بيروت ـ «القدس العربي»: تحمل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية ظهر اليوم الاثنين الرقم 6 في سلسلة الجلسات التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري من دون أن تنجح في إنجاز عملية الانتخاب بسبب اصرار حزب الله وتكتل التغيير والاصلاح على تعطيل النصاب القانوني نظراً لعدم اكتمال فرصة فوز النائب ميشال عون بالرئاسة الاولى واستمرار ترشح كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعضو جبهة النضال الوطني النائب هنري حلو ما يحول دون حصول العماد عون على اغلبية 65 صوتاً التي تؤهله للفوز.
وفي وقت ينتظر العماد عون نتائج الانفتاح بينه وبين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ، فإن الاخير الذي أبلغ عون أنه لا يضع فيتو على أي مرشح لا يزال بدوره ينتظر انفتاح عون على مسيحيي 14 آذار بإعتبار أنه لا يمكن لعون أن يطرح نفسه مرشحاً توافقياً وهو على خلاف مع حلفاء الحريري من مسيحيي 14 آذار من كتائب وقوات لبنانية. وكان عون أخذ بنصيحة حزب الله وقام بزيارة الرئيس نبيه بري الاسبوع الفائت لكسر الجفاء في العلاقة.فإستقبله بري وإستبقاه الى مائدة الغداء ووفق المعلومات فقد نصح بري زائره بالانفتاح على النائب وليد جنبلاط الذي كان عون انتقده قبل ايام ونزع عنه صفة «بيضة القبان»، واصفاً إياه بـ»البيضة الممودرة».
لكن جنبلاط يبدو أنه آخر شخص يريد وصول عون الى الرئاسة، وقد عبّر عن هذا الامر في احتفال المصالحة في بلدة بريح عندما إستهزأ بميشال عون الذي « نحلم به في الليل ليس كي يأتي « كما قال. وسارعت مصادر جنبلاط فور تلقيها خبر نصيحة بري الى عون الى القول «ان عون هو آخر ماروني يمكن ان يقبل به (وليد بك) ولا داعي لكي يدّق الجنرال ابواب قصر المختارة».
وفي رد على إمكان طلب عون دعم الزعيم الدرزي، أكد النائب جنبلاط أنه «لن يسحب ترشيح النائب هنري حلو حتى لو توافق الرئيس سعد الحريري مع العماد ميشال عون»، وقال «لن نقبل ككتلة (لقاء ديمقراطي) بتسوية على حساب حلو، وكل نائب عليه ان ينتخب ومن يحصل على عدد اصوات اكثر يفوز». واضاف» نحن نأخذ بعين الاعتبار ان العامل الخارجي أساسي ولكن اذا دخلنا بانتظار ما يسمى الحوار السعودي الإيراني او التسوية الإيرانية الأميركية قد يأخذ هذا الأمر بعض الوقت، إذا ما حدث».
من جهته، اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة الراعي انه «على مستوى حياتنا الوطنية في لبنان. الحقيقة هي الدستور، والمحبة هي الميثاق الوطني»، مشدداً على ان «عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية انتهاك خطير للحقيقة والدستور، يتسبب بشلل المؤسسات الدستورية».
ولفت في قداس الأحد الى ان «قيام حكومة تحل محل الرئيس لمدة غير محددة انتهاك خطير للمحبة والميثاق، إذ يقصى المكون المسيحي ـ الماروني عن الرئاسة الأولى. فلا المجلس النيابي يستطيع أن يقوم بوظيفته التشريعية، ولا الحكومة تجد السبيل إلى ممارسة صلاحياتها».
واضاف «إننا نصلي إلى الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان، أن يحرك بروحه القدوس ضمائر السادة النواب وعقولهم وقلوبهم لكي يعودوا إلى الحقيقة والمحبة، ويخرجوا البلاد من حالة البلبلة والانقسام والانشطار والشلل. نصلي لكي يدركوا مسؤوليتهم عن تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية التي تخنق المواطنين، وعن إزلالهم للشعب بتجويعه وتهجيره وإهماله، هو الذي وكل إليهم خدمة الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل إنسان، وعن انتهاك كرامة الوطن بحرمانه من رئيس يحمي الدستور ويسهر على وحدة الوطن، بقوة القسم، ويعطي شرعيته لكل المؤسسات ويحركها، مثلما يفعل الرأس بأعضاء الجسد».
سعد الياس