واشنطن ـ لندن ـ وكالات: اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاحد ان الولايات المتحدة تمتلك دليلا على ان غاز السارين استخدم في هجوم 21 اب (أغسطس) الذي اتهم النظام السوري بشنه قرب دمشق، داعيا الكونغرس الى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية للنظام.
وقال كيري لمحطة ‘ان بي سي نيوز’ و ‘سي ان ان’ ان عمال طوارئ في موقع الهجوم قدموا عينات شعر ودم للولايات المتحدة اظهرت مؤشرات على استخدام غاز الاعصاب السارين.
وفي تطور وصفه كيري بانه مهم جدا قال ‘اطلعنا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولايات المتحدة من اول الواصلين الى موقع (الهجوم) شرق دمشق، على عينات وجرى اخضاعها للفحص’.
وقال ان فحص ‘اثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء ايجابيا’.
واضاف ‘ان كل يوم يمر تزداد قوة الادلة. نحن نعلم ان النظام امر بشن هذا الهجوم. ونعلم انه استعد له. ونعلم من اي جاءت الصواريخ. ونعلم اين سقطت’.
وتابع ‘نحن نعلم ان الضرر قد وقع. وشاهدنا المشهد المروع على جميع قنوات التواصل الاجتماعي، ولدينا ادلة عليه بطرق اخرى، ونعلم ان النظام حاول اخفاء الادلة بعد ذلك’.
وخرج كيري على العديد من القوات التلفزيونية صباح الاحد لحشد الدعم لشن ضربات عسكرية امريكية ضد سورية بعد ان دعا الرئيس باراك اوباما الكونغرس الى التصويت على تخويله بشن تلك الضربة.
ودعا كيري الكونغرس الى منح اوباما الضوء الاخضر لشن تلك الهجمات على نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال كيري لشبكة ان بي سي انه يعتقد ان الكونغرس سيوافق على طلب الرئيس اوباما.
وقال ‘لا اعتقد ان الكونغرس الامريكي سيتخلى عن هذه اللحظة.. واعتقد ان الكونغرس سيوافق’.
وتابع ‘لا اعتقد ان زملائي السابقين في مجلس الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة سيديرون ظهورهم لجميع مصالحنا ولمصداقية بلادنا، وللاعراف المتعلقة بتطبيق الحظر على استخدام الاسلحة الكيميائية المطبق منذ العام 1925’.
وقال ان ‘الكونغرس تبنى ميثاق حظر الاسلحة الكيميائية، وصادق على قانون محاسبة سورية. والكونغرس يتحمل المسؤولية في هذه الحالة كذلك’.
ومن جهته دعا الائتلاف السوري المعارض الاحد الكونغرس الامريكي الى اتخاذ ‘القرار الصحيح’ الذي يدعم توجهات الحكومة الامريكية بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري.
وقال في بيان ‘يدعو الائتلاف الوطني السوري أعضاء الكونغرس الامريكي الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب السوري، واتخاذ القرار الصحيح بدعم توجهات الحكومة الامريكية في وقف آلة قتل النظام المجرم’.
واضاف ‘تنظر كل من إيران وكوريا الشمالية لما ستفعل دول العالم الحر في مواجهة نظام الاستبداد بدمشق بعد استخدامه للسلاحِ المحرمِ دولياً ضد الشعب السوري. فإذا ما نأى العالم بنفسه هذه المرةَ عن معاقبة النظام كرسالة واضحة لمن انتهج نهجه وحذا حذوه، فليترقب ديكتاتوريات تصنع هذا السلاح وتصدره وتُشرّع استخدامه’.
واعلن اوباما السبت انه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري لكنه طلب من الكونغرس الموافقة على هذه العملية.
وقال ‘نحن مستعدون لتوجيه ضربة حين نختار (…) انا مستعد لاعطاء هذا الامر’، مضيفا ‘ساطلب موافقة ممثلي الامريكيين في الكونغرس على استخدام القوة’، لان ‘قوتنا تكمن ليس فقط في قوتنا العسكرية بل ايضا في ما نمثله كحكومة للشعب وعبر الشعب ومن اجل الشعب’.
ودعا اعضاء الكونغرس الى الموافقة على طلبه هذا باسم ‘الامن القومي’ للولايات المتحدة.
وقال الائتلاف السوري في بيانه الاحد ‘هدفنا وواجبنا كائتلاف وطني سوري ممثل للسوريين هو إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه، ولا مبرر لأحد في إعطاء مزيد من المهل لسفاح استباح كل قيم البشر وانتهك كل قواعد الأخلاق’.
الى ذلك قدّم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، دعمه وتأييده لموقف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، دعوة الكونغرس للتصويت على العمل العسكري ضد سورية، فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، أن الصراع في سورية يمثل عاملاً حاسماً لأمن بلاده.
وكتب كاميرون في حسابه الشخصي على موقع تويتر إنه ‘يتفهم ويدعم موقف أوباما حيال سورية’، بعد اعلانه (السبت) أنه سيطلب من الكونغرس التصويت على العمل العسكري رداً على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.
وفي موازاة ذلك، اعتبر بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن الصراع في سورية ‘يمثل عاملاً حاسماً لأمننا’، داعياً بريطانيا إلى ‘ضرورة اتخاذ موقف عاجلاً أم آجلاً’.
وكتب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بمقال في صحيفة ‘صندي تايمز’ أن تصويت مجلس العموم (البرلمان) الخميس الماضي ضد العمل العسكري في سورية ‘يمكن فهمه بالنظر إلى أن التدخل في العراق وأفغانستان كان أكثر صعوبة وخطورة مما توقعنا، على الرغم من أن التصويت شكّل صدمة’.’
وقال ‘إن الناس تخشى من أننا سنقع في مستنقع بنهاية المطاف في سورية، غير أن الصراع الدائر فيها يمثل عاملاً حاسماً لأمننا يملي على بريطانيا أن تتخذ موقفاً عاجلاً أم آجلاً’.
وأضاف بلير ‘التدخل يمكن أن يكون غير مؤكد ومكلف ودموي، لكن التاريخ علمنا أيضاً أن التقاعس عن العمل يمكن أن يسبب كارثة’.
ومن جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الأحد إن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تشعر بالقلق بشأن قرار حزب العمال البريطاني المعارض التصويت بلا على اقتراح للحكومة كان يمكن أن يمهد الطريق لتوجيه ضربة عسكرية لسورية. وقال هيغ لشبكة تلفزيون سكاي ‘هناك بعض المخاوف الخطيرة في عواصم أخرى ليس فقط في المحيط الأطلسي بل في عواصم أوروبية بشأن الموقف الذي اتخذه (حزب العمال) وهو التصويت برفض اقتراح حكومي (بشأن سورية).
الى ذلك نفى جورج اوسبورون وزير الخزانة البريطاني اعتزام الحكومة البريطانية التقدم بطلب جديد لمجلس العموم للسماح للقوات البريطانية بالمشاركة في عمل عسكري محتمل ضد سورية.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ، قال اوسبورن الأحد: ‘لقد تكلم البرلمان (في هذا الشأن)’.
وفي أعقاب الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس السبت ، تعالت أصوات في بريطانيا مطالبة الحكومة الليبرالية المحافظة برئاسة ديفيد كاميرون بالتقدم بطلب جديد للبرلمان للموافقة على السماح للقوات البريطانية بالمشاركة في عمل عسكري محتمل ضد سورية.
وأوضح اوسبورن أن بلاده لن تشارك في مثل هذا العمل حتى وإن أظهر تقرير المفتشين الأمميين في واقعة استخدام غازات سامة في سورية حقائق جديدة.
كان أوباما رهن في خطاب أمس قيام الولايات المتحدة بشن ضربة عسكرية ضد سورية بموافقة الكونغرس.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس العموم البريطاني رفض ليلة الخميس الماضي الطلب المقدم من حكومة كاميرون للسماح للقوات البريطانية بالمشاركة في عمل عسكري ضد سورية.