«نظام بشار الأسد تعلم الدرس جيداً من الثورة، وفيما لو بقي في السلطة بعد مفاوضات توافقية مع المعارضة، لن يحكم بالطريقة المخابراتية القديمة». مثل هذه الأكاذيب والترّهات نسمعها كثيراً هذه الأيام من القوى الحليفة لبشار الأسد التي تريد حلاً سياسياً توافقياً بين النظام والمعارضة. وأول الذين يقولون مثل هذا الكلام روسيا وإيران. لكن هل يمكن أن نصدق مثل هذه الوعود؟ بالطبع لا. فكل من يصدقها يجب ألا يلوم غير نفسه بناء على التجارب التاريخية وطبيعة النظام الحاكم في سوريا ونوعية أشخاصه الدمويين الذين استمرأوا القتل والإجرام والدوس على كرامات الشعب السوري منذ عقود. وصدق من قال إن الحمل يجب ألا يأمن جانب الذئب مهما قدم له من وعود معسولة.
أيها السوريون: فيما لو عاد النظام إلى السلطة بشرعية جديدة، فاعلموا أنه لن يحكمكم بطريقة جديدة، كما يوعدكم بعض المخادعين، بل سينتقم منكم تحت حجج وذرائع عديدة ومختلفة. سينتقم بشكل وحشي مرعب من كل من حمل السلاح ضده. فكيف سيغفر النظام لمن حاربه بالسلاح، إذا كان قد حرق، وصادر، ولاحق الإعلاميين والمعارضين المسالمين الذين عارضوه بالكلمة فقط، فلفّق لهم التهم السخيفة كالإرهاب وتصنيع القنابل الانشطارية وحفر الأنفاق، وعاقبهم أشد عقاب، واعتدى على أهلهم، وصادر أملاكهم فقط لأنهم أقارب شخص أيد الثورة.
وليتذكر السوريون القوانين التي أصدرها حافظ الأسد ضد حركة الإخوان المسلمين التي عارضته كالقانون 49 الذي أتاح له الاستيلاء على كل أملاكهم في سوريا، لا بل أعدم بموجب ذلك القانون كل من ينتمي إلى الحركة أو يؤيدها بعد أن نجح في إخمادها. والقانون مازال سارياً حتى هذه اللحظة بالرغم من كل ما حدث في سوريا. ولو عاد النظام ضمن صفقة جديدة، فإنه سيصدر عشرات القوانين المشابهة لقانون 49 بحق كل من عارضه ولو بالكلام. وكي لا يبدو ما نقوله جزافاً، يمكن تأكيده من خلال تصريحات رأس النظام نفسه والمحيطين به. فبشار الأسد وحلفه في الداخل والخارج، ورغم كل هزائمه، مازال متمسكاً فقط بالحسم العسكري ضد حاملي السلاح وغيرهم. وهذا ما أكده حرفياً المبعوث الدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي الذي قال حرفياً في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية: «إن بشار وجماعته لا يؤمنون بأي حوار مع كل من يخالفهم الرأي، وهم مصممون على دحر كل معارضيهم بقوة السلاح».
وقبل أيام فقط قال بشار الأسد لكبار ضباطه في اجتماعه معهم حرفياً: «لقد تعب الجميع، فاصبروا معي فقط حتى نهاية الـ 2015 وبعدها سنبدأ باستعادة موقعنا عبر إزعاج الدول وتهديد مصالحها فتجبر على إعادة التعامل معنا بعد أن يئست من إيجاد البديل».
وقبل أشهر فقط صرح أحد كبار ضباط الأمن في سوريا بأن النظام قادر على الصمود لعشر سنوات قادمة، وهو واثق من الانتصار على الثورة. وعندها سيتهم النظام كل من عارضه بالكلام أو بالسلاح بأنه المسؤول الأول والأخير عن تدمير سوريا، وبأن النظام يستحق الاستمرار في الحكم بطريقة صارمة لأنه انتصر على «الإرهابيين» حسب تصريح المسؤول الأمني الكبير.
لهذا كل من يعتقد أن النظام سيعود بروح ونفسية جديدة، فيما لو حصل على شرعية جديدة من خلال تقاسم السلطة مع المعارضة، فإنه يخدع نفسه. وليتذكر السوريون ما فعله نظام تشاوسيسكو في رومانيا بعد أن تمكن من العودة إلى السلطة بعد الثورة. لقد فعل الأفاعيل بالرومانيين، وأذاقهم كل أنواع الانتقام لعقد كامل بعد الثورة. وكي لا نذهب بعيداً: فلينظر السوريون ماذا فعل جنرالات الجزائر بعد أن عادوا إلى السلطة بشرعية جديدة بعد ثورة التسعينات. ولينظروا أيضاً إلى التجربة المصرية الآن بعد أن عاد نظام مبارك بشرعية ووجوه جديدة. لقد بات الكثير من المصريين يترحمون على أيام مبارك الخوالي. ولو قارنا مساحة الحرية في عهد مبارك قبل الثورة بمساحة الحرية بعد أن عاد نظام مبارك بشكل جديد، سنجد أن المساحة ضاقت إلى حدودها الدنيا. وقد باتت تهمة «الإرهاب» سلاحاً يشهره النظام الجديد في وجه حتى الفنانين الذين يعبرون عن رأي بسيط، كما حصل مع خالد أبو النجا قبل أسابيع، حيث جعلوه يلعن الساعة التي تجرأ فيها على انتقاد النظام الجديد انتقاداً خفيفاً. ولا ننسى قوانين المحاكمات العسكرية الجديدة والمكارثية الرهيبة ضد الإسلاميين أو أي صوت معارض آخر. وما نراه في مصر الآن سيكون مجرد لعب عيال مقارنة بما سيحدث في سوريا، فيما لو تمكن النظام من العودة بشرعية جديدة، خاصة وأنه ليس هناك في القرن العشرين نظام يضاهي النظام السوري من حيث الحقد والوحشية والهمجية والفاشية والمكارثية. تذكروا فقط أنه دمر وطناً اسمه سوريا، وشرد شعبه كي يبقى في السلطة، فكيف تتوقعون منه أن يصالح الشعب فيما لو تمكّن من رقبة سوريا من جديد؟
٭ كاتب واعلامي سوري
[email protected]
د. فيصل القاسم
سيندم السوريين كما هم الان عن ايام الاسد الخوالي
الأسد دميه في يد ايران وروسيا
انت يا اخ فيصل القاسم ما لك ذيل ممكن نمسكك منه تابعت حواراتك على مدى العشر سنوات الماضية وكللهل بلا استثناء مواقفك متناقضة ومتخبطة وساعة شمال وساعتين يمين
صباح الخير دكتور فيصل
كل ماقلته صحيح 000 لكن الحقيقة التي يجب علينا إدراكها بأن سوريا أصبحت ذكرى من الماضي وعلى أرض الواقع لم يبقى بلد إسمه سوريا وأنت تعلم جيداً ماأعنيه 000 ولن تعود أبدا إلى الخارطة يوماً 000 وما سيعود ربما اسماء جديدة لبلدان وليدة القرن ال 21 تضم أجزاءً من سوريا وسيبقى بشار صورة في الواجهة حتى يتلاشى وجوده بدون إنتباه كما تتلاشى كومات الثلج التي ظهر يلعب بها مع أولاده !!!وأنت تشاطرني الراي حتما أن بشار لم يعد مهما فيما لو راح أو بقي إنما المهم كيف يمكن إعادة بلد إسمه سوريا للخارطة من جديد ومن يستطيع في العالم فعل ذلك ؟؟؟والله أعلم بقادمات الأيام0
من يفاوض النظام لا يمون على اصغر مجاهد على ارض الرباط فليفاوضو كما يريدون فهم لا وجود لهم في سوريا و لا احد يعترف بهم سوى الغرب
كأن إيران غير منهكة والحكومة الشيعية في بغداد غير منهارة عسكريا واقتصاديا وسياسيا وكأن روسيا لاتترنح من العقوبات الاقتصادية و العزلة . لينتظرفقط انهيار جديد لاسعار النفط حيث يعتمد عليه اقتصاد حلفاءه الثلاثة ليرى نفسه ماذا سيحل به وبحلفائه في نهاية 2015 …
واللهً كلامك يا دكتور ليس له أصل بالتاريخ ، والتاريخ يقول العكس من تطلعاتك وتخميناتك ، سوريا بدون الأسد او رجل مدعوم من القوة الشرقية الغير متوافقة مع الإمبريالية الامريكية سوف تكون موقع استطلاع إضافي لإسرائيل وأمريكا ، في رحلتهم لتهويد الشرق الأوسط بحسب الخطة الصهيونية من الفرات الى كل مكان!!!!
كلنا متفقون على دكتاتورية بشار الأسد، ورغم ذلك فله مؤيدون كثر ، هذه المعادلة هي التي لاترجح الكفة لأي طرف في الصراع الدائر في سوريا، وكل يوم مزيد من الضحايا الأبرياء، المشكلة هي وجود هوة كبيرة بين النخب السياسية والشعب المسكين حكومة ومعارضة، إن أنجح الثورات هي التونسية لماذا ،، لأن الأغلبية الساحقة ضد النظام السابق، شئنا أم أبينا الشعب السوري منقسم الى النصف مؤيد ومعارض والليبي واليمني والمصري,, للنظر الى حال العراق اليوم ، اللهم فرج على الشعب السوري المسكين امين يارب العالمين
تحية كبيرة للأخ فيصل المواطن العربي الشريف المعبر عن مشاعرنا ووجداننا
سواء في برنامجك الشيق الإتجاه المعاكس أو في الكتابة.
انا ابحث عن سوريا التي اعتدنا على ان ندخلها ونعيش فيها من دون تأشيرة ولا مضايقات .. لا اعتقد ان قوى المعارضة التي تنوي اليوم اسقاط النظام قادرة على خلق وضع افضل مما كان