باريس- “القدس العربي”:
توقفت صحيفة “لاكروا” الفرنسية عند جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، على يد فرقة اغتيال سعودية، بمناسبة مرور عام عليها، قائلة إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورغم جهوده لتحويل الانتباه، إلا أنه لا يزال في وضع حرج داخليا وخارجيا.
وتساءلت “لاكروا” إن كانت الإجراءات الأخيرة التي أعلنت عنها السعودية بفتحها باب التأشيرات السياحية للأجانب وغيرها من الإجراءات الأخرى التي تهدف إلى تلميع صورة الملك وولي عهدها الشاب كافية لمحو الواقع ؟ موضحة ً أنه وبعد عامين على اختيار محمد بن سلمان ولياً للعهد وعام على اغتيال جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، مازالت المملكة تكشف عن عيوبها.
وأوضحت “لاكروا” أنه على الصعيد الاقتصادي، فإن الهجمات الأخيرة على منشآت أرامكو وارتفاع أسعار وما تلاه من ارتفاع في أسعار النفط الخام، ذكّرت البلاد باعتمادها الكامل والشديد على النفط وافتقارها إلى المرونة الدولية. ويجد محمد بن سلمان الآن نفسه ملزماً بـ”تمويل هو نفسه لاستقرار سعر برميل النفط” كما يقول المؤرخ والمحلل السياسي نبيل مولين.
على الصعيد العسكري –تتابع الصحيفة الفرنسية– فإن نتائج كارثية أخرى حدثت لمحمد بن سلمان، حيث فشلت السعودية في هزيمة الحوثيين السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، بعد خمس سنوات من الحرب في اليمن، كما يوضح المحلل السياسي المختص في شؤون الشرق الأوسط سيبستيان بوسوا.
كما شُوِّهت الإجرءات التي قام بها من الدعاية حول حق المرأة في العمل أو القيادة، بسبب اعتقال وتعذيب العديد من الناشطات.
علاوة على ذلك، فإن النتائج الدبلوماسية للمملكة هزيلة، إذ لم يحقق الحصار المفروض على دولة قطر أي نتيجة تذكر. وأخيراً، يدرك محمد بن سلمان الآن أنه تحت المراقبة في واشنطن.
واعتبرت “لاكروا ” أن بن سلمان وبعد أن كان أمامه شارع مفتوح، لكنه نسف كل شيء، لأنه فضّل “طريقة القوة” للتطورات البطيئة والتوافقية التي كانت حتى ذلك الحين السمة المميزة للمملكة، وهو اليوم عالق في فخه الخاص.