الفرح الجنائزي…إعصار الإقالات صيف دموي… منذ عيد الأضحى والكوارث تتوالى على الأسر الجزائرية تباعاً، وبعد هدنة البحر وتراجع الحراقة بفضل دعوات الحراك، الهدنة التي سبقت العواصف، ها هي الأمواج العاتية تستل خناجرها لتذبح المزيد من الشباب والأسر بأعالي الأمواج وعرض البحار، وبدأ خبر الحراقة يعود إلى الواجهة.. انتقل الموت إلى وسط الحفلات الموسيقية العالمية… هكذا كانت سهرة 22 من شهر أوت، شهر ذكرى يوم المجاهد المصادف لذكرى مؤتمر الصومام. كل الذكريات لم تشفع لضحايا حفل سولكينغ الذين لقوا حتفهم وهم في ريعان الصبا والشباب. المكان ملعب 20 أوت بأحد الأحياء العاصمية الشعبية، بلوزداد. الملعب غير مهيّأ لحفل موسيقي بهذا الحجم والذي أريد له أن يمتص غضب شباب ألفوا الحراك، ورغبة السلطة بإيهام الرأي العام بأن المجتمع دجن ودخل لعبة المصالحة معها، وها هو يتزاحم على الملعب ليحضر حفل سولكينغ. هذا الأخير الذي عارض السلطة ورنم ترانيم العقوق السياسي من منفاه، حتى سويت وضعيته، فعاد كطعم مسموم قاتل. بعدما بلع هو الطعم وتعامل مع حكومة رفضها الشعب وأكمل الغناء على عويل الأهل. التحضيرات كانت على قدم وساق، حيث تمت معاينة الملعب من طرف وزيرة الثقافة المستقيلة، فور رجوعها من زيارتها لأمريكا. الحفل الذي قام بتنظيمه لوندا، الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بلع مسيّرها الطعم بعدما أغراه تنظيم بهذا الحجم أو فرض عليه، أو دخل في لعبة تنافسية مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام العتيد بعدما سحب البساط من هذا الأخير المتعود على هكذا تظاهرات التي لم تخلف يوماً قتيلاً، بالرغم من كل ما قيل في مسيره السابق بن تركي. الباب «د» المدخل الوحيد من الملعب الذي فتح للآلاف لحضور الحفل كان بوابة الموت والفاجعة. فأتت الضربة موجعة لأسر الضحايا وللشعب، فمن يعزي المكلومين؟ وحتى وإن أقيل مسؤول لوندا، تبقى أرواح الأبرياء معلقة على رقاب كل من تسبب في هذا الجرم. وحتى وإن استقالت الوزيرة دفاعاً عن كرامتها أو حداداً على أرواح الضحايا الخمس والمجروحين، فمن يبرد هول الموت المفاجئ على الأسر التي ذهبت في سهرة صيف للاستمتاع وعادت بجراح لا تندمل؟!
صحيح لا يمكن التفاؤل والضحك ملء الرئتين في هذا الزمن العجيب، زمن أنا وبعدي الطوفان.. وقافلة الحراك تسير، لكن تفترسها الذئاب في كل مرة يفتقد الأهل أحد أبنائهم. شهداء تجوز عليهم الرحمة بالرغم من كل المحاكمات البشرية غير العادلة والظالمة لقلوب مسها الوجع وزادتها الإشاعات والتعليقات المريضة. سوء الخاتمة لا بد أن تكون على من تسبب في الحادث وليس على أطفال وشباب لم يذنبوا ولم ينهبوا ولم ينهشوا في اللحم النيء. لنترحم على أرواح بريئة أرادت فقط الترويح عن النفس، كما جاء في الأثر، وليس حضور حفلة ماجنة أو علامة سوء السمعة وسعي الضحايا من الفتيات على «حل شعورهن». تبدأ الحكايات الخرافية بألف رأس تروج لها بعض المواقع والأصوات لتبرير محاسبة الموتى قبل الدفن، وبأن من توفين بالحادث لحقتهن لعنة الخروج عن طاعة الزوج والأب وعدم إبلاغه بالذهاب إلى الحفل… حتى إن تبينتم ورأيتم بأمهات أعينكم فاتركوا ما يسيء إلى الأموات واذكروا محاسنهم.
تتوالى الأحداث السياسية بشؤمها على المجتمع، ويدفع الثمن الأبرياء، ويغوص الأهل في ألم غائر لا يبرأ، اللهم اجعلها نهاية الأحزان والهم، ولأهل الضحايا الصبر.
مريم بلقاضي …تعبر عن سخطها
خرجت مذيعة قناة الحوار التونسي، مريم بلقاضي، عن طورها خلال برنامج «تونس اليوم» لتقول فدينا من كل ممارسات السياسيين، على إثر اعتقال نبيل القروي، رجل الأعمال المعروف ومؤسس قناة «نسمة» الخاصة، بعدما تم منعه من السفر مع أخيه غازي. وهذا الاعتقال اعتبره كثيرون تصفية حسابات لا غير في بلد داخل على انتخابات رئاسية. لأننا بلد نفاق، كما ذكرت، وبأن ملايين تُصرف على سبر الآراء لكن ليست بالشفافية والنزاهة، حيث يتم تسريب النتائج من تحت إلى تحت، لكي يتموقع كل واحد حسب المصلحة الشخصية، والمطلوب أن يصمت الجميع. «تعبنا فدينا»، تضيف مريم بلقاضي، «ثمن الديمقراطية سيقتلنا، والضغوطات على الإعلام كبيرة، وعلى من في السلطة أن يفهموا أنه ليس لهم الحق في فعل ما يريدون، وأن انفجارها هذا جاء انطلاقاً من مبادئها وليس من أجل فلان أو علان». وتوجه كلامها لكل من في السلطة بكل توجهاتهم أن يتركوا الفرصة للتونسيين، وللمجتمع المدني والإعلام والقضاء لكي يساهموا في بناء تونس.. الكلام موجه لكريم لهلالي الذي صرح في البرنامج بأن القروي سجين حق عام وليس سجيناً سياسياً، وحذر الإعلام من تغليط الرأي العام. تونس اليوم تريد رفع رعونة كواليس السياسة والنفاق الذي تتخبط فيه الطبقة السياسية والذي ينعكس على المجتمع كافة… الديمقراطية أصبحت سيفاً يحط على الرقاب، ثمنه غال يدفعه التونسيون.
ميس التراث العالمي… حدث اللاحدث
خبر مر عابراً دون إحداث ضجة تتويج بهذا الحجم للجزائرية وحيدة ڤروج. الإعلام نقل الخبر في أسطر مكررة دون إضافات حارة وكبير عناء في تحديد أهداف المسابقة وطبيعتها. والمشاهد قد يعتقد أن سماعه لحوارات أجرتها الميس قد تحد من جهله وتنير له دروب هذه المسابقة، لكن دون جدوى، بل بالعكس، يخرج محبطاً من تمثيل ميس التراث للجزائريات وللجزائر ولمناطقها الغنية تراثاً. فمن يتابع برنامج «رادار» على قناة «نوميديا» يصاب بوعكة ذوق ودوار. يستمع إليها على أنها توجت قبل التتويج. البرنامج عرض في حزيران/يونيو الماضي، والنتيجة تعلن بشهر آب/أغسطس، وهي تتكلم بثقة الفائز، ولولا المذيعة لما عرفت كيف تجيب عن أسئلة بسيطة مكررة. ميس وحيدة لا تكمل الجمل ولاتعرف ماذا يوجد في الولايات، وهي التي قالت بإنها ستذهب إلى غانا لتعريف العالم بما يوجد ولا يوجد في الولايات الثماني والأربعين. وهي لا تعرف تقاليد تسمسيلت مكان ميلاد جدها، بل تعرف بأنها ولاية في الغرب الجزائري وتشتهر بالڤندورة. عظيم كل هذا…
أمّا عن مقاييس الاختيار، فترى بأنه ليس الجمال، وبأنها لن تذهب لعرض زينها، بل المهم في الاختيار الثقافة والمعرفة والأعمال الخيرية، وهذا من توجيهات المذيعة التي كانت تتدخل كل لحظة حتى تصبح لجمل الميس معنى… لكن يبدو أن الجمال وحده من خدمها وجعلها تتوج ملكة للتراث، وحيدة جميلة وهي عارضة أزياء لا يشق لها غبار، وشاركت مؤخراً في أعمال تلفزيونية. مسارات أيضاً ليس الجمال فيها مهماً في المطلق. لا بد من إعادة النظر فيمن يمثل البلد والجزائريات والجزائريين ومن يحسن الكلام على الثقافة بمعرفة وتعمق. أو من يقرأ ويتثقف قبل أن يجد نفسه على سجادات حمراء ومخملية على حساب من هم أحق. الحدث مر باهتاً كغيره من الأحداث في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ المجتمع الجزائري السياسي. وبقية الأمور تصنعها الكواليس التي لا يعيرها الرأي العام أدنى اهتمام أمام القضايا الجسام التي يواجهها يومياً… كل جمعة.
٭ كاتبة من الجزائر
” العسة قابضة ” من جهة فرانسا.
مقال في القمة ، أشرت الى كل ما اصبح يؤرقنا مؤخرا، نفسياتنا هرمت من هذه الاحداث ولم نجد مفر ….شكرا على ابداعك في وصف آلامنا
حفل سول كينغ والضحايا من الاطفال والشباب كان لتعرية جزء من منظومة فساد تجذرت وترسخت في بلد بن مهيدي وبن بولعيد وبوضياف.قبل الحفل هل حضرتك يا إستاذه مقتنعة بوجود وزيرة ثقافة ليس لديها ثقافة واخطاؤها اللغوية في جملتين للرد على من هاجموها على الانستغرام وتويتر كارثية.المشكلة ان الجزائر تعاني من سرطانات مستشرية في السلطة والمجتمع الذي اصبح بلا ثقافة.والحل هو الاستئصال ولو كان مؤلم.
مقال في الصميم بوركتي دكتورة
ليست هناك ديموقراطية من الأصل يا أستاذة مريم…وماهو موجود هو مجرد تفاعلات مسرحية نتجت عن المسرحية المصدر…واسمها ليلة الهروب. …!!! وبغض النظر عن التفاصيل التي يعرفها الكبير والصغير…ويرويها كل بطريقته وهواه. …فإن الأساس لازال هو ..هو وأقصد به ذلك التصور السياسي المتحكم الذي بنته فرنسا مراعاة لمصالحها السياسية والاقتصادية والثقافية. …والرئيس المقبل لن يخرج عن هذا النطاق التحنيطي الذي ترضى عنه فرنسا وليس الشعب الذي لم يكن يوما طرفا فيوالمعادلة. ..انطلاقا من المحنط الأكبر وإلى حد تاريخه. ..وشكرا.