد لعقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعد إعلان اجراء نظام بيونغ يانغ تجربة نووية جديدة .
وصرح منوتشين لشبكة فوكس نيوز “سأحضر سلسلة عقوبات ساقدمها الى الرئيس”، مضيفا ان “من يمارسون انشطة معهم (كوريا الشمالية) لا يمكنهم ان يمارسوا انشطة معنا، سنعمل مع حلفائنا. سنعمل مع الصين”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تغريدة على موقع تويتر إن “كلمات وأفعال” كوريا الشمالية ما تزال عدائية للغاية وخطيرة على الولايات المتحدة في أول رد فعل له بعد إجراء بيونجيانج سادس وأقوى تجاربها النووية اليوم.
وقال ترامب في تغريدة ثانية “كوريا الشمالية دولة مارقة أصبحت تشكل تهديدا كبيرا ومصدر حرج للصين التي تحاول المساعدة لكنها لا تحرز نجاحا يذكر”.
وكانت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء، قالت أن كوريا الشمالية أعلنت أنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية، وذلك بعد أن رصدت وكالات جيولوجية وقوع هزات اصطناعية.
ورصدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، “انفجاراً” تبلغ قوته 2ر5 درجة على مقياس ريختر بالقرب من بلدة سونجيبايجام شمال شرق كوريا الشمالية.
وأضافت الهيئة، أن “انفجاراً محتملاً وقع بالقرب من الموقع الذي فجرت فيه كوريا الشمالية قنابل نووية في الماضي”.
وذكرت إدارة الأرصاد الجوية الكورية انها رصدت “هزة أرضية اصطناعية”، وهو ما يشير إلى أن بيونجيانج ربما تكون أجرت تجربة نووية، وفقاً لما ذكرته يونهاب.
تطوير قنبلة هيدروجينية أكثر تقدماً
بدورها قالت كوريا الشمالية، إنها طورت سلاحاً نووياً أكثر تقدماً ذا “قوة تدميرية كبيرة”، وقام الزعيم كيم جونغ أون بتفقد قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ باليستي جديد عابر للقارات. ويأتي هذا التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية وسط تصاعد التوتر الإقليمي في أعقاب اختبار بيونغ يانغ إطلاق صاروخين باليستيين عابرين للقارات في يوليو/ تموز ربما يبلغ مداهماً نحو عشرة آلاف كيلومتر بحيث يمكنهما إصابة مناطق بالبر الرئيسي بالولايات المتحدة.
وعملت كوريا الشمالية في ظل زعيمها كيم جونغ أون على صنع أسلحة نووية وصواريخ باليستية طويلة المدى متحدية عقوبات الأمم المتحدة والضغوط الدولية .
وقال خبراء ومسؤولون إن كوريا الشمالية قد تجري سادس تجاربها النووية في أي وقت، وإن بيونغ يانغ احتفظت باستعدادها في موقعها للتجارب النووية لإجراء تجربة أخرى في أي وقت.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن قوة القنبلة الهيدروجينية يمكن تعديلها إلى مئات من الكيلوطن ويمكن تفجيرها على ارتفاع عال، في الوقت الذي يسمح فيه إنتاج مكوناتها محلياً للبلاد ببناء أسلحة نووية كثيرة مثلما تريد.
وأضافت الوكالة أن كيم زار معهد الأسلحة النووية بكوريا الشمالية، وشاهد قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ باليستي جديد عابر للقارات.
“كل مكونات القنبلة الهيدروجينية محلية الصنع كما أن كل العمليات..تمت بناء على عقيدة جوتشي ومن ثم تمكن البلاد من إنتاج أسلحة نووية قوية بالعدد الذي تريده”.
وجوتشي عقيدة محلية حاكمة لكوريا الشمالية تقوم على أساس الاعتماد على الذات وتعد خليطاً بين الماركسية والوطنية المتطرفة ونادى بها كيم إيل سونغ مؤسس الدولة وجد الزعيم الحالي .
ترامب وآبي يناقشان “التهديد المتعاظم” من كوريا الشمالية
كما أعلن البيت الأبيض ان الرئيس دونالد ترامب بحث السبت هاتفياً، مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في “التهديد المتعاظم” الذي تمثله كوريا الشمالية بعدما أطلقت في تموز/يوليو صاروخين بالستيين عابرين للقارات.
وقالت الرئاسة الامريكية في بيان، ان “الزعيمين أكدا مجدداً على اهمية التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في مواجهة التهديد المتعاظم من كوريا الشمالية”، حسب وكالة الانباء الفرنسية.
ولم يوضح البيان ما اذا كانت المكالمة الهاتفية جرت قبل او بعد اعلان بيونغ يانغ عبر وكالة الانباء الرسمية، انها نجحت في صنع قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الجديد.
وقالت اليابان إنها ستقدم احتجاجاً شديد اللهجة، حسب وكالة الأنباء الألمانية، في حال تم التأكد من قيام كوريا الشمالية بتجربتها النووية السادسة.
وأوضح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للصحافيين، “إذا ما كانت كوريا الشمالية قد شرعت بالفعل في إجراء تجربة نووية، فهذا غير مقبول بالمرة ويجب ان نقدم احتجاجاً شديد اللهجة”.
إدانات دولية
في السياق ذاته دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاحد، الأسرة الدولية الى التحرك “بأكبر قدر ممكن من الحزم” بعد التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة التي اعتبر انها تشكل “مساساً بالسلام والأمن”.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان وصل وكالة الأنباء الفرنسية، ان “رئيس الجمهورية يدعو أعضاء مجلس الامن الدولي الى الرد بسرعة على هذا الانتهاك الجديد للقانون الدولي من قبل كوريا الشمالية”.
وأضافت ان ماكرون “يرغب ايضاً في رد موحد وواضح من الاتحاد الاوروبي”.
من جهته قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، ان التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة “مؤسفة جداً” وتنم عن “استهتار كامل” بطلبات الأسرة الدولية المتكررة.
وقال امانو في بيان، ان “التجربة النووية التي جرت اليوم من قبل جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية عمل مؤسف جداً”. وأضاف ان “هذه التجربة الجديدة التي تلي تجربتين العام الماضي، هي السادسة منذ 2006 وتنم عن استهتار كامل بالطلبات المتكررة للأسرة الدولية”.
بينما دانت روسيا الاحد التجربة النووية الجديدة التي أجرتها كوريا الشمالية داعية في الوقت نفسه الى الهدوء.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، ان “هذا التعبير الأخير من قبل بيونغ يانغ عن ازدرائها بمطالب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومعايير القانون الدولي تستحق اشد الإدانة”. واضافت انه “من الضروري التزام الهدوء والامتناع عن القيام بأي عمل يمكن ان يؤدي الى تصعيد جديد”.
كما أصدرت وزارة خارجية الصين بياناً، أدان بقوة التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة، حسب ما أفادت وكالة الانباء الالمانية.
وأضافت الصين في البيان أن بيونغ يانغ أجرت تجربة نووية، على الرغم من معارضة المجتمع الدولي وأن “الحكومة الصينية تعرب عن معارضتها القوية وتدين ذلك بقوة”.
لكن الرئيس الصيني شي جينبينج لم يذكر كوريا الشمالية في خطابه الرئيسي، فيما كان يفتتح قمة بريكس في مدينة شيامين الساحلية.
وطالبت وزارة الخارجية بيونغ يانغ بالالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي والامتناع عن اتخاذ إجراءات، تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية ولا تخدم المصالح الخاصة لكوريا الشمالية.
وأضافت الوزارة “الصين والمجتمع الدولي.. يمضيان قدما بثبات نحو نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة والحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة”.
ومن جهتها قالت السويد، وهي حالياً عضو بمجلس الأمن الدولي، الأحد إن التجربة النووية الكورية الشمالية الجديدة تمثل ” تحولاً للأسوأ”.
وكتبت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم على صفحتها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي اليوم :” التقارير التي تفيد بإجراء كوريا الشمالية لتجربة نووية جديدة تمثل تحولاً للأسوأ. وتزيد من تعرض السلام العالمي والاستقرار للخطر. إن دور مجلس الأمن الدولي مهم”.
وكتب كارل بيلدت، سلفها الذي شغل منصب وزير خارجية السويد في الفترة من 2006 إلى 2014، في تغريدة أن التجربة ” تنقل أزمة كوريا الشمالية بوضوح نحو مرحلة أكثر خطورة. وتستفز بقوة الصين وأمريكا”.
الصين تتخذ اجراءات عاجلة ضد الاشعاعات على حدودها
ولعلى صعيد متصل أعلنت وزارة البيئة الصينية ان بكين اطلقت الاحد خطة عاجلة للسيطرة على مستوى الاشعاعات على طول حدودها مع كوريا الشمالية بعد التجربة النووية الجديدة التي أجرتها بيونغ يانغ.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب ان السلطات بدات عند الساعة 03,46 ت غ اي بعيد التجربة النووية، “خطة عاجلة” تهدف الى اتخاذ “اجراءات مراقبة عاجلة لهذه الاشعاعات” في المناطق الحدودية بشمال شرق البلاد.
كل الاحترام لكوريا وزعيمها ، لو وضع زعيمها في كفة وزعماؤنا في كفة لرجحت كفته فلا حول ولا قوة الا بالله ، فعلا كما قال الملك تبع اليماني في الادب الشعبي : وكم من رجل يعد بألف رجل وكم من رجل يروح بلا عداد
قد يكون هذا من “التحسس المفرط” من طرف كوريا الجنوبية و اليابان و قد يكون أيضا طعما استخباراتي من طرف نظام كوريا الشمالية لجيرانه ليبقيهم تحت الخوف …
وجائز أيضا أن تكون كوريا الجنوبية و اليابان يضخمان الأمور لكي تقوم الولايات المتحدة باتخاذ قرار حاسم اتجاه ترسانة كوريا الشمالية وبذلك التخلص من تهديد قوة تتنامى بقربهما …
(رأي)…تهديد الكوري الشمالي ، بين الحقيقة و التضخيم…
كل يوم تقريبا تتوارد أخبار من شبه الجزيرة الكورية على قيام نظام الكوري الشمالي بتجارب تطوير قدراته الصاروخية مختلفة الأبعاد والأحجام …
من قصيرة المدى إلى العابرة للقارات ، ومنها القادرة على حمل رؤوس تفجيرية غير تقليدية . مصادر هذه الأخبار أغلبها من طوكيو و أكثرها من سيول…
وهما البلدان الأكثر اهتماما بالموضوع لوجودهما في مرمى أي قدرة عسكرية يمتلكها خصمهما التاريخي…
اخر هذه الأخبار ما نقلته وكالة أنباء “يونهاب” الكورية الجنوبية، أن نظام كوريا الشمالية قد يكون قام بتجربة نووية ، بعد تم رصد انفجار قوته أكثر من خمسة درجات…
من وجهة نظري ، هذا التهديد المسلط عليه بقوة الأضواء الكاشفة، تتداخل فيه عدة عوامل قد يكون هناك جزء من الحقيقة بأن نظام كوريا الشمالية يسعى إلى تطوير قدراته العسكرية الردعية و الغير تقليدية لحماية نفسه و نظامه من الزوال و لكي لن يكون لقمة صائغة في نظام دولي جديد بعد زوال أنظمة أكثر منه قوة تحللت و تبخرت في هذا النظام الأحادي القطب …
قلت قد يكون جزء من هذا التهديد حقيقي ، لكن هناك أجزاء من هذا التهديد وهمي يتم تضخيمه لعدة أهداف…
وبما أن نظام كوريا الشمالية مغلق بالتأكيد المعلومات الآتية من هناك تكون شحيحة وقد تكون تلك المعلومات مسربة تتحكم فيها أجهزة النظام نفسه لإعطاء خصومه المعلومات التي يريدها أن تصلهم. ليبقيهم تحت الضغط النفسي و “الاستنفاري” (الاستنفار)…
وقد تكون أيضا استخبارات الأنظمة المناوئة لنظام بيونغ يانغ ،بالخصوص اليابانية و كوريا الجنوبية ، هي من تقوم تضخيم و تسريب باستمرار ، مثل هكذا أخبار و معلومات لتضخيم قوة العدو لدفع وإعطاء الولايات المتحدة المبرر القانوني بأن تقوم بضربة استباقية ساحق لبرنامج التسليح الغير التقليدي بحوزة النظام الكوري الشمالي…
وقد يكون أيضا هذا التضخيم هدفه إيجاد مبرر لهذين البلدين ( اليابان و كوريا الشمالية) ، لبناء مظلتهم الواقية الذاتية والدخول في سباق التسلح الغير التقليدي بحجة مواجهة الخطر النظام الشيوعي الوحيد ، تقريبا ، المتبقي ، وعدم البقاء إلى الأبد تحت رحمة المظلة الأمريكية…
بالمختصر المفيد ، وعلى حسب رأي ، مسألة التجارب كوريا الشمالية تتداخل فيها الحقيقة مع التضخيم ولكل جهة مآربها …
كوريا الشمالية مستفيدة من الحملة لتظهر بمظهر القوة المهابة الجانب و الجهة المناوئة مستفيدة لإيجاد الحجة و المبرر لدخول هي أيضا النادي الغير تقليدي، وهكذا…( قلت مجرد رأي)…
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
03.09.2017