عندما ذهب بعض اعضاء جماعته بعيدا مفضلين استخدام العنف في فض النزاعات السياسية مع خصومهم وقاموا باغتيال النقراشي غضب المرشد العام الاستاذ حسن البنا وخاطبهم بقولته الشهيرة يومها: انتم لا اخوان ولا مسلمون !
اليوم ايضا من يطلق النار على ‘خير اجناد الارض’ في سيناء، لا يمكن ان يكون من ابناء الحركة الاسلامية وهو يدري او لا يدري انما يطلق النار على بوابة افريقيا كلها وعلى النافذة الاهم على آسيا وعلى النيل هبة السماء لمصر وعلى المتوسط والمتوسطية وعلى مثلث تلاقي الشرائع السماوية بامتياز، وبالتالي فهو يطلق النار على شخصية مصر، وعلى جمال حمدان الذي اغتالته ايادي الموساد لغاية في نفس يعقوب !
ليس مهما ان يكون ذلك يحصل بمبررات سياسية او امنية وسواء حصل ذلك بوعي او من دون وعي فالنتيجة واحدة !
اعرف ان تفاصيل الداخل المصري كثيرة ومتشعبة وان الكثيرين اليوم يسعون التسلل اليه في محاولة لحرف مسارات الثورة مرة او ركوب موجة صحوتها مرة اخرى وآخرين قد يدخلون لخلط الاوراق فيها لغاية في نفس يعقوب !
اصطفوا لجانب اي الميادين كما شئتم، وتناكفوا في شوارعها وازقتها ما راق لكم، وتعاطفوا او تضامنوا مع من شئتم من جماعات او احزاب او جبهات او تيارات سياسية او شعبية هنا او هناك، ولكن لا تنسوا ان تراقبوا فعل من فضلوا الصمت مرة والكلام المعسول الموزع على اصحاب اليمين واصحاب الشمال مرة اخرى للتشويش على الصورة الاصلية لشخصية مصر، وتحديدا لغاية في نفس يعقوب !
سموها ثورة شعبية مستمرة، او ‘قفوها’ عند شبهة الوقوع في منزلق ‘الانقلاب ‘ او النكوص بوعود البقاء على خط احترام المسارات الديمقراطية، وقولوا عنهم ما شئتم معجبين او مستنكرين، لكن عليكم الا تنسوا ابدا او تزيغ ابصاركم بانكم امام مصر جديدة بامتياز، مصر التي تتلمس شخصيتها النيلية المتوسطية الافريقية العربية الاسلامية التي حاول العدو الصهيوني على مدى الاربعة عقود الماضية، وتحديدا بعد اغتيال عبد الناصر اخراجها تماما من المشهد السياسي وتهميشها بل وشطبها من الجغرافيا السياسية وبالتآكيد واليقين لغاية في نفس يعقوب !
بهذه النظرة التفحصية التأملية المتوازية والمتوازنة فقط يمكنكم ويمكننا ادراك ما يحصل في مصر ما بعد 25 يناير والثلاثين من يونيو !
قد يشوش عليكم او علينا البعض بحرف ابصارنا نحو مسائل او وقائع مستغربة او متنافرة مع شخصية مصر كالقتل المباشر وبالرصاص الحي لابرياء هنا او هناك مدنيين مرة وعسكريين اخرى، او يظهر على شاشة الحدث خبر مفاجئ وسيئ مثل تبرئة رأس النظام السابق والكنز الاستراتيجي لاسرائيل على يد قاض مصري او يدخل الاسرائيلي على هذا المعسكر او ذاك مادحا او ذاما، او تفاجئوا بدخول هذا الطرف الاقليمي او ذاك لصالح هذا المعسكر او ذاك من المتعاركين في اطار جدول مربعات الداخل المصري، لكن ثقوا بان هذا جميعا لن يتمكن مهما صرف من بروباغندا من اعادة عقارب ساعة المصري الجديد الى الوراء، لان المصري الجديد بدأ يحسب ويعد وحداته الزمانية بساعة جمال حمدان ولا غير شاء من شاء وابى من ابى!
ثمة ثوابت لا ولن يقدر احد اي احد بعد اليوم انكارها على مصر الجديدة او مصادرتها من روحها وجسمها رغم عمق الجراح !
وتأكدوا بان لا احد سيخرج سالما من هذا الطوفان والاضطراب الذي تمر به مصر الان ويبقى فاعلا في ساحاتها الجديدة ناهيك ان يحكمها الا ذلك الذي سيحترم ويدين خاضعا للثوابت التالية مهما علا شأنه او ثقلت مكانته عسكريا كان او مدنيا: اولا: ان يقتنع بان شعوب هذه المنطقة ومصر في مقدمها هي شعوب متدينة وان بلادنا هي مهبط اديان ومهد حضارات وعبارة عن نسيج مؤمن بالفطرة ميال نحو التوحيد بالولادة، مضاد بطبيعته لكل انواع الشرك او العلمانية الملحدة.
ثانيا: ان يعتقد بان مجتمعاتنا ومصر في الطليعة منها مجتمعات مسلمة بالسلوك والطبائع ومليئة بالمخزون الحضاري المشترك، ايا كانت تعدديتها الثقافية ومن يكتشف اسلامه اليوم او انتظم في جماعة اسلامية حديثا، لا يحق له ان يمن علينا اسلامه، فهو مسلم لنفسه وعليه ان يعرف بان لهذا الدين ربا يحميه، واسلامه الحديث او الحداثي، لا يعطيه حق تكفير الآخرين او اخراج الناس من حواليه من الملة والدين مهما علا شأنه او تقدم في زعمه لفهم هذا الدين وانه لا يملك مفتاح تفسيره لوحده ابدا!
ثالثا: ان يعتقد بانه اذا كان صحيحا القول بان الانسان يظلل التاريخ والتاريخ يظلل الجغرافيا، الا ان الصحيح ايضا بان الجغرافيا السياسية قد تلعب في عصر من العصور الدور الاهم او الاول في رسم سمات المجتمعات، فالمجتمع المصري مثلا وان كان مسلما بالفعل لكنه افريقي الامتداد نيلي المسار آسيوي الديموغرافيا متوسطي الطباع بحكم موقعه الجيوسياسي، وبالتالي لا ينفع معه سياسة الحزب الواحد مطلقا او ان تساق مسيرته باتجاه واحد، مهما رفعنا منسوب قدسية هذا الاتجاه او حداثته او جدته، على صواب كان ذلك او على باطل !
رابعا: ان يعتقد بان القوات المسلحة في بلادنا قوات بالاصل وطنية بامتياز وتشكل سياجا حاميا للوطن وحارسا امينا له وجيش مصر في المقدمة من هذه الجيوش! خامسا: ان يعتقد بان مجتمعاتنا مجتمعات تعددية ومتنوعة وتشكل لوحة جميلة وبديعة من اقوام وطوائف ومذاهب ومدارس فكرية تدين جميعها بالفطرة للخالق الواحد ومصر في المقدمة، ما لم يدخل عليها كاره حاقد او متعصب اعمى!
سادسا: ان يعتقد بان لا حاكم ولا نظام حكم قادرا على البقاء طويلا على كرسي الحكم من دون ادراك عميق لكل ما سبق وهو الكفيل وحده بان يفضي به الى بلورة ‘المشروعية’ المبتغاة وتاليا ‘المقبولية’ التي يريد ويسعى، وذلك لن يحصل من دون دعم واسناد جمهور واسع من العامة والا فلينتظر فعل وآثار الحديث الشريف على ارض الواقع ان عاجلااو آجلا: ‘الحكم يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم ‘ !
اخيرا وليس آخرا فان هذه الثوابت تفعل فعلها مع الجميع دون استثناء ولم تأت لصالح هذا دون ذاك لانها سنن كونية في العمل السياسي فعلت فعلها في التاريخ القديم مع الجميع وكما لم تكن يوما ماركة مسجلة باسم احد فانها لن تكون ملك احد من القادة او حكرا على احد من التيارات الحزبية او الفئات السياسية دون غيرها!
مقال رائع متوازن
ذكرنا بمقالات الكبير عبدالباري عطوان
نتمني على من بيده زمام الامور ان يكون
يعى متطلبات هذه المرحله المحيره
التي نتمني الا تطول
اخيرا الشكر للسيد محمد صادق الحسينى
اخيرا الشكر للسيد محمد صادق الحسينى
كلام جميل لكنه يكشف عن اهداف الكاتب احقيقية !! انه يريد مصر كيانا منفصلا عن امته العربية ورائدا لنهضتها وهكذا ينفسح المجال امام الأيرانيون !!. الكل هذه الأيام يغني على ما يهوى من الاسلاميين وحتى اقصى اصناف العلمانيين والقوميين!!. ك الله يا أمة العرب!!
مقال رائع متوازن.. الشكر ل محمد الحسينى
..
مصر يقطنها حوالى 85 مليون مسلم ما يوازى 95% من سكانها فلماذا لا تكون دولة مسلمة؟ فهو الدين الذى ارتضاه لنا رب البريه ولا يصح ألا نطبقه فى شئون حياتنا كلها ولهذا شرع لنا تحقيقا ل لا إله إلا الله.
شكرا على هذا المقال