قرأت في الصفحة الأولى في «القدس العربي» (12ـ8ـ22) حكاية ذلك الرجل اللبناني (أياً كان اسمه) الذي احتجز العاملين في البنك البيروتي وزبائنه كرهائن مهدداً بإحراق نفسه والرهائن إذا لم يُعد له البنك وديعته (210 آلاف دولار) وطلب على الأقل مبلغ 5000 دولار لتسديد نفقات علاج والده في المستشفى. وبقية الحكاية طالعها قارئ «القدس العربي» بالتأكيد.
أتفق معك!
أتفق مع الأستاذ راشد عيسى الذي كتب حول الأمر يقول: إن مهاجم البنك غضبه مفهوم. دون حاجة إلى تبرير ذلك بأب مريض وولد محتاج. لكن في المقابل، ما ذنب الرهينة (وليس من حق الغاضبين وضع السكين على رقبتهم أياً كانت أسبابهم)؟
الحاجة إلى الصدق والوضوح
كثيرون جمعوا بعض المال ليومهم الأسود وتوهموا أن إيداعه في البنك يحميه من السرقة بدلاً من تركه في البيت فريسة لسارق، ولم يخطر بباله أن البنك هو الذي سيكون السارق!
وأعتقد أننا في لبنان صرنا بحاجة إلى الوضوح: ماذا حدث لأموال المودعين ومن اغتصبها؟ وهل سيعاد قرش منها إلى أصحابها وهذا حقهم؟ هل يعقل أن يتحول البنك سارقاً؟ ومن المسؤول عن ذلك؟
ولمن ذهبت أموال المودعين؟
مأساة مشابهة: الكهرباء؟
لعل الناس في لبنان ما زالت تدفع الضرائب، لكن لا تنال هذه الأيام إلا ساعة كل يوم من نعمة الكهرباء. وتحاول ترتيب حياتها على هذا النمط، وبالذات المصعد للمباني المرتفعة والمسنين. من تبقى لديه مال يستعين بالمولدات الكهربائية يدفع ثمنها كما يشتري المازوت لتغذيتها ومعظم الناس تعيش ليلاً في الظلام، ووداعاً للبراد (كلمة منقرضة)!
كنت في بيروت يوم 11ـ9ـ2019 وسمعت الرئيس سعد الحريري يعد الناس بأن الكهرباء ستعود في السنة المقبلة، أي يوم 11ـ9ـ2020 وسجلت ذلك التاريخ في دفتري، لكن الكهرباء أمعنت في الإغماء حتى كادت تلفظ أنفاسها.
الخدمات كلها في لبنان ملتبسة
«ملتبسة» كلمة ملطفة عن حقيقة ما يدور. فلبنان تحول إلى «دولة فاشلة» والتفاصيل متشابهة، منها مثلاً الإضراب عن العمل لموظفي الدولة بسبب التدني الشديد في قيمة الراتب بعد انهيار قيمة الليرة اللبنانية إلى الحضيض. وكمثال مؤلم، هو عدم تشغيل مولد المصعد الكهربائي في المجلس النيابي لإنقاذ ثمن الوقود للمحرك! حتى إن الذين يقومون بتسجيل سيارات جديدة يتم إعطاؤهم أوراقاً جديدة مكتوبة بخط اليد بدلاً من المستندات الرسمية الحكومية بسبب نقص الورق!
ضد العنصرية نحو السود
أظن أنني سببت للقارئ اللبناني ما يكفي ويزيد من الاكتئاب الذي لا ينقصه. لذا، أنتقل إلى موضوع آخر. ثمة نفور من أهل البشرة السوداء حتى العنصرية. من طرفي، لو جاء ابني ومعه صبية سوداء البشرة وقال لي إنه يريد الزواج منها، لسألتها عن دراستها وعملها وأسرتها وغير ذلك، ولأبيت أن أرفضها بسبب لون البشرة. والمحاولات كثيرة ضد العنصرية الرافضة لسود البشرة. منها مثلاً صناعة دمى سوداء على العكس من الدمى المألوفة، بيضاء البشرة.
برامج تلفزيونية للعروس السوداء
ثمة برنامج تلفزيوني في فرنسا على القناة 11 يقدم كل يوم عروسين، واسمه (أربع أربع زيجات لشهر عسل واحد) ولاحظت بأن بعض العرائس اللواتي يتم عقد قرانهن تحت كاميرا التلفزيون من سوداوات البشرة والعريس أبيض البشرة. أحببت ذلك التشجيع على الزواج من سوداء البشرة، وهو ما يتحاشاه كثيرون (حتى في بلادنا العربية، حيث لن يفرح أحد بزواج ابنه من صبية سوداء البشرة) فنحن أيضاً نعاني من العنصرية دون الاعتراف بذلك. نسيت أن أقول لكم إن الدمى السوداء للبنات لا تباع إلا فيما ندر، فقد ألف الناس الدمى البيضاء كما أطفال الجيران وأطفالك.. وهذه المشاعر العنصرية في حاجة إلى مقاومة عامة، حيث نقدم لطفلة الجيران مثلاً في عيد ميلادها دمية سوداء!
مهنة جديدة: مغرية أزواج!
ثمة شابة فرنسية جميلة اخترعت مهنة جديدة تدر عليها المال، وهي مغرية أزواج (!) لامتحان مدى إخلاصهم لزوجاتهم (مقابل المال طبعاً). تكلفها الزوجات بامتحان مدى إخلاص الزوج بأن تقوم بإرسال صورتها الجميلة له ومغازلته، وإذا استجاب قالت ذلك للزوجة، وهي أن زوجها ممكن للخيانة الزوجية إذا وجد المجال لذلك، مع جميلة ما. وتتقاضى «ممتحنة إخلاص الأزواج» المال من الزوجة وتختفي. ترى، كم من الرجال العرب يصمدون أمام إغراء خيانة زوجية عابرة مع جميلة ما؟ إنها مهنة تدر على (داني) المال، وتكشف للزوجات عن مدى إخلاص الأزواج. إغراء الأزواج مهنة جديدة غير موجودة في أي مكان غير فرنسا، لكن بعض الأزواج (الخونة) يدعون فيما بعد أن داني قامت بذلك بدافع زوجتهم لامتحان مدى صمود الزوج أمام مغامرة مع جميلة، وأنهم كانوا يعرفون ذلك وعاقبوا زوجاتهم بتمثيل الخيانة. ومهنة «ممتحنة وفاء الأزواج» هي مهنة لا أظنها ستنتقل إلى عالمنا العربي!
مياوو.. مياوو
فوجئت عند البائع الذي أشتري منه الصحف والمجلات في باريس بمجلة اسمها (مياوو) أي مواء القطط.. وهي مجلة خاصة بعشاق القطط وكيفية المحافظة على صحتها ومزاجها وغير ذلك! وشعارها «كيف تفهمين قطتك»! في عالمنا العربي لن تنجح مجلة كهذه، فلدينا هموم أخرى غير (التفهم) مع مواء قططنا. في البيوت الشامية، حيث كبرت، الكثير من القطط، وعمتي كانت لديها دائماً قطة تدعوها «شامة» وكلما ماتت شامة كانت تأتي بأخرى وتدعوها شامة أيضاً (أو «فلة» إذا كان شعرها أبيض)!
والقطط تشعر بالغيرة كالبشر!
حين تزوجت وانتقلت من فندق ألكسندر في حي الأشرفية إلى بيت زوجي في قصر الداعوق واشتريت قطاً (لا تقل في فرنسا إنك اشتريت قطاً بل تبنيت قطاً) سمّيته جيفاغو. ثم أنجبتُ ابني الحبيب ولاحظتُ أن قطي جيفاغو كان يكره طفلي ويغار منه ويتحين فرصة لكي يهاجمه ويؤذيه، ولذا تخلصت منه إذ أهديته إلى إحدى قريباتي خوفاً على ابني منه، فقد كان عليّ التخلص من قطي أو ابني!
ولم أكن أعرف أن الغيرة شعور بشري وحيواني، وأنصح كل أم حامل بالتخلص من قطها قبل أن تنجب. ويبدو أن الطبيعة البشرية والحيوانية واحدة تقريباً، حين يتعلق الأمر بالغيرة!
فلبنان تحول إلى «دولة فاشلة» والتفاصيل متشابهة، ” إهـ
ليس لبنان فقط , هناك العراق وسوريا واليمن … ألخ !
المتشابه بهذه الدول هو أن اللاعب واحد “إيران” !!
اللاعب واحد، إيران ؟! ليست إسرائيل؟ أو أمريكا ؟ أو داعش؟ أو إجتياح العراق؟ أو الحرب على اليمن؟ أو أو.. فقط إيران؟ غريب أمركم
” لكن بعض الأزواج (الخونة) يدعون فيما بعد أن داني قامت بذلك بدافع زوجتهم لامتحان مدى صمود الزوج أمام مغامرة مع جميلة، ” إهـ
الفرق بين مغامرات هؤلاء ومغامراتنا هو المثنى وثلاث ورباع !
ولكن وللأمانة أقول كما قال الشاعر أبو تمام :
“نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى *** ما الحبُّ إلا للحبيب الأوّلِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى *** وحنينُــه أبــداً لأوّلِ منــــزلِ”
كنت أحب القطط قبل أن رأيتها تخرب مزروعاتي المنزلية !
فالقط يحب أن يحفر بتربة لينة ليتبرز فيها !!
و لا حول و لا قوة الا بالله
مآساة الكهرباء حزناً آخر يضاف لقائمة أحزان لبنان …
وتتوالى المصائب والكوارث على لبنان البلد الجميل ، وكأنها مخبئة ويتفاجىء الجميع حين حدوثها ، والحقيقة هي ناتجة عن تراكم الاخطاء السياسية والقانونية والاقتصادية بدءاً من كارثة المرفأ ثم طوابير الخبز ، وأزمة الودائع المالية في مصرف لبنان ، وتوقف محطات توليد الكهرباء … الدول القريبة من لبنان ليست ببعيدة عن الارتدادات ، ولكن لبنان أكثر تأثراً لانه بلد منهك منذ زمن الحرب الاهلية …
قدر لبنان ان يدفع ضريبة الحضارة والانفتاح ، وحرية الرأي ، والتفكير بصوت عال ، وسط جغرافيا التصحر الفكري ، فهو ملاذ المثقفين العرب الذين غادروا بلادهم بسبب الانغلاق الفكري وسلطة الديكتاتورية …
تحياتي
نجم الدراجي – بغداد
إن حياة الإنسان في البعض من البلدان العربية ليس لها أية قيمة أو ثمن ، فإن أعادوا للناس أموالهم ، فمن سيعيد لهم العمر الذي ضاع منهم في خوض معاركهم اليومية للبحث عن لقمة العيش والحياة الكريمة . الكهرباء والماء هما من أساسيات وأبسط حقوق الشعوب للعيش بكرامة . وكما تصلني الأخبار من سكان بغداد أن نفس مشكلة إنقطاع الكهرباء موجودة عندهم منذ تقريبا عشرون سنة بينما علاج وحل المشكلة جدا سهل ، كذلك معدل الفقر فيها عالي ، علما ان العراق بلد ثري بالبترول . لكن كل هذا يحصل سواء أن كان في لبنان أو العراق هو بسبب غياب الضمير والجشع والطمع والفساد وعدم الخوف من الله عزوجل ، ألا يدركوا أننا كلنا سينتهي بنا المطاف الى مغادرة هذا العالم ، ياحبذا لو يتركوا أثرا طيباً في بلدانهم ليترحم عليهم الشعب !
أفانين كبة – كندا
في الغرب، إذا اضطرت المرأة أن تختار بين ابنها أو قطتها أو كلبها فتختار الكلب ( الكلب أعز من القط في الغرب) بلا تردد. لقد رأيت بأم عيني إمراة تخرج من السوبر ماركت ومعها كلبها وابنها وقد اشترت بعض الشوكلاته وأطعمته لكلبها وابنها الصغير بجنبها يريد نصيبه من الشوكلاته ولكنها لم تصغ له.
أسعد الله صباحكم بكل خير لك أختي السمان وللجميع.
نتفق معك ومع الكاتب راشد عيسى, لكن مالعمل؟ انتفاضة تشرينية ثانية!. وإلا فكيف, لأن كلن يعني كلن. مشكلة لبنان هي بالدرجة تعود لسيطرة نظام الإستبداد السوري وهو أول من قام بتدمير لبنان.
طلبت ابنتي سينا مرة أن أشتري لها دمية لها شكل غير معتاد بأطراف طويلة وأسنان كسمك القرش. فصاحت أمها لا إنها مفزعة وليست جميلة! فسألت سينا مارأيك, فردت قائلة لا إنها حلوة وأحبها وأرغبها, فاشتيريتها وفرحت بها وتضعها في سريرها إلى جانب الدمى الأخرى. الأطفال لايفكرون بطريقة عنصرية وكراهية وماشابه ذلك من نفور. بالأحرى المشكلة تأتي من الكبار, وكما ذكرت سيدتي قليلًا من الجهد الإجتماعي والعمل معًا على مستويات متعددة كفيل بالتخلص من العنصرية وكراهية الآخر بأشكالها المتعددة.
لاأعرف لماذا يهتم الناس باخبار المتزوجين وتقلبات حياتهم أو “الفضائح” الزوجية إن صح التعبير. الثقة المتبادلة هي من أهم ركائز الزواج. توفيرها ممكن اللهم إذا توفر صوت العقل وهنا الإمتحان الأهم, ههه ولاداعي لتبذير المال.
بالمناسبة سيدتي من خلال مراقبة الحيوانات وخاصة الأليفة منها والتعامل (برفق) معها, يكتشف الإنسان ليس فقط مشاعرها بل أنها أذكى بكثير مما نعتقد.
مع خالص محبتي وتحياتي للجميع.
سيدتي الأديبة .. لازالت مقالاتك تدهشني وتلهمني وتعيد في حب الحياة والاستمرار ..إنني أنتظر مقالك الأسبوعي بلهفة ، كما كان قراؤك ينتظرون مقالاتك في مجلة الحوادث ، الغنية جدا بكل ماهو مفيد يثري الثقافة بكم من الأفكار والمترادفات ،والأهم أنها تهب السعادة لمن فقدها أو كاد ..أ
يام دراستي في الجامعة كان لي صديق،شبه منفرض يدرك تعلقي الشديد بالأديبة الغالية غادة السمان، وبمقالاتها وكتاباتها نمط حياة، ف كان يدعي أو لعله كان محقا أنه التقى بك عبر مسنجر وأجرى معك حواراا ،كان ذلك الحوار وتلك الذكرى اللامنسية تعود لسنة 2001 والقرن الصاخب جدا ومجنون التسارع والأحداث ، ف كان جلوسي معه استراحة محارب في زمن الحروب الجديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
أهديكم الأنشودة الخالدة ياظلام السجن
بمناسبه مرور 100 سنه كامله على هذه القصيده التي نظمها جدي نجيب الريس في ظلمات سجن أرواد عندما كان مع الرئيس شكري القوتلي وعدد من الوطنيين اثناء الاستعمار الفرنسي البغيض
https://youtu.be/ZiUcUM5VnSc
سورية لبنان ليبيا اليمن العراق كلها تعاني من نفس الوجع والألم والذل والمهانة، الطغيان السياسي يعني استئثار قلة قليلة بمصير الشعوب، عدم توزيع الثروة يعني سرقة البلاد من تلك القلة القليلة ثم إستعانة تلك القلة القليلة لداعم ظالم من الخارج لتحقيق مصالحه في أوطاننا يعني العمالة كي يبقوا في مناصبهم لعدم دعم شعوبهم لهم بسبب الظلم ، أما شعوبنا أصبحت بسبب الخوف والظلم والارهاب المخابراتي قطيع أغنام كش كش إذهب إلى تلك الزاوية وكش كش تعال الى الزاوية الأخرى ومن لايطع الأوامر يتم تصفيته مهما كان العدد من الأبرياء لايهم المهم أن تبقى تلك الفئة الظالمة بالقيادة الحكيمة، ماهو الحل برأي السادة المعلقين مهم جداً بالنسبة لي..!!!!!!
صباح الخير أخي كاسر جوخة. برأيي استمرار الثورة أو الثورات الشعبية هو أحد الحلول وقد يكون هناك حلول جزيئية تتطور مع الوقت إلى حلول جذرية. المشكلة فيما أعتقد هي أن النخبة (السياسية والفكرية والثقافية …) مازالت لاتتجاوب بالشكل اللازم أو الكافي لبلورة تطلعات الشعوب بفعل قيادي لتسيير دفة التغيير ونجاحة. بل أن جزء من هذه النخبة وجد أن فشل الربيع العربي هو تأكيد لسياسة الرجل الواحد! وللحفاظ على أنظمة الإستبداد كشرط للمرحلة الحالية بظروفها القاسية المرحلية!. وهذا برأيي سقوط إن لم يكن تواطوأ مع الإستبداد. لامجال لتطور مجتمعنا إلا بالخلاص من الإستبداد، السؤال فقط ميف سيكون وكم سيكون هذا الطريق صعبًا ووعرًا وصعبًا.