لبنانيون يقارنون بين ميركل وعون: الألمان بكوا لرحيلها وشعب لبنان يبكي بسبب بقاء الرئيس

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: كيف سيودّع لبنان الرئيس اللبناني ميشال عون بعد انتهاء ولايته؟ وهل سيقف اللبنانيون أو الجمهور العوني ليصفّقوا لرئيس الجمهورية على مدى 9 دقائق متواصلة على غرار ما فعله الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا خلال وداع المستشارة أنجيلا ميركل، احتراماً وتقديراً لإنجازاته ودوره؟

الأرجح أن الكثير من اللبنانيين سيبكون لدى وداع الرئيس عون إنما فرحاً بانتهاء “عهد البؤس” الذي عوّل عليه كثيرون بأنه سيحمل إليهم التغيير والإصلاح والرخاء ومحاربة الفساد، فإذا بهم يتعرّضون لصدمة قوية، إذ لم تكن الآمال على قدر التوقعات بل جاءت معكوسة، واستمرت سياسة الهدر المالي واستفحلت المحاصصة السياسية والمحسوبيات وتضييع الفرص، وحلّ الفراغ في الحكم والحكومة والمؤسسات بسبب العناد والتعنّت والتمسك بلعبة الشروط، والانقلاب على انتفاضة 17 تشرين/ أكتوبر.

ولم يكن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعيدين عن المقارنة بين تجربتي عون وميركل، ووصفت إحداهن المستشارة الألمانية بأنها كانت “بمئة رجل ممن يحكموننا ويتشبّثون بالكراسي فيما شعبهم يموت كل يوم ألف ميتة”.

وأبدى آخرون إعجابهم بانسحاب المرأة التي قادت ألمانيا لا بل الاتحاد الأوروبي طوعاً من المسرح السياسي بعد أن خدمت شعبها لمدة 16 عاماً، بحيث بكى الشعب الألماني تأثراً وفخراً على مستشارة حافظت على الاستقرار والازدهار والرخاء، فيما المسؤولون في لبنان لا يكترثون لتظاهرات وانتفاضات تملاْ الساحات ولا لقطع الطرقات ويتمترسون وراء الجيش والقوى الأمنية للبقاء في قصورهم.

أما أكثر المقارنات التي رُصدت بين عون وباقي المسؤولين اللبنانيين، وبين ميركل، فهي كيف أن المستشارة الالمانية خرجت من دون أن تمتلك القصور والمجوهرات، ولا الطائرات واليخوت والأموال والشركات، ولا الثياب الفاخرة خلافاً لواقع الحال في لبنان، حيث بدلاً من أن يمتلك المسؤولون إرادة الحفاظ على ريادة وطنهم، يفضّلون امتلاك المكتسبات الخاصة لهم ولعائلاتهم ولو على حساب البلد وإفقاره وسلب حريته وقراره.

وخلص الناشطون إلى المقارنة بين بكاء الشعب الألماني على رحيل ميركل، وبكاء الشعب اللبناني على بقاء رئيسه عون، وكيف سيسجّل التاريخ للمستشارة الألمانية قيادة بلدها إلى صفحات مشرقة من الازدهار والاستقرار في عالم مضطرب؟ وكيف سيسجّل التاريخ لعون قيادة بلده إلى جهنّم واعتبار دولته دولة فاشلة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية