واشنطن- أ ف ب- يعرض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي تنتهي ولايته بعد أربعة اسابيع رؤيته الاربعاء لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولا يزال حل الدولتين هدف عجزت اجيال متتالية من الدبلوماسيين الأمريكيين عن تحقيقه.
الا ان كيري يريد ان يترك بصمته في الايام الاخيرة لادارة الرئيس باراك أوباما بينما الحكومة الإسرائيلية ترفض أي تدخل أو ضغوط من الخارج.
وقال المتحدث باسم كيري مارك تونر أمام صحافيين إن كيري يشعر أن “من واجبه في الاسابيع والايام الاخيرة ان يعرض ما يرى انه طريق نحو حل الدولتين”.
وتابع تونر “من المهم دائما ان نواصل الجهود لتحريك عملية (السلام) قدما، وان نعرض خططا بناءة للمستقبل”.
المفاوضات بين حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وادارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس معلقة منذ نيسان/ ابريل 2014.
ويواجه كيري الذي سيقدم الاربعاء “رؤية شاملة” لكيفية احياء عملية السلام تحديين كبيرين غير مسبوقين.
التحدي الاول هو غضب نتنياهو اثر قرار أوباما الاسبوع الماضي عدم استخدام حق الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب اسرائيل بوقف الاستيطان فورا.
اما التحدي الثاني فهو قرار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تبني موقف أكثر مرونة حيال إسرائيل وتعيينه سفيرا يريد نقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس.
وحذر القادة العرب من ان مثل هذا القرار يمكن أن يؤدي إلى عواقب دبلوماسية اقليمية واستنكارا فلسطينيا، كما ان نتانياهو لا يشعر بأي ضرورة للتحرك قبل اداء ترامب لليمين الدستورية.
الا انه من الواضح أن أوباما وكيري ليسا مستعدين للتخلي عن المنطقة ويأملان بأن ينقذ قرار الامم المتحدة وموقف الولايات المتحدة عملية السلام.
وكان كيري عبر في مطلع كانون الاول/ ديسمبر الحالي عن احباطه ازاء رفض إسرائيل وقف البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
– اسرائيل أكثر قوة
وحذر كيري المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين من انه “هناك خيار أساسي لا بد ان يتخذه الاسرائيليون والقيادة الإسرائيلية وكل الذين يدعمون إسرائيل وتهمهم شؤونها”.
وتساءل كيري “هل سيستمر تطبيق سياسة الاستيطان أم ستتم اقامة دولتين؟”. وكان نتنياهو صرح امام منتدى سابان الاسرائيلي الاميركي السنوي في واشنطن ان العقبة الاساسية أمام السلام هي عدم اعتراف غالبية العالم العربي بإسرائيل.
وشدد كيري على ان تسريع برنامج الاستيطان على أراض يطالب بها فلسطينيون لدولتهم المستقبلية يشكل “عقبة” امام السلام.
ومع ان هذا الموقف يجسد السياسة التي تعتمدها الولايات المتحدة منذ عقود، الا ان كيري مضى ابعد من ذلك واتهم اعضاء في الحكومة الاسرائيلية بالعمل من اجل الحؤول دون التوصل إلى حل سلمي.
ولا تعترف واشنطن والجزء الاكبر من الاسرة الدولية بالقدس عاصمة للدولة العبرية، وسفاراتها موجودة في تل ابيب.
والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت اسرائيل الشطر الشرقي من المدينة وضمته عام 1967 ثم اعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
وتبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة قرارا يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان فورا بتاييد 14 من الدول الاعضاء وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، ما مكن المجلس من تبنيه.
وللمرة الاولى منذ 1979 لا تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار حول الاستيطان فيما كانت تساند حليفتها دائما في هذا الملف الحساس جدا.
والولايات المتحدة اهم حليفة لاسرائيل، عملت تقليديا كدرع دبلوماسية للدولة العبرية. لكنها تشعر بخيبة أمل بعد سنوات من الجهود الدبلوماسية غير المثمرة. وبررت واشنطن امتناعها عن التصويت بتأثير الاستيطان على مساعي السلام في الشرق الاوسط.
وتعتزم إدارة أوباما مواصلة الضغط على الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين من أجل اتخاذ خطوات ملموسة لإحياء عملية السلام واحراز تقدم نحو حل الدولتين.
رغم ان القرار لا يتضمن أي عقوبات، الا ان مسؤولين اسرائيليين يخشون ان يزيد من احتمال مقاضاة اسرائيل امام المحكمة الجنائية الدولية. كما يخشون ان يشجع بعض الدول على فرض عقوبات ضد المستوطنين الإسرائيليين والسلع التي تنتجها المستوطنات.