لا خِيار لنا

ربما أبدأ مقال اليوم حيث انتهى مقال الأسبوع الماضي، بالسؤال: هل يمكن للدين كمنظومة فكرية أن تتحرر من التزامها بدقائق الأمور تاركة هذه الأمور الصغيرة للبشر تحريراً لهم وتحميلاً إياهم لنتائج قراراتهم لتتجه لما هو أعظم وأسمى؟ وربما السؤال الأكثر إلحاحاً هو: هل لنا خيار فعلي في ذلك؟ إن أقوى محرك للأمور البشرية هو -بلا شك- العامل الاقتصادي، واليوم لا يمكن للاقتصاد، لا كفلسفة ولا كمنظومة مطبقة على أرض الواقع، أن يتواءم مع تدخل التفسيرات الدينية المحافظة المنغلقة، وأن يتماشى وأساليب المعيشة التقليدية التي كان يمكن لها أن تعتمد على مدخول الرجل فقط في الأسر المتوسطة والمنخفضة الدخل. اليوم، أصبحت الحاجة المادية والتطلع الرفاهي دافعين مهمين في تحرير المرأة على سبيل المثال، ما سيدفع بالنساء، اختياراً أو قسراً، إلى العمل خارج المنزل، وما سيغير من الديناميكية الداخلية في البيت ويوزع الأدوار بشكل يقترب ببطء من العدالة المعقولة ولو بعد حين، وما يزيد من قوة المرأة الأسرية ويفعّل قراراتها ويعطي لآرائها قيمة بقيمة المدخول الذي تجلبه لأسرتها. نعم، للأسف، المعادلة هي كذلك، فعلى قدر ما تساهم اقتصادياً تكون شريكاً في صنع القرار.
لست ألح بذلك على ضرورة عمل كل النساء خارج المنزل. في الواقع، أحمل تقديراً كبيراً للتضحية النسائية الكبيرة التي تختارها صاحبتها في أن تبقى في بيتها لتربي الأولاد، لا شيء يعادل هذه التضحية الحياتية، كما أن هذه التي تقدم على هذا الاختيار، لها في الواقع الحق في نصف مدخول أسرتها على اعتبار أنها تحمل نصف مسؤوليتها، النصف الأكبر والأثقل في الواقع. إلا أن مجتمعاتنا لا تنظر إلى الموضوع من هذه الزاوية، ولا تعتبر ربة البيت شريكة في المدخول، بل وبكل أسف، هي معالة أخرى واقعة تحت وصاية «صاحب الدخل» كما هي حال الأبناء. لذا، أحمد الظروف الاقتصادية التي دفعت بالأسر لأن تُفَعّل عمل الطرفين، الرجل والمرأة، حتى تبدأ العدالة في أخذ مجراها، وحتى تشعر المرأة بقيمة مضافة إلى حياتها من خلال إنجازاتها خارج بيتها، وكذلك بقوتها في أسرتها وبأحقيتها في صنع القرار.
ليس الدافع المادي هو الوحيد الذي سيقسرنا على تحرير الدين من دقائق الأمور وإيعازها إلى البشر ليقرروها بأنفسهم، فهناك كثير من الجوانب الحياتية الأخرى التي ستجعل من استمرار تدخل القراءات الدينية باختلافاتها الشاسعة عقبة كبيرة في طريق التطور. لقد تطورت الحياة الاجتماعية عموماً وتغيرت مفاهيمها جذرياً بما يصعب من تدخل القراءات الدينية في دقائقها.
مثال على ذلك، إعاقة هذه القراءات لسلاسة العلاقة بين الرجل والمرأة وللحاجة إلى تواجدهما اختلاطاً في الأماكن الحياتية المختلفة. المنظومة المدنية لا تقل تعقيداً كذلك، بل تزيد في اغترابها عن الفهم الديني ككل، فالحياة المدنية بقوانينها ومؤسساتها، خصوصاً التعليمية، وأنظمتها الإدارية كالحكومة والمجالس النيابية، كلها تقع خارج الفكر الديني، وفي أحايين كثيرة في تضاد مع قراءاته التقليدية. المدرسة على سبيل المثال تشجع، في الدولة المدنية، التفكير النقدي والتشكك والبحث والتساؤل، في حين أن المنظومة الدينية تعتمد على التصديق المطلق وحرمة السؤال المتمادي المفتوح. البرلمانات المدنية تقوم على الديمقراطية التي تحرمها كثير من القراءات الدينية لصالح «الشورى» التي تدفع بها هذه القراءات في مواجهة مع الفكر الديمقراطي الحديث. الحكومة المدنية الحديثة لا يجب أن تعتمد أي نظام شمولي، والشعوب المعاصرة هي مقاومة –بطبيعتها- للأنظمة الشمولية الدكتاتورية، في حين أن الحكم الديني التقليدي هو لشخص واحد يفترض أنه يخلف الخالق على الأرض. وماذا عن كل الجديد الخارق في مجال العلم والتكنولوجيا؟ كيف سيتعامل الدين معها مشرعاً ومحرماً ومحللاً لها؟ وهكذا هي التفاصيل الحياتية المدنية، كلها تختلف جذرياً والقراءات الدينية التقليدية، وكلها تتضارب بعمق مع الرؤى العقائدية القديمة، والإصرار على تجاور الاثنتين، كما يحدث في دولنا، سينتهي إلى تبديد كثير من الجهد والوقت والطاقات في صراعات أيديولوجية لا طائل منها، تماماً مثلما يحدث عندنا الآن.
ليس السؤال هو هل يمكن أن يتحرر الدين من صغائر الأمور ويسلمها للبشر ليتولوا هم صياغتها مفسحين المجال للدين التعامل مع الأحداث العظيمة، فهذا السؤال تحصيل حاصل، سبق أن رأينا حالات تحريرية ناجحة للدين، لم تقصه ولم تورطه، لم تكمم به الأفواه ولم تقلل من مكانته في المجتمع. السؤال الحقيقي هو هل لنا خيار في تحرير الدين والالتزام بأمور دنيانا؟ الجواب في رأيي لا، لا خيار لنا في ذلك، طال الزمان أم قصر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سلام عادل(المانيا):

    تحية للدكتورة ابتهال وللجميع
    اعتقد ان الحل هو بوجود دولة قوية تستند الى دستور وقوانين تطبق على الجميع من خلالها تستطيع تحييد رجال الدين بمعنى اخر قصقصة اجنحتهم فهم بكل الاحوال لن يتنازلوا عن مكانتهم الاجتماعية التي بنيت منذ قرون بسبب الجهل والتخلف الذي كان سائدا في بلداننا ومن ثم التحالف المقدس بينهم وبين العوائل الحاكمة او المتسلطة او بعض الحكومات الضعيفة وكذلك شيوخ العشائر

  2. يقول تونس الفتاة:

    انا قلت سابقا أن الدين الاسلامى واجب عليه التحرر من الشوائب التى علقت به منذ أكثر من 1400 سنة نتيجة استعمال النقل وليس استعمال العقل …..والا سوف يلقى مصير المسيحية و اليهودية…اى التجاوز ….وهذا لا مجال للشك فيه طال الزمان أو قصر و التجاوز كما تعلمون قد بدأ فعليا و على أرض الواقع وأكبر دليل هو هذا النقاش الحر ….
    يجب إرجاع الدين إلى وظيفته الإيمانية التعبدية في ايطار علاقة بين العبد و ربه فقط لا غير و ترك الإنسانية تدبر أمور الدنيا وفق العصر الذى نعيش فيه ووفق التطور الثقافى و الاقتصادى و السياسي و الاجتماعى….بقوانين تحمى المعتقدات من تسلط الجماعة على الفرد و تحمى الاختلاف بين أفراد المجتمع ….وهذا الايطار هو و بكل وضوح ايطار مدنى علمانى…..وحتى أشد المعادين للعلمانية عندما يقع واضطهادهم و التسلط على معتقداتهم….يهربون الى الدول العلمانية …مشيا عن الأقدام و سباحة على الظهر و طيران باجنحة النعام ….ليجدوا الحرية التى تسمح لهم حتى لانتقادات ( للنظام العلمانى ) و الحماية الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الاحترام والتقدير و عيش معتقداتهم كما يحلوا لهم و لكن فى ايطار احترام الاختلاف ….أليس كذالك …؟

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      بكل صراحة وليكن صدرك واسع معي اليوم .. أجد صعوبة بالغة في فهم تعليقاتك الكثيرة .. لا أراها مرتكزة على فراديات أو منطلقات لا تتحول مع تحول الموضوع .. بحيث يمكن للمرأ رأية ذلك الخيط الدي يربط بين تعليقاتك كلها ..
      .
      مثلا و كما سبق، نراك تدافع عن حقوق المرأة .. ثم نراك تكتب صيغة شتيمة للرجال لكن بصيغة المأنث .. (رجال ليسوا اسودا بل لبؤات ..) ..
      .
      تعليقك اليوم فيه شيئ لا أستطيع فهمه تحت ضؤو ء آراء تعليقاتك الكثيرة ..
      .
      جملتك: ” .. و التجاوز كما تعلمون قد بدأ فعليا و على أرض الواقع وأكبر دليل هو هذا النقاش الحر .. “.
      .
      منطلقك اذا ان الأمر السوي هو عدم تجاوز الدين .. كما وقع للمسيحية و اليهودية .. و تكتب ناصحا أن الاسلام يجب أن يتجنب هذا من أجل دور فعال إيجابي في المجتمع .. لكن .. لكن .. أعطيت مثالا على التجاوز الدي بدأ و هو نقاشنا اليـــــوم … بمعنى هذا النقاش هو شأم و غير سوي عند المسلمين في مجتمع ممتاز .. و إلا لما استعملت هذا المثال لإظهار وضع سلبي “تجاوز الدين ..” ..
      .
      لمذا ترى حرية النقاش أمر ضد تواجد الدين؟
      و لماذا ترى أن يستدرك الاسلام الأمر ..كي لا يكون هناك نقاش حر هو دليل على بداية تجاوز الدين؟
      أليس هذا يعترض مع افكار التحرر التي توجد في تعليقاتك حد الثخمة؟

    2. يقول علي:

      الوحي الإلهي يظل ثابتا وراسخا لأنه كلام رب العالمين، وقد صنع حضارة غير مسبوقة، وهو محفوظ بأمر من أنزله جل وعلا.أما العلمانيةفهي أداة الاستعمار والعنصرية والإسلاموفوبيا. لا تفرضوا علينا دين العلمانية لأننا نرفضها، ولا نؤمن ببعض الكتاب ولا نكفر ببعض. ابحثوا عن الحرية ، والتخلص من العساكر القتلة والمناشير الأوغاد الذين يحولون بين الشعوب وبين العمل والإبداع والمشاركة في الحضارة الإنسانية.

  3. يقول سلام عادل(المانيا):

    الاخ فؤاد مهاني
    لا يوجد قانون او منهج صالح لكل زمان ومكان ولناخذ مثالا من القران فما سبب وجود عدة المتوفي زوجها او المطلفة (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ )،والمدة هي لمعرفة ان كانت زوجة المتوفي حامل او ليست بحامل والطب والعلم الحديث بدقائق معدودات يعطينا النتيجة ولكن الامر في زمانهم كان مقبول وصحيح رغم ان الحمل لا يمكن ان ينسب للمتوفي 100% فهناك حالات خيانة او اغتصاب وكذلك رؤية الهلال بالعين المجردة لا تصلح لزماننا وهناك الكثير
    تعقباتي على ارائك من اجل ايضاح الحقيقة وليست مشاكسة او امر شخصي للتوضيح

  4. يقول غادة الشاويش _بيروت سابقا عمان حاليا:

    ٢. في المسيحية عليك ان تطيع السلطة الظالمة وتؤدي لها الجزية ما دام (الله هو من قدر وجود هذه السلطات )وترك الحكم للسلطةوهو ما ولد ازمة الانفصام التاريخي عن الدين في اوروبا القرون الوسطى وولدعلمانية متطرفة تنظر الى الدين كسرطان اخلاقي معاد للحرية والعقل
    ٣. في المدرسة الشيعيةائمة معصومون عن الخطا منصوص عليهم بان لهم حق حكم الامة الاسلامية من الله وعددهم ١٢!اخرهم المهدي المعصوم الغائب لانه لايخلو زمان من امام معصوم !ولهذاتاخرت المدرسة الشيعية كثيرا في الثورة على الظلم فحرمت الجهاد الا ان ظهرالمعصوم انتج هذا سلبية دينية في سحق الظلم حتى اجاز الخميني نيابة غير المعصوم عن الامام المهدي المعصوم ونشر فكرة الولي الفقيه التي يؤمن بها انصار طهران ولهذاليس من العدل المساواة بين نظام مدني تقدمي قائم على ايجاد اغلبية مؤيدة للشريعة بالحوار والاقناع و يترشح منهاخبير قانوني بتشريعات الاسلام (مجتهد مطلق )ويحكم ويفرزمجلس يسمى في الفقه بمجلس الحل والعقد وفيه كبار الخبراء القانويين المنتخبين للدستور والتشريع !مع حفظ حقوق الاقليات الدينية في مرجعيات تشريعية تتفق وثقافتهم فليس حكم فرد بل للامة ان تعزله ان خالف الدستور والتعيين ممنوع ولا يكتسب الشرعية الا ببيعة الاغلبية !

  5. يقول سلام عادل(المانيا):

    الاخ المغربي
    .انتم أدرى بأمور دنياكم. هل تعتقد ان الواقع ينطبق على حديثك النبوي وقد يكون صحيحا او ليست كذلك ومع ذلك هناك الكثير من الايات القرانية تتدخل بامور دنيانا وكذلك غيرها من الاحاديث وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا وبغض النظر عن تفسير كلمة اضربوهن

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      الضرب له معاني عديدة .. لكن للأسف نجد فقهاءنا الأعزاء أخذوا المعنى الغير الإنساني .. و لكي يجدون راحة البال .. أخذوا في وصف الضرب على أنه خفيف .. و لا يألم .. الخ .. عوض أن يقولوا ان الله تعالى .. الرحمن الرحيم .. الرحيل بعباده لن يشرع للرجل أن يألم زوجته .. و هي سكن له .. فكيف تكون سكن إذا ..
      .
      المشكل دائما و أبدا عند الفقهاء هو اعتبار القرآن أنه مجموعة أجزاء .. و ليس جزء واحد متناسق لا يمكن أن يعارض بعضه البعض الآخر ..
      .
      إليكم شرح وافي لهذه المسأل من المفكر محمد شحرور .. سوف ترون أين مشكلتنا فعلا .. و اتمنى من الناشر الجميل أن ينشر التعليق كله لأهمية الموضوع.
      ————————————–
      .
      يتبع رجا ء ا 1

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      لقد حدث لغط كبير حول آية القوامة وضرب المرأة استناداً لقوله تعالى {واضربوهن}. هنا أؤكد أن للضرب معانٍ كثيرة:
      الضرب بالمفهوم الفيزيائي: لم يرد في التنزيل الحكيم إلا إذا كان مخصصاً، فالضرب على كامل الوجه هو الصك {فصكت وجهها} والضرب بالعصا أو باليد من الخلف إلى الأمام هو الوكز {فوكزه موسى فقضى عليه} والضرب من الأعلى إلى الأسفل هو الهش {أهش بها على غنمي}، والجذب مع الأخذ والقبض هو السفع {لنسفعاً بالناصية}، وفي اللغة نجد مفردات أخرى فالضرب على الرقبة هو (الصفع)، والضرب بالقدم إلى الأمام هو (الركل)، والضرب بالقدم للخلف هو (الرفس). أي إذا أردنا أن نقوم بفعل الضرب بالمعنى الفيزيائي فيجب أن نقوم بكل هذه الأفعال مجتمعة وما نشاء منها.
      أما ضرب في التنزيل الحكيم فقد استعملت بمعانٍ عديدة بعيدة عن الضرب الفيزيائي وهي:
      – {ضرب الله مثلا للذين آمنوا} ضرب المثل.
      – {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله} يسافرون للعمل والرزق.
      – {إذا ضربتم في سبيل الله} أيضاً بمعنى سافرتم وقد تكون للجهاد.
      – وهنا نوضح معنى{ولا يضربن بأرجلهن ليعلم مايبدين من زينتهن} الضرب هنا هو ممارسة عمل تظهر المرأة فيه زينتها المخفية، وهو ما نقول عنه الآن (التعري – ستربتيز) ولاعلاقة للخلخال بذلك.
      .
      يتبع رجا ء ا 2

    3. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      نأت إلى {واضربوهن} في آية القوامة فقد تناسى البعض أننا في اللسان العربي نستخدم (ضرب) بعدة معاني، مثل ضرب مثلاً، وضرب النقود، والضريبة بمعنى ما يضرب على الإنسان مقابل خدمة ما أو كسب معين، وضرب بيد من حديد أي اتخذ إجراءً صارماً، فاختار السادة الفقهاء الضرب الفيزيائي، ولتخريجها قالوا ضرباً خفيفاً غير مبرح لدرجة أنهم خرَّجوها بأن يكون الضرب كالمداعبة. ويقول أبو داوود في سننه : إن بعض الصحابة فهم من {واضربوهن} هذا المعنى المباشر، لكن الرسول الأعظم خرج إليهم قائلاً: لا تضربوا إماء الله، فلو صح قول أبي داوود هل يمكن أن ينهى الرسول (ص) عما أمر الله به؟
      وما أراه وما يقبله العقل والمنطق والواقع، أن المرأة صاحبة القوامة إن استبدت وتسلطت، ولم تسمع لموعظة أو نصيحة، ولم يفد هجر فراشها (إن كانت زوجة)، فلنا أن نتخذ بحقها الإجراء الصارم ونسحب منها القوامة.
      طبعاً هذه الحلول تبقى منطقية في حال كانت القوامة بيد المرأة، وفي غير ذلك تصبح لا معنى لها.
      وأكرر أن خير مثال عن قوامة المرأة، خديجة بنت خويلد، حيث كانت تنفق من مالها على النبي (ص) لأنه تفرغ للدعوة، ولم يتزوج امرأة أخرى في حياتها.

      هنا تكلمنا عن نشوز المرأة، فماذا إذا نشز الرجل؟
      .
      انتهى شكرا 3

    4. يقول Naila:

      صباح الخير أخي ابن الوليد :
      شرح مفصّل نعم اشكرك على الافاضة فيه . لكن هل يتبنى عموم “فقهاء الدين ” هذا الطرح ؟ من مذاهب ومدارس اسلامية كبرى ؟
      الاستاذ شحرور بالذات محل شبهة لدى الكثيرين حتى المعتدلين منهم ، ويرونه اخطر من الملحدين علانية وانه يمارس التدليس!! .

    5. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      اهلا نايلة، و متى وجب على المرأ اتخاد ما يقوله الناس كمعيار لفهم طرح مفكر كبير .. بل اراه مؤسس لنظرية قد يكون بعده منظرين
      على اساس رايته .. محمد شحرور لم يكمل نظريته .. محمد شحرور أسس لراية جديدة .. طبعا قد تكون هناك بعض الشوائب .. و هذا راجع إلى أنه مؤسس .. ربما مفكرين آخرين سيكملون المشوار .. و هذا أمر عادي في النظريات العلمية كلها.
      .
      أنا يا نايلة لذي عقل و احكم على ما استوعبه من أطروحات لوحدي .. و لا أترك أحدا آخر يفعل الأمر من أجلي .. و إلا فعقلي نقلي و ليس نقدي .. و هذه معضلة الفكر العربي الدي تكلم عليه الجابري رحمه الله. يا نايلة هذا راجع بالأساس إلى ما تربينا عليه من تقديس السلف و الخوف من نقد أفكارهم.. و هذا سبب تقهقرنا اصلا. عطلنا العقل و المنطق للاسف.
      .
      د. محمد شحرور من القلائل الدين قرأت لهم و وجدت عنده فعلا اسسا لنظرية جديدة أراها مخرجا رائعا من محبتنا التي نعيش لها، بدون تقديسه هو أيضا.. بل نقده و نقد افكاره .. لكن .. وجب أعمال المنطق .. و ان كان ما يقوله منطقيا تأخذه طبعا.
      .
      كيف حالك في جزائر الحراك .. ان شاء الله شهر سبتمبر يكون شهر الحراك بامتياز لاقتلاع دولة العسكر المستتر.

    6. يقول Naila:

      شكرا ابن الوليد على الرد . اتفق تماما مع جوابك واثمن عقلية المنطق والنقد التي تتميز بها،لأنها الاصح والانسب لاي انسان يحترم وجوده ويعي تماما اختلافه عن باقي الكائنات .
      بمناسبة ذكرك للاستاذ الراحل محمد عابد الجابري ،لم اتشرف بعد بقراءة نصوصه .قرأت عن طرحه ،وانا بصدد قراءة مجموعة نقد نقد العقل العربي للراحل الناقد جورج طرابيشي الجزء الاول (العقل) الكتاب بدايته مغرية جدا ومحفزة كباقي كتب النقد بغض النظر عن اتفاقنا اواختلافنا مع ماتحتويه ،تكفي تلك الصعقات الفكرية التي يستلذها العقل وتحفزك للبحث والبحث لان تصل الى ماتراه صائبا وانسب مع تكوينك الانساني .
      اما بخصوص الحراك (اشكرك على الاهتمام )، الوضع صعب جدا ومعقد .الشعب مصر ،والقيادة مصرة في الاتجاه المعاكس والحامي لمصالحها .
      امسيتك سعيدة .

    7. يقول Naila:

      تصحيح :كتاب نظرية العقل.

  6. يقول محمد حاج:

    الآية القرانية التي تذكر أن الرجال قوامون على الناس هي تعني أن الرجل عامة مستمر بالقيام بمهام العمل والكدح وتوفير الرزق للمرأة سواء زوجة او ابنة او ما شابه ذلك ، و ليس معنى القوامة كما يظنه الغالبية أنها السيطرة والتحكم ، والدليل ان الله عز وجل ذكر الرجل والمرأة ( عامة ) ولم يذكر زوج وزوجة وهذا دليل على احترام وتقدير الاسلام للمرأة عامة ، وان الرجل خلق للعمل و وتوفير ضروريات الحياة للمرأة ، بينما تكون المرأة السكن والراحة له ، يعني أن الرجل له فضل وكذلك المرأة لها الفضل .

  7. يقول المغربي-المغرب.:

    أخ عادل…المشكلة في إطار مناقشة هذه المواضيع. .هو عدم الخضوع لمقاييس علمية ومنهجية تضبط طريقته ونوعية المضامين المثارة من خلاله. ..رغم أنها مؤطرة في سياق الفكر الإسلامي تاطيرا علميا دقيقا. فعندما نتكلم مباشرة عن نص قرآني ونعطيه التأويل أو الفهم المتبادر فإننا نقوم حتما بإسقاط شيء بخلفية معينة وبنية غير علمية…وكان الأجدر مثلا أن نذهب إلى المفاتيح العلمية وهي كثيرة ومعقدة ودقيقة. ..مثل علم أصول الفقه…وعلم الفقه…وعلوم التفسير. ..وأسباب النزول…والناسخوالمتسوخ…وعلوم اللغة. وعلم المنطق…وعلم العقائد. ..وعلم الكلام…الخ. ..وحتما ستتغير الرؤية بشكل جذري في كثير من الأشياء. ….وللإشارة فقد شهدت بداية القرن العشرين ظهور تيار يدعو إلى تجاوز الدين والانخراط الكلي في الوضعية العلمية والثقافية. ..وكان من اقطابه مفكران متعمقان فكريا وعلميا وهما إسماعيل مظهر. .وكامل كيلاني. ..ووصل الأمر بالاول إلى مناقشة آيات من القران على ضوء الاكتشافات العلمية التجريبية. ..ولكن انتهى بهما الأمر الى التسليم والايمان العميق بالإسلام. …وشكرا

  8. يقول المغربي-المغرب.:

    إشارة أخرى نسيت ذكرها أخ عادل بسبب الكتابة المستعجلة. ..وهي قولك…حديثك النبوي. ..!!!! ولو كلفت نفسك قدرا يسيرا من البحث وهو شيء هين في وجود الانترنيت. .وليس كما كان وضعنا كباحثين في الثمانينات والتسعينات حيث كان البحث عن معلومة واحدة يتطلب مراجعة كم مهم من الكتب والدراسات. .. لعرفت أن الحديث وارد في صحيح البخاري…وأن شرحه موجود في كتب ومجلدات شارحة للصحيح وفي مقدمتها فتح الباري في شرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني. ..وكان من الممكن أن تطلع على مناهج الجرح والتعديل وطرق الرواية والتلقي وهي من أدق ماأنتجه الفكر الإنساني في مجال توثيق الرواية….لمعرفة درجة الوثوق بالمضمون والطريقة….

  9. يقول غادة الشاويش _بيروت سابقا عمان حاليا:

    اخي ابن الوليد من المانيا تحية لك وبعد:
    *لا يمكن للنبي ان ينهى عن شيء اباحه الله الا على سبيل الكراهة لا التحريم او ينهى عنه في غير الموضع الذي اباحه الله فيه
    *شددت السنة في منع ضرب المراة ومن المعلوم ان الاصل عدم جواز الضرب الا للنشوز منعا لاستقواء الرجال على النساء وهن الاضعف بدنيا والاشد حساسية عاطفيا
    *قال النبي (لا تضربو اماء الله) ومعلوم ان النهي للتحريم الا ان صرفه من التحريم الى الكراهة روى البيهقي عن الصديق قال:
    *كان الرجال نهوا عن ضرب النساء ثم شكوهن الى رسول فخلى بينهم وبين ضربهن ثم قال ولن يضرب خياركم وهذا دليل على على ان الاصل عدم جواز الضرب مطلقا وانه ابيح للضرورة وانه حال الضرورة مكروه لانه وصف الرجل الذي يضرب زوجته بانه ليس من خيار امة محمد ونزع الخيرية دليل على الاباحة ستثناء وليس اصلا فكيف اذن اجازت الاية وكيف نجمع بين الادلة ؟:
    قال تعالى (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغو عليهن سبيلا )
    *من المعروف ان السنة المطهرة الصحيحة تشرح كتاب الله ولا تعارضه وقد فسرت السنة معنى الاية بدقة فحددت ذلك بفاحشة مبينة من اتيانها الفحشاء وفروعها مما (يقتل عليه الرجل بفطرته ولا يضرب !) في عالمنا كله ..يتبع

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      اهلا يا غادة ..
      تغيبي عنا .. ليش هال العادة ..
      كنت اظنك .. قياما و عبادة ..
      لكنك في تويتر .. تدردشين مع السادة ..
      ارجعي إلى قدسنا.. قدس الافادة ..
      كي نحرك مياها .. و بحيرات .. راكدة ..
      باختلاف الرأي .. و نقاشات حادة ..
      .
      و تعليقك .. فعلا .. يستحق الإشادة..

  10. يقول علي:

    لماذا الإصرار على فصل الدين عن الحياة؟ ولماذ الإصرار على فرض العلمانية التي أوشك أصحابها أن يتخلوا عنها،
    بعد أن اشتعلت في قلوبهم نزعة الإسلاموفوبيا؟ إننا نعيش في هذه الرغبة الهيستيرية من فترة طويلةـ مع اللت والعجن
    فيما لا يفيد وتركنا القضايا الكبرى التي تؤرق الإنسان العربي المسلم ، وتضعه تحت مستوى الكائنات الأخرى.
    فلتفعل المرأة التي تعادي الرجل ما تشاء، ولتبن حياتها بالطريقة التي تريد. ولكننا يا سادة نريد أن نعيش بوصفنا مجتمعا آدميا بعيدا عن القمع والقهر والاستبداد والتقطيع بالمنشار. ارحمونا من هذا اللغو غير المثمر، والثرثرة غير المجدية، واسمحوا لنا أن نعبر عن أنفسنا مثلما تعبرون عن أنفسكم. الحكام الطغاة يقتلون الشباب البريء تحت ذرائع واهية وأنتم تريدون أن تنزعوا منا معتقدنا وما تبقى من إيمان!

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية