الأمم المتحدة- “القدس العربي”: رحب المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا)، فيليب لازاريني، بنتائج تقرير المراجعة المستقلة بشأن التزام الوكالة بمبدأ الحيادية، وأكد أنه سيتعاون مع جميع الأطراف المعنية، بما فيها الدول المضيفة والدول المانحة لتنفيذ تلك التوصيات التي تخص الوكالة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده لازاريني في مقر الأمم المتحدة بمناسبة صدور تقرير اللجنة المستقلة التي راجعت مسألة حيادية ونزاهة الأونروا برئاسة وزيرة خارجية فرنسا السابقة كاثرين كولونا والذي صدر أمس الإثنين.
وأكد لازاريني أنه ملتزم بما جاء في التقرير ووصف حيادية الوكالة بأنها “أمر أساسي لقدرتها على الاستمرار في إنقاذ الأرواح”. وأضاف لازاريني تعليقا على التقرير “إن الأونروا ملتزمة التزاما راسخا بتطبيق قيم الأمم المتحدة ومبادئها الإنسانية. وستعمل على تنفيذ التوصيات الواردة في هذا التقرير وعلى زيادة تعزيز جهودنا واستجابتنا خلال واحدة من أصعب اللحظات في تاريخ الشعب الفلسطيني”.
وردا على سؤال “القدس العربي” حول تكرار التهم للوكالة منذ زمن بعيد بهدف تفكيكها وسحب الشرعية عنها، وكان آخرها اتهام المفوض العام السابق بيير كرينبول، بالفساد وانتهاك قوانين التوظيف والمحاباة، وبعد سنتين من التحقيق بُرئ من جميع التهم التي وجهت له، “فهل تتوقع أن تتم تبرئة الوكالة من التهم والاعتذار لها؟” قال لازاريني: “إن الوكالة لم تشهد في تاريخها على الإطلاق شيئا شبيها بمثل هذه الهجمات. لم تشهد مثل هذا الوضع حيث تقوم 18 دولة بمراجعة تمويلها للوكالة قبل نهاية التحقيق، ولم تتعرض الوكالة يوما لحملة مثل هذه الحملة التي تتعرض لها الآن من حيث الشراسة والاتساع”. وحول سؤال “القدس العربي” توجيه تهمة معاداة السامية لبعض الموظفين كما ورد في التقرير الذي أعدته اللجنة المستقلة، قال المفوض العام “نحن لم نوجه تهمة لأحد، والسؤال يجب أن يوجه للذين كتبوا التقرير وتحدثوا عن تهمة معاداة السامية”.
وقال المفوض العام إن اتصالات الوكالة مع أفراد من حركة حماس قد تتم في إطار التنسيق مع جميع القوى على الأرض لإيصال المساعدات وتوزيعها. وقال إن التواصل يتم مع جميع القوى لضمان سلامة موظفي الوكالة. وأكد أن عدد الذين فقدوا أرواحهم وصل الآن إلى 181 موظفا. وأضاف أن الوكالة منفتحة على أي تحقيق خارجي وعادة “عند زيارات الدول المانحة نتعرض لكثير من الأسئلة حول الميزانية وطرق صرفها”.
وقال ردا على سؤال حول التهم التي وجهها السفير الإسرائيلي للأونروا، يوم الأربعاء الماضي، في الجلسة التي خصصت لنفس الموضوع، إن الوكالة ستتبع ولايتها التي منحت لها من قبل الجمعية العامة، وهذه الهجمات على الوكالة “ذات طبيعة سياسية في الأساس، بهدف تجريد الفلسطينيين من حقهم في الدولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، وهذا ما يكرره السفير الإسرائيلي، وهذا ما يجب أن يتم بحثه في الأمم المتحدة عن تبعات تفكيك الأونروا والعواقب التي سيتركها مثل هذا التفكيك”.
وأكد لازاريني أنه سيتابع زياراته والبحث عن تمويل لتغطية العجز ليس فقط في الشرق الأوسط بل في أوروبا واليابان. وتمنى على بلاده إيطاليا أن تعيد النظر في قرار تجميد مساعداتها المالية للوكالة أسوة ببعض الدول التي تراجعت عن قرارها بتجميد التمويل. وأكد أنه سيزور موسكو قريبا لحضور اجتماع مجموعة دول “بريكس” الذي سيعقد هناك وسيخاطب الاجتماع لرفع نسبة تبرعاتهم للأونروا.
وأكد المفوض العام على أن الوكالة ملتزمة بالحيادية وستحافظ عليها لأن ذلك “أمر أساسي لقدرتنا على الاستمرار في إنقاذ الأرواح والمساهمة في التنمية البشرية للاجئي فلسطين في قطاع غزة في الوقت الذي يواجه فيه القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة، وفي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وسوريا ولبنان والأردن”.
2503451