دمشق ـ عبد المجيد خلف: صدر عن دار الزمان رواية «لا شيء سوى الدخّان»، للروائي سيروان قجو، ترجمها من اللغة الإنكليزية جان صالح عام 2020، وتقع في 204 صفحات، من القطع المتوسط.
والرواية تتحدث عن بلد الاغتراب أمريكا، بكل ما يحفل به من تجليات تبعث على الدهشة التي تنتابه، وتدفع به – في الوقت نفسه – إلى التماهي معه، في محاولات جاهدة من أجل التخلّص من الصور التي كانت تعبق في ذاكرته عن ماضٍ حال الاغتراب بينه وبين ذلك المكان الذي نشأ فيه، ودفعته الغربة إلى الابتعاد عنه، إذ أنه يفشل في تلك المحاولات؛ لأنه يعود إليه في كل لحظة، ليسرد لنا حكاية المكان الذي سطا على ذاكرته، فمنعه من التكفير إلا به، فمدينته (عامودا)، هي الحلم الأول والأخير له. وككل إنسان يتعلّق بالمدينة، التي تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من ذاكرته، ولا يستطيع الفكاك من فخاخها التي نصبتها له، لتجعله على اتصال دائم بها، وغير قادر على البعد عنها – حتى في الحلم – لأنها المكان الأول الذي فتح فيه عينيه على الحياة، وعاش فيها تجارب عمره المريرة فيها، في ظل ظروف صعبة، عانى منها، ودفعته إلى بلد الاغتراب، لعله يتمكن من تجاوز محنته، ليجد أن جمال الحياة كلها في أمريكا لا تنسيه ذلك العشق الكبير للمكان (عامودا)، ليعود بنا بذاكرته إلى الوراء، فيسرد تفاصيل رحلته إلى الغربة، والتجارب التي عاشها منذ أول لحظة غادر فيها بلده متجهاً في البداية إلى لبنان، ومن بعدها إلى أمريكا، ويظهر المفارقات الكبيرة التي حدثت معه أثناء تلك الرحلة.