لا تسارعوا الى الهجوم

حجم الخط
1

قبل جعل براك اوباما خرقة بالية، تشمبرلين، رئيسا للقوة العظمى الاهم في العالم الذي لا يفي بكلمته، يجدر التذكير والتذكر للخلفية. فالدول الاوروبية في حالة ضغط. مئات الشباب من بريطانيا، بلجيكيا، فرنسا وغيرها، وصلوا الى سورية. وهم لم ينضموا الى كفاح من اجل حقوق الانسان والديمقراطية. انضموا الى كفاح من أجل اقامة خلافة اسلامية على النمط الايراني وبالصيغة السُنية. وهذا ليس فقط الطبيب المسلم البريطاني الذي وصل الى مقر احدى جماعات الجهاد، حين كان من مهامه قطع رؤوس المعارضين. وهذه ليست فقط الام البلجيكية التي تهتف لاجهزة الامن في بلادها أن ‘انقذوا ابني الذي أسلم وأصبح جهاديا’. فهي تعرف انه عندما يعود، مع مئات الشباب الاخرين، فانهم سيكونون الجيش الطليعي للجهاد في اوروبا.
لا يعرف أحد ماهو توزيع القوة الحقيقي في أوساط قوى المعارضة. الواضح هو أن للاسلاميين قوة هائلة. قد يكونوا 20 في المائة. ربما 40. ربما أكثر. لكن هذا لا يغير في الامر من شيء. ففي اللحظة التي يكونوا فيها في طرف المنتصرين، تكون القصة ضاعت. ولان الحديث يدور عن جهاديين فلا حاجة الى الاغلبية. ثمة حاجة الى اقلية تنجح في فرض نظام اللظى على الآخرين. في اماكن معينة في سورية هذا يحصل منذ الان.
في هذه القصة لا يوجد أولياء. يوجد فقط أنذال ومفترسين، وليس مهما من هو من. بين كل الجماعات، نظام الاسد فظيع ورهيب. فهو يرتكب جرائم حرب. وهو مدعوم من ايران وحزب الله، ولكن ليس واضحا انه هو الاسوأ. لانه في الشرق الاوسط، مثلما في الشرق الاوسط، البديل بشكل عام، هو أسوأ. في مصر باتوا يتوقون لمبارك. وبعد أشهر غير كثيرة، يحتمل، ان يتوق السوريون للاسد. وبعد ضابط الاستخبارات الاسرائيلية الولايات المتحدة الرسمية ايضا تعترف بان الخط الاحمر قد تم اجتيازه.
غير أنه في الاشهر الماضية تغيرت الظروف أيضا. لقد كان واضحا منذ عدة اشهر بان المعارضة الجهادية ليست اقلية بائسة. اما الان فقد بات هذا واضحا أكثر. وما سيفعله هؤلاء الجهاديون لسورية قد يجعل النكبة الفلسطينية حدثا انسانيا بين أحداث كل الازمنة.
لقد سبق لاوباما أن ارتكب كل الاخطاء الممكنة في القصة المصرية وساعد في رفع الاخوان المسلمين الى الحكم. فهل نريد سيناريو متكرر؟ أم لا، هذا لن يكون سيناريو متكررا. هؤلاء لن يكونوا الاخوان، بل الجهاديون الذين سيتولون الحكم. وحمام الدماء الحالي سيكون صفرا مقارنة مع الحمام الدموي الذي سيكون هناك ضد كل من ليس مثلهم. وبدلا من حزب الله فقط سنحصل ايضا على القاعدة.
اوباما وعد. وهو قد يظهر ككلب ينبح اذا لم يتدخل. وفي اسرائيل ثمة من يسارع الى الادعاء انه اذا لم يتدخل في سوريا فورا، فانه لن يفي بكلمته بالنسبة لايران ايضا. وهذه ليست ذات القصة. وهذه ليست ذات الظروف. وعليه اذا لم تكن هناك معلومات سرية تبرر التدخل، فمن الافضل لاوباما بان يشرح بان الظروف تغيرت وانه لا يوجد اي سبب في العالم يدعوه لان يدعم رفع الجهاديين الى الحكم. احيانا، احيانا فقط، لا حاجة للزعماء ان يفوا بما وعدوا به. القصة السورية على ما يبدو هي حالة كهذه.

معاريف 28/4/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ياسين حريري:

    من المسؤل ؟ من جعل من اوباما وامريكا خرقة بالية الجهاديون ام نتنياهو الذي لم يعطي لاوبما ووراءه مصداقية امريكا بتجميد الاستيطان لمدة تسعين يوما لا اكثر ؟ من الذي جعل امريكا ورؤساءها خرق بالية .الجهاديون ام نتنياهو الذي رفض تخفيف الحصار عن اهل غزة لابعاد فكرة السجن الجماعي او معسكرات الاعتقال حتى يبقى بعض الشيء من الاخلاقية اراد اوباما ان ينفخ فيها الحياة بعد المغامرات التي دفعتم بوش الابن اليها ؟ الجهاديون هم مصيبة على مجتمعاتهم قبل ان يكونوا كذلك على العالم ولكن من اوجد المناخ لتفريخ هذه المصيبة اليست هي عنصريتكم واعتباركم لاهل منطقتكم انهم ” ما دون البشر ” كما يفكر به جمعكم وصرح به علانية رئيس وزرائكم . صهيونيتكم وجهاديتهم مصيبتان لم تقعا فقط على المنطقة او امريكا بل وعلى العالم بأكمله .

إشترك في قائمتنا البريدية