لبناني وإيراني وإسرائيلية

حجم الخط
1

اسطنبول. لبناني من بيروت، ايراني من طهران واسرائيلية من تل أبيب يكونون دائرة مغلقة، بهدف تحليل الدوافع والاثار للتصفية المركزة في هضبة الجولان. وتبدو هذه كقصة هاذية او بداية مزحة سيئة، ولكن هذا بالضبط ما حصل هذا الاسبوع في اسطنبول على هوامش مؤتمر شؤون السياسة الخارجية والداخلية التركية.
في مؤتمرات من هذا النوع تزول الحواجز. الايراني، مثل اللبناني والسعودي وكل من لا تقيم دولته معنا علاقات علنية، يتحدثون ضمن قواعد لعب واضحة: الاسرائيليون لا يكشفون عن اسمائهم، كي يتمكن الطرف الاخر من أن يعود إلى دياره بسلام، حتى المؤتمر التالي.
اللبناني، ابن الطائفة المسيحية، لا يخفي ارتياحه. «لو كان بوسعي، لقلت بصوت عال شكرا، كل الاحترام لاسرائيل»، يفاجأنا بالقول. «فليذهب حزب الله إلى الجحيم مع كل الخراب الذي يوقعه على لبنان». وفي نفس الوقت يعرب عن قلقه: «نصرالله مضغوط الان. مسؤولان كبيران في طهران – قائد الحرس الثوري ورئيس المخابرات – سارعا إلى الزامه بان يرد حزب الله بقوة، وان يثأر ويوجه لاسرائيل ضربات أليمة».
لا دليلا ملموسا أكثر من هذه التصفية، كما يحلل اللبناني، على أن اسرائيل تجلس عميقا داخل المنظمة، مع دسيسين كبار. وعندما يسكت نصرالله، تهزه ايران. فلا توجد شهادة ادانة اكبر لسلسلة الاوامر التي تصدر لحزب الله من طهران. رأس الافعى هو الحرس الثوري واليدين هما يدا حزب الله. طهران تستخدم رجال المنظمة في سوريا، والحرس الثوري يستخف بسيادة النظام اللبناني. في طهران يقررون الاجندة العملياتية لحزب الله على طول الحدود مع اسرائيل.
لدى اللبناني ضغينة شديدة على الدولة داخل الدولة التي يفرضها حزب الله على لبنان في ظل التجاوز الوقح لمؤسسات الحكم. وفي كوابيسه يرى الدمار المرتقب في لبنان اذا ما هاجم حزب الله اهدافا داخل اسرائيل ورد الجيش الاسرائيلي بعيون مغمضة. وهو يقسم بان قصة حرب لبنان الثانية لن تتكرر. «أنا لا ارى المؤسسة المدنية والمثقفين المسيحيين المارونيين في بيروت يستوعبون آلاف من ابناء الطائفة الشيعية ممن سيهربون من الجنوب».
اما الايراني فيرد بابتسامة شوهاء على «اصلاح الخطأ» الذي خرج من القدس في موضوع تصفية الجنرال الكبير من طهران. وهو يصف ذلك بانه «اعتذار تغطية القفى». كما أنه لا يصدق بان الاستخبارات عندنا لم تعرف من خرج من القنيطرة أو أن يكون أصحاب القرار وقعوا في خطأ عملياتي.
أسأل الايراني، المقرب من فعل منصبه من أجهزة المخابرات في طهران ما الذي يبحث عنه ضباط ايرانيون على تلال القنيطرة مع خلية عملياتية من حزب الله. وهو لا يحاول أن يبيعني القصص. «هذه لعبة تجري باوراق مكشوفة. ايران تجلس عميقا في سوريا. ايران هي أكسجين حزب الله. وانتم تعرفون جيدا جدا بانه تجري الكثير من الاعمال في الميدان»، يقول. «انتم، مع حلفائكم الجدد من منظمة الإرهاب جبهة النصرة والثوار ضد بشار تقيمون «جيش لبنان جنوبي جديد» و «الجدار الطيب» في الاراضي السورية، ضد ايران وحزب الله».
المواطن الاسرائيلي، اقول للايراني، قلق. ويدعي الايراني بانه يتصور ايضا امكانية الا يردوا. فأقول ان من يخطط لن يطلعك على خططه. فيتحمس قائلا: «انتم عدو ذو نزعة قوة. نحن أعداء اكثر ذكاء. لدينا نفس طويل. ومثلما سمعتم المسؤولين في طهران، فان المسؤولية تقع على حزب الله. واذا ما قرروا العمل، فسيحصلون على الاسناد الكامل».
يجد الايراني من السليم ان يُسمعني شكوى على التوقيت السيء. فأقول انه عندما تكون فرصة لا يراجعون عندنا مرتين الرزنامة. فيلاحظ الايراني «تعلمنا التعرف على نتنياهو. فهذا ليس بسبب الانتخابات عندكم، بل هو يبحث عن الفرصة لعرقلة اتفاق المصالحة الذي نعقده مع الامريكيين».

سمدار بيري
يديعوت 22/1/2015

صحف عبرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول omar:

    هناك مغالطة مكشوفة في نهاية المقال تجري على لسان الإيراني حين يقول إن نتنياهو يبحث عن الفرصة لعرقلة اتفاق المصالحة الذي نعقده مع الأمريكيين. إن الوسيط الإسرائيلي لدى إيران هم الأمريكيون. الأمريكيون يتوسطون مباحثات وقف النشاط النووي الإيراني من أجل إسرائيل، ولذلك طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل عدم المبادرة إلى ضرب المفاعل النووي الإيراني، أسوة بما فعلت بالمفاعل العراقي. وامتثلت إسرائيل لذلك. فكيف يعرقل نتنياهو مصالحة إيران مع الأمريكيين، وهو يعلم أن الأمريكيين هم رسل إسرائيل إلى إيران. هذا الكلام للسيد سمدار هو تغطية على الدور الإيراني ـ الإسرائيلي.

إشترك في قائمتنا البريدية