كنا وإياهم وما زلنا في عالم واحد، خلقنا الله تعالى واكرمنا بالعقل، رحمنا الله فأخرجنا من الظلمات الى النور قبلهم فكان منا خاتم الانبياء هادي البشرية الى حيث النور والحرية، والذي ميزه الله بمعجزات كثيرة اعظمها القرآن الكريم الدستور السماوي الوحيد والذي نزل بالعربية، وهذا شرف للعرب لم يحرف ووعد الله بحفظه الى يوم يبعثون، كنا اهل الحضارات وأسياد العلم والاكتشافات علمنا البشرية الكتابة والرياضيات واكتشفنا علاج الاهات والعديد من الحرفيات ولا تسع هذه السطور لسرد تاريخنا.
ولنقفز عزيزي القارئ الى مرحلة ما بعد هتلر كونها دليلا على اصرارهم على العيش بسلام والتعالي على جراح الماضي، فها هي المانيا تدفع الاموال المستمرة لضحايا المحرقة، وها هي امريكا تدفع الاموال لضحايا هوريشيما – والفلوجة العراقية التي تعادلهم بالمأساة وتتفوق عليها التأكيد العلمي بوراثية سلبيات الفوسفور الابيض وغيره من الاسلحة الفتاكة المحرمة لم يعير لها العالم اي اهتمام- هم في الهند وحدهم رجل فقير يدعى غاندي واخر بأفريقيا يدعى مانديلا بعد عنصرية مقيتة وحروب عتيدة دينية طائفية وقبلية، هم في امريكا جلسوا وحبوا بعض في الوطن نبذوا عصر الهنود الحمر ورعاة البقر وحرب السود والبيض حتى تغير الحال في الباصات وغيرها من النقليات بات الاسود يجلس على كرسيه ولا يتركه للأبيض كما في السابق بل وصل بهم الامر الى قمة القضاء على العنصرية في إختيارهم الاخير في امريكا لرئيس اسود، هم حاربوا تسييس الدين وتديين السياسة وقبل ذلك حاربوا في داخل انفسهم العلو والتكبر وعدم الاعتراف بالخطأ على غرار – لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في انفسهم – فنجد الوزير او اي مسؤول ان اخطأ يستقيل فورا بعد الاعتراف بما ارتكبه من خطأ، هم يولون للشعب اهمية قصوى كونه مصدر السلطات والشعب يوليهم اهمية قصوى كونهم مصدر الديمقراطيات فلم ينقلب الشعب الامريكي على بوش الابن المنتخب بالرغم من انه زج امريكا في حروب افغانستان والعراق الخاسرة وكبدها عجزا في الميزانية هائلا بـــل انتظر حتى انقلب عليه من خلال الصندوق الانتخابي وتخلص منه كما جاء به حسب اصول اللعبة الديمقراطيه، هم يستثمرون السلاح الاعلامي والاستخباراتي في السواد الاعظم من سياساتهم مع بعضهم، فأمريكا استمرت سنين عديدة مع الاتحاد السوفيتي في حربهما الباردة ولم تكن بينهما طلقة نارية واحدة وسقط الاتحاد السوفيتي من غير حرب ولا مواجهات، من ناحية اخرى هم يجنحون في ما بينهم للوسائل السلمية في حال خلافات دولية على الأغلب ومثال على ذلك الازمة مع امريكا وحليفتها كوريا الجنوبية مع كوريا الشمالية وحتى ان السذج المعروفين كانوا ينتظرون الحرب بينهم كون الصواريخ كانت جاهزة للإنطلاق الا ان الحقيقة غير ذلك وما كان من ظاهر الامور اقل كثيرا من باطنها وعاد الجميع احبابا، فأين هي الازمة الان، هم بالنسبة لهم الاختلاف لا يفسد للود قضية وليس كل من اختلف معي عدوا لدودا يجب محاربته وتحطيمه بشتى الوسائل فتراهم مختلفين في الانتخابات والتوجهات إلا انهم بعد قرار صندوق الانتخابات لا يشربون الا من نهر السياسة العامة المرسومة للبلد.
ولهذا دائما ما يعتقد العبيط سياسيا ان سياستهم ستتغير بعد انتخاب رئيس جديد الا انه يكتشف ان الاقنعة تتغــير فقط والسياسة واحدة والدليل الفيتو الامريكي المساند لإسرائيل والمعادى للشرعية الدولية على مدى اكثر من ستين عاما، هم ربوا شعوبهم على ألا تعرف الخيانة ولــــهذا قلما نـــرى اشخاصا يتهمون بالخيانة العظمى، اللهم إلا بعض الامور التي تخص حرية الاعلام ولا تؤلم السياسة الخارجية او الوطن كثيرا، هم يجمعهم اليسوع وماريا برغم اختلافاتهم، سواء ارثودكس او كاثوليك او غيرهم فلا يتقاتلون ولا يؤذون بعضهم البعض بل يحترمون وجهات نظر بعضهم والدليل اننا لم نر يوما ارثوذوكسيا قاتل او فجر كنيـــسة او وضع عبوة لاصقة او ناسفة او نحر كاثوليكيا لإختلافهم بالمذهب او المنهج الديني، بل يحترم بعضهم البعض لأجل يسوع وماريا، كما انهم لا يحاربون بعض اعلاميا وينشر غسيل بعضهم البعض على حبل الاعلام العام، والدليل اننا لم نسمع بقس حارب قسا اخر اعلاميا حتى وان اختلف معه بوجهات النظر يسلك اسلوبا عجيبا بحيث لا يشمت به اعداؤه، وهذا ينسحب على باقي الديانات وعلى سبيل المثال في شبه القارة الهندية اكثر من 150ديانة وملة لكننا لم نر او نشاهد انهم تقاتلوا يوما بينهم عدا قتالهم لنا، هم حاربوا شراء الذمم والفساد الاداري ولا يوجد عندهم ما يسمى الشبيك والتمليك وما تأخذه اسر الحاكم حلال وانت ما عليك، هم يصنعون السيارات ويركبون البايسكلات ويصنعون الماركات ويرتدون ما يتسم من الملابس والاكسسوارات بالبساطات، ببساطة هم يضحكون على العقول بالموضات ويحصلون من الأغبياء ممن سلك الطريق الاخر على المليارات، ولا يقف الحد عند ذلك بل يتفنــــنون في صناعة ما يهدم الاساسيات الدينية والحضارية والانسانية لدى الجانب الشرقي ويجدون اقبالا منقطع النظير لديه، هـــم عاشوا البساطة على حساب تكلف الامور، فتجد وزيرتهم ونساء دولتهم لا يعرن اهتماما للبس المجوهرات والذهب فها هي أنجيلا ميركل قائدة ثقل اوروبا الاقتصادي وعمــــودها الفقــــري لا تلبس اي ذهب وها هي قرينة اوباما رئيس الدولة التي تقود العالم لا يجد الذهب طريقا اليـــها، هم امة تشبـــثت بمعتقداتها وانسانيتها والاصول الديمقراطية ولم تتخل عن اي من القيم والاخلاق البشرية وهذا الوصف يخص التعامل بينهم على وجه الخصوص بالرغم من عموميته الواضحة للعيان، وحتى نختصر عليكم فقد فعل العكس تماما من سلك طريق الشرق، طبعا الموضوع طويل والسرد لا تحتويه اسطر كهذه لكن الهدف ايصال الفكرة، وبالمحصلة نحن اهل طريق الشرق وكان استحقاقنا دول العالم الثالث وفي طريقنا للهاوية وهم اهل طريق الغرب وإستحقاقهم دول العالم الاول وفي طريقهم الى ما بعد القمة.
مياح غانم العنزي
اعدت قراءة هذه المقالة مرتين حتى افهم ما بين السطور وما يريده الكاتب!! انه يطالب بفصل الدين تماما عن شئون الدوله (لا لتسييس الدين وتديين السياسة)!!. وهو يكشف لنا على ان الأمم الأخرى قد تشبـــثت بمعتقداتها وانسانيتها والاصول الديمقراطية ولم تتخل عن اي من القيم والاخلاق البشرية !! وهذا قولا مردودا عليه ولا يعبّر عن الحقيقه!!. وهو في شرحه يعتقد بأننا لا نعرف تاريخ الأمم خصوصا فيما يتعلق بالكنيسة والحروب الدامية اتي دارت فيها ومنها باسم العقيدة المسيحية.
لايمكن مقارنة ما يجري في عالمنا الاسلامي في هذه المرحلة من التاريخ بما يجري الآن في الدول المسيحية وغير المسيحية التي قطعت شوطا عظيما في التقدم الحضاري . عندما نتخلص من حكامنا الطغاة المستبدين ومن الاستعمار الفكري والنهب لثرواتنا سنبدأ الصحوة من جديد ويعود للأسلام وجهه الوضّاء . لست بصدد توضيح مبادئ ديننا الحنيف التي لانجد لها تطبيقا حقيقيا في أي مكان ، لكنني اؤكّد لك بان تمسكنا بعقيدتنا وارشادات (سنّة) رسولنا الكريم هي ألسبيل الوحيد لنهضتنا من كبوتنا واللحاق بركب الحضارة العالمي .
مقال جميل …شكرا للكاتب المحترم ويعطيك العافية .
لو طلب أحد مني ألخص المقال الجميل : بجملة واحدة لقلت ….
( يوم لك ويوم عليك ) …؟؟؟
في الماضي : كان لنا السيادة ع العالم …وأسلافنا العظام …حكموا العالم :
ونشروا العدل والسلام والعلوم …وغطت الحضارة العربية / الإسلامية
كوكب الأرض لقرون طويلة .
للأسف : لف الزمن وجاء اليوم الذي علينا ….وها هم الغرب يأخذون القيادة
إنه يومهم …تقدموا بسرعة هائلة وتحكموا بالعالم ونشروا ثقافاتهم وعلومهم
وصناعاتهم …ونحن للأسف ما زلنا …نغط في نوم عميق ( نوم بالعسل ) …؟؟؟
أكيد …سيأتي اليوم الذي لنا وننهض من جديد …ونسود العالم من جديد :
لكن متى يحصل ذلك …الله أعلم …ممكن بعد خمسين أو مائة أو ألف سنة
الله أعلم …لكن أكيد سيأتي وتسود الحضارة العربية / الاسلامية العالم مرة أخرى .
شكرا .