في مؤتمر حضرته مؤخرا طرح موضوع الهوية العروبية الجمعية، الذي تسعى بعض أنظمة الاستعمار الغربي، بالتناغم التام مع النظام العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة، وبتعاون من قبل بعض الكتاب والأجهزة العربية، تسعى جميعها إلى تشويهها وإضعافها في الذاكرة الجمعية العربية.
عملية التشوية والإضعاف تلك تستعمل كسلاح ناعم في حروب متنامية لمزيد من تجزئة الوطن العربي، وإدخال حكوماته وشعوبه في صراعات وحروب أهلية لا تخمد في مكان حتى تشتعل في مكان آخر، تمهيدا لقيام الدويلات الطائفية أو العرقية أو القبلية، وبشرط بقاء تلك الدويلات الجديدة تحت المظلة الاستعمارية ـ الصهيونية المشتركة واندماجها الكامل، كتابع ذليل مستهلك، في النظام العولمي النيوليبرالي الرأسمالي.
من يريد أن يتعرف على أهداف ووسائل عمليات التشويه تلك ما عليه إلا أن يقرأ كتابات المستشرق الأمريكي الصهيوني برنارد لويس، وما نادى به رئيس الكيان الصهيوني السابق شمعون بيريز بشأن الشرق الأوسط الجديد، وتفاصيل مشاريع مثل «الحلف من أجل المتوسط» أو «الشرق الأوسط الكبير الجديد»، وما يكتبه الآن بعض العرب من الذين تخلوا عن أي التزام وطني أو قومي. قوى الشر والتآمر تلك تعتقد أن فرصتها التاريخية لإنجاح خططها توجد في اللحظة الحالية التي تعيشها الأمة العربية وتحياها الأرض العربية بكاملها.
لنعد إلى موضوع الهوية.. ما لفت انتباهي هو الاهتمام غير الطبيعي الذي أعطاه بعض المتحدثين والمحاورين في ذلك المؤتمر للهويات الفرعية، الدينية والمذهبية والإثنية واللغوية، واعتبار وجودها إشكالية تتشابك وتتصارع مع الهوية العروبية الجمعية. وهو طرح غير موضوعي، إذ إن الإنسان العربي، مثل غيره في كثير من بلدان العالم، يمكن أن تتعايش في ذهنه ومشاعره عدة هويات فرعية، طالما أنها تتعايش بسلام وتسامح من جهة، وطالما أنها لا تتقدم على الهوية الجمعية التي تسعى لقيام أمة واحدة غير مجزأة في وطن واحد غير مجزأ، ولا تتنافس معها من جهة ثانية. الهوية العروبية الجامعة لا يمكن أن تتعارض مع كون الإنسان العربي أيضا كرديا أو أمازيغيا، سنيا أو شيعيا أو درزيا، مصريا أو عمانيا أو مغربيا، فردا منتميا لهذه القبيلة أو العشيرة أو تلك، إنها بالعكس، تعتبر الهويات الفرعية ومكوناتها اللغوية والثقافية والدينية مصدر إثراء لها ومصدر تجديد دائم لمكوناتها.
الهوية العروبية الجامعة لها مكوناتها الخاصة كاللغة العربية الأم والتاريخ المشترك، والتعبيرات الثقافية والآمال المشتركة
الهوية العروبية الجامعة لها مكوناتها الخاصة بها مثل، اللغة العربية الأم والتاريخ الطويل المشترك، وأشكال كثيرة من التعبيرات الثقافية والفنية والسلوكية المشتركة، وبالتالي الأحلام والآمال المشتركة، كل ذلك كون «الأنا» الجمعية العربية المشتركة. وهي ليست جامدة ومنغلقة على ذاتها التاريخية، ذلك أن كل حقبة زمنية تطرح على تلك الهوية، على «الأنا» أسئلة جديدة تستدعي مراجعة مكونات الهوية، حتى تتخلص من أي جوانب وممارسات سلبية، وحتى تضيف محلها جوانب وممارسات إيجابية جديدة، من خلال تحليلات موضوعية نقدية تجاوزية، وبدون أي خوف أو تردد.
الهجمة الاستعمارية ـ الصهيونية الحالية هي لمنع طرح أسئلة التجديد في هذه الهوية وأسئلة ربطها بالواقع العربي. الأسئلة ستكشف للإنسان العربي أن تجزئة وطنه إلى دول وبناء أمته على أسس الهويات الفرعية، هي التي أضعفته في حقول السياسة والاقتصاد والأمن والعلم والثقافة وجعلته مستباحا ومنهوبا ومهيمنا على كل مقدراته. وستكشف أن خطابات ومواقف سياسية عربية واحدة، وأن اقتصادا مشتركا واحدا، وأن قوة عسكرية واحدة، وأن ثروة الوطن العربي كله هي للأمة العربية كلُها…. أن كل ذلك سيؤدُي إلى إخراج العرب كلهم من الضعف والتخلف والتهميش والعيش على أطراف حضارة العالم.
لكل تلك الأسباب تحتاج قوى المجتمعات العربية كلها أن تضع جهدا هائلا لحماية وتقوية وتجديد الهوية العروبية الجمعية. هذا الجهد يحتاج أن يبدأ في البيت، ليمر في المدرسة والجامعة، ولينتهي في مؤسسات السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام في طول وعرض بلاد العرب، ويحتاج أن يركز على إعادة الاعتبار للغة العربية الأم. تكلما وكتابة وقراءة، ولتعميق الوعي المتزن بالمشترك في التاريخ والجغرافيا والثقافة والفكر والقيم الروحية والأخلاق، وللإقناع العلمي بالأهمية الكبرى لأهداف أمة العرب النهضوية في المستقبل مثل، وحدتها واستقلالها وتجديدها الحضاري وانتقالها إلى نظام ديمقراطي عادل وبنائها لمجتمعات إنسانية في الحقوق والمسؤوليات.
المحاولة الحالية الخبيثة لإيجاد شكوك وفوضى فكرية وشعورية بالنسبة للهوية العربية الجمعية، هي أحد السموم التي يراد لشباب وشابات الأمة العربية أن يتجرعوها حتى يسهل تدمير هذه الأمة. موضوع الهوية هو موضوع وجودي، ويجب أن يعالج كموضوع حياة أو موت.
كاتب بحريني
أضم لك صوتي – فإن لم نكن ضمن وحدة عربية كاملة فلن نستطيع أن ننهض بالأمة وندافع عن مصالحنا
هناك محاولات خبيثة من الداخل من أفراد يعانون من عقدة تفوق الغرب فيرجعون ذلك لضعف العربي في أن ينهض – هؤلاء هم من يسعى لبث الفتنة والفرقة
عاشت الأمة العربية ورحم الله عبد الناصر وصدام حسين
صدقت يا أستاذنا الكبير
شكرًا على إثارة هذا الموضوع الحساس.لكن نحتاج إلى إقدام نفسيّ وعمليّ لتطوّيرالجمعيّة العروبيّة.ليس بمعنى النكوص عن الثوابت الأساسيّة للأبعاد القوميّة ؛ أنما هناك خصوصيّات ضمن الجمعيّة العروبيّة ؛ مع الأسف أهملناها خشية من تهم عدم الوفاء للعروبة ؛ فبقيّت الأسس والآفاق رجراجة ؛ وزادت الزعزعة ؛ ونحن نؤدلج : وآعروبتاه.وكي نضع التشخيص بدل اللف والدوران ؛ أرى كمواطن عربيّ أتابع شؤون الأمة بثقافتي المعاصرة ؛ أنّ الجمعيّة العروبيّة على حالها ( التقليديّ ) أصبحت ثقيلة على العروبة الكليّة نفسها…ومن هنا ضرورة التنادي بالجمعيّة العروبيّة ( النوعيّة ) وليس بالجمعيّة العروبيّة الكميّة.وعلى هذا الأساس الجديد أرى أنّ الجمعيّة العروبيّة لأقطارالمشرق العربيّ : شرق البحرالأحمرأي : ( بلاد الشام الكبيروالعراق والخليج والجزيرة العربيّة ) تتوافرعلى هويّة شرقيـّة عربيّة وقيم ذات جاذبيّة إقليميّة متقاربة…{ يتبع } :
وهي تتباين عن الجمعيّة العروبيّة غرب البحرالأحمرككلّ…نعم البحرالأحمريشكّل فاصلًا حقيقيًا بين إقليمي ساحلي البحرفي الجغرافيا والتاريخ والمصالح والانتماء والتوجّه والثقافة ؛ وإنّ الاستمراربالعمل وفق الصيغ التقليديّة التاريخيّة ( أي الشموليّة من الخليج إلى المحيط ) ؛ اضراربالجمعيّة العروبيّة ككلّ…لقد زرت أقطارالمشرق والمغرب ؛ ولا تخفى شخصيّة كلّ إقليم وهويته ؛ مما يستوجب وضع آليات عمل خلاقة للحفاظ على التوازن ضمن كلّ إقليم قوميّ ؛ بدل خسران ( الميزان ) بكفتيه ؛ أمام المرابي ( شايلوك ).ومن هنا أرى وجود (مؤسسات عربيّة ) خاصّة لأقطارالمشرق العربيّ ومؤسسات أخرى منفصلة لأقطارالمغرب العربيّ.وعلى هذا الأساس الجديد توضع الآليات للمؤسسات الثقافيّة والاقتصاديّة وغيرها كتطبيق حضاريّ… وهكذا سيكون ( الهيكل القوميّ الثقيل ) أخفّ عمليًا ؛ بالوزن والأداء والزمن والانجازوالتكاليف. وإلا سيبقى الوضع العربيّ مثل سيزيف حامل صخرة عذاب زيوس ؛ كلما ارتقى زلق وهوى…
منذ اكثر من 40 سنة وانا احوم بالمهجر واختلط بكثير من الشباب المسمى بالعربي وما وجدته بأن من يعتز بعروبته نادر ولكن الاغلبية العضمى تعتز باسلامها دون فهم أي شئ عنه, هكذا ربيت الاجيال
لا مستقبل لعالمنا العربي و لا احترام و لا تقدم الا بالوحدة.
هناك اسبابا كثيرة ووجيهة جدا اهمها المصلحة و المصير و الثقافة تجعل المنطقة المعروفة بالعالم العربي وحدة واحدة. و لا تشمل هذه الاسباب العرق المرتبط بتعريف القومية المستورد من الغرب و الذي تخلى الغرب عنه اصلا.
العربية لسان و اغلب سكان العالم العربي خليط من اعراق مختلفة بل ان العرق العربي نادر و غير محدد في اكثر الاحيان. لقد اساء دعاة القومية الى الوحدة العربية على اساس قومي و عرقي مما حفز الاعراق الاخرى على ردود فعل سلبية. و اثار الفتن و الانشقاقات.
فقط الإسلام يوحد العرب . العروبية دمرت المجتمعات العربية٠ الأحزاب العروبية سحقت الشباب العربي ، القادة العروبييون (حافظ وبشار اسد خدموا العلويين أما صدام فقمع الشيعة وعبدالناصر باع العرب الأوهام القومية والقذافي جعل من ليبيا ملكية عائلية)
لا مستقبل بدون الهوية العربية الجمعية !
الأولى أن نقول : لا مستقبل بدون وطن تعترف قوانينه بحقوق المواطن، ومواطن يؤمن بحقوق هذا الوطن.
أين هو ذلك “الوطن العربي” ؟.. وذاك “المواطن العربي”؟