لا يا معالي الوزير

حجم الخط
4

استمعت بحرص شديد إلى تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في زيارته الأخيرة للضفة الغربية، التي بدت وكأنها تتكامل كما درجت العادة مع زيارة رأس الخارجية الأمريكية من حيث التوجه والطرح.
وما يميز زيارات الزوار، خاصة في خطبهم المتحركة مع كل محطة يزورونها، هو الحديث الدائم عن المعونات الاقتصادية التي قدمتها حكومة الضيف وما ستقدمه في قادم الأيام. ومع هذا الطرح يكثر الكرم في حجم المبالغ ‘الرنانة’. ومع التقدير لهذا الجهد وما قُدم وسيُقدم من كل الدول، إلا أن بريطانيا تحديداً لا تستطيع أن تنتهج الطريق ذاته، لاعتبارات تاريخية لا أريد أن أستثير ملل أحد في عدّها وتفصيلها من كثرة ما كتب عنها.
فحكومة صاحبة الجلالة ومع التقدير لجهودها يُنتظر منها الكثير الكثير. فالمال ومع التقدير له، ليس البديل عن الموقف يا معالي الوزير. الموقف الحاسم والجازم والقاطع. الموقف الفعلي الذي يضع النقاط على الحروف ويجنبكم خطأ تاريخياً جديداً تكون بريطانيا رأس الحربة فيه. موقف يقول لإسرائيل كفى للاحتلال.. وكفى للمستوطنات.. وكفى لنقاط التفتيش.. وكفى للحصار.. وكفى لاقتطاع الأرض العربية وتهويد القدس.. وكفى للاعتقال. وكفى للإصرار على أن يكون شبر من الأرض أهم من البقاء والاستمرار.
ليس من المقبول يا معالي الوزير أن تتحدث بريطانيا تحديداً عن المال وحده، أو أن تجلس حكومة صاحبة الجلالة كغيرها في مقعد المتفرج. فالشارع الفلسطيني يفهم المعادلات الدولية لمهادنة الاحتلال والخوف من مراكز ضغطه السياسي والاقتصادي والقانوني ومنظومة التحالفات، لكنه يعي أيضاً أن المعركة اليوم يجب ألا تستمر في إطار حفظ التوازنات والقول بأن العالم لا يستطيع التدخل وأن الطرفين مسؤولان عن إيجاد الحلول!
أية حلول، حلول اقتصادية، استيطانية إحلالية؟ أية حلول في ظل مشروع وأد فلسطين الذي تمارسه آلة الاستيطان؟
إن التوازن اليوم لم يعد مقبولاً لا فلسطينياً ولا حتى إسرائيلياً، كما يقول رجالات السلام في إسرائيل، تماماً كما تقول المقولة الإنكليزية بأنك تحتاج لصديق مخلص لينبّهك للخطأ والخطر الذي يداهمك لا أن يتغنّى بك. لذلك صداقة حكومة صاحبة الجلالة وإسرائيل وأسبابها المعروفة يجب أن تنصب على إنهاء الاحتلال، فالخبز والجنيه الاسترليني ليسا بديلاً عن الحاجة اليوم لإنهاء الاحتلال.
إن مساحة ملؤها الحرية والاستقلال هي من ستصنع الرخاء والسلام، وليس المساعدات في ظل الحراب أو في مقاعد التفّرج والمراوحة. فالمال يجب أن لا يأتي تكفيراً عن الذنب ولا تهرباً مطلقاً من الذنب ولا فرصة للمحتل لاستدامة احتلاله، وإنما أن يتبع قدومه إصرار وتحرك جاد لإنهاء الاحتلال … إذ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان!

‘ كاتب فلسطيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد يعقوب:

    كنت أتوقع من الدكتور صيدم أن يضع النقاط على الحروف فى مخاطبة الوزير البريطانى وأن يقول له،لولا لبريطانيا لما كانت إسرائيل قائمة اليوم. ولولا وعد بلفور وقيام بريطانيا بتسجيل الكثير الكثير من الأراضى الميرى بإسم الوكالة اليهودية،لما كانت إسرائيل قائمة اليوم. لولا الدعم البريطانى للغزاة الصهاينة بالسلاح فى وجه عرب فلسطين،لما كان هناك دولة تسمى إسرائيل! ولولا صهينة رؤساء وزراء بريطانيا منذ بالمرستون الى تشرشل لما قامت إسرائيل. بريطانيا يادكتور صيدم هى أس البلاء ويجب تذكيرها دائما بجرائمها التى إرتكبتها بحق فلسطين وشعبها! لو كانت بريطانيا دولة شريفة لأعلنت للعالم كله وفى مجلس الأمن بالتحديد،حكايتها فى فلسطين منذ بدء إنتدابها لها،وكم كان عدد اليهود وكم كانت مساحة الأرض التى يملكونها وكم كان يملك عرب فلسطين من مساحة الأرض،وكيف قامت بضغط صهيونى والدور البريطانى فى تمكين اليهود من الأرض وفتح باب الهجرة على مصراعيه تنفيذا لوعد بلفور الذى وصفه الرئيس الخالد جمال عبدالناصر بأنه وعد أعطاه من لا يملك لمن لا يستحق. هذا هو الكلام الذى يجب أن يواجه به وزير الخارجية البريطانى وغيره من المسؤولين البريطانيين!!! هل هناك أوامر من صاحب الجلالة والعزة والفخامة والسيادة والسمو الرئيس الفلسطينى محمود عباس ا،للمسؤولين الفلسطينيين بعد التطرق الى هذه المواضيع؟؟!!!

  2. يقول ابو محمد من الشابورة - غزه فلسطين:

    كلام السيد صيدم جيد وخطوة في الاتجاه الصحيح مع انه لا يكفي ولكن ماذا عن اؤلئك من هم يهللوا ويرحبوا بكلام الوزير البريطاني حتى ليشعر انه حقق كل اهدافهم..اقصد القيادة الفلسطينية الرسمية..الى متى ونحن نجامل من اخذ الارض وقتل وما زال يروع المواطنين..السكوت هنا ليس دبلوماسية بل شئ اخر يعرفه القارئ الكريم.

  3. يقول خليل ابورزق:

    ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة..الاستجداء لا ينفع و التنازلات تضر اكثر مما تنفع. نحن اصحاب حق و في ارض الرباط ومعنا كل العرب و المسلمين و احرار العالم و موعودين وعدا الهيا بالنصر او الشهادة فلما العبث بالحق و باقدس البلاد؟

  4. يقول ابووسام:

    دكتور صيدم لماذا نحن نتعامى عن الحقيقة اليست بريطانيا هي التى اتت يالمصائب

    على الشعب الفلسطيني,،وكانت سبباً في وجود هذا الكيان وتَمن على القيادة في

    السلطة ببضع ملاين ن اليس من حق الشعب القلسطيني ان يطالب حكومة بريطانيا

    بتعويض عماحدث له من مآسٍ وتطالب باصلاح ما الحقت يهذا الشعب من ضرر

    ألسنا دولة ممثلين في الجمعية العمومية ، لماذا لا نرفع دعاوي المحكم الدولية

    ونلزم بريطانيا بالتعويض ، كما الزمت المانيا بتعويص الصهاينة عما يسمى

    الهلكوست المزعوم ،لماذا الخوف ، ألم يحن الوقت لاطلاق عقال أبطال شهداء

    الأقصى وكتائب القسام وسرايا القدس وكتائب ابو علي مصطفى وباقي الفصائل

    ،ليكبحوا جماح المستوطنين الين يعيثون فسادا في الضفة الغربية ،اتركوا التنسيق

    الأمني جانبا وليذهب الى الجحيم ، اعتقد ان الشهيدممدوح صيدم رحمه الله لوكان حيا لقال لك برضاي

    عليك يا ولدي دعكم من مهزلة التنسيق الامني والمفاوضات وامتشق رشاشك

    والى لشهادة تذوق طعم حلاوتها كما تذوقت .

    ا

إشترك في قائمتنا البريدية