بيروت ـ «القدس العربي»: ماذا حدث في الجبل في الساعات القليلة الماضية، وأي دور يلعبه رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهّاب؟ وهل صحيح ألا أمر عمليات وراء تصريحاته الأخيرة وتحركات مناصريه؟ علماً أنه أعلن بعد لقائه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أننا بحثنا في السيرة الذاتية للحريري ووجدنا أنه غير صالح لرئاسة الحكومة».
وإذا كان «حزب الله» يتلطّى وراء حلفائه السنّة من قوى 8 آذار لعدم إظهار العقدة الحكومية الأخيرة بأنها شيعية ـ سنية بل سنية – سنية، فهل يحاول أيضاً التلطي وراء رئيس حزب التوحيد الدرزي ليوسّع دائرة العقدة وإقحام بعض الدروز في الصراع مع «تيار المستقبل» السنّي الموجود بقوة أيضاً في الشوف، وتحديداً في إقليم الخروب؟
أي دور لحزب الله و«البعث» في المواجهة… وما حقيقة شاحنة الأسلحة إلى الجاهلية؟
لقد تسارعت الأحداث في اليومين الأخيرين وتصاعدت حدة التصريحات، وبلغ التشنج مداه على خط وهّاب – المستقبل، ما دفع بالزعيم الدرزي الأقوى وليد جنبلاط إلى الدخول على الخط ليدين كلام وهّاب باسم عموم أهالي الجبل، وليرفض التعرّض للرئيس سعد الحريري بشكل «خرج عن كل الأعراف والقيم الأخلاقية»، مشيراً الى أن «هذا الكلام يذكّرنا بالتحريض العبثي للبعث السوري منذ سنوات، وما نتج عنه من مآسٍ بحق اللبنانيين».
كذلك بادر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن إلى إجراء اتصالين هاتفيين بكل من رئيس الحكومة المكلّف، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أعرب خلالهما عن «كامل الاستنكار والشجب والرفض للحملات المغرضة الذي يتعرض لها دولته»، مع التأكيد على «رفض كل أشكال الخطاب المشحون والمنحدر وضرورة الارتقاء إلى ما يليق بمستوى التخاطب العام».
واللافت هو امتداد التوتر من جبهة وهّاب – المستقبل الى جبهة وهّاب – جنبلاط، حيث ردّ الأول على رئيس الاشتراكي بالقول «مع احترامي للأستاذ جنبلاط فهو يستطيع أن يتحدث باسمه وباسم الحزب التقدمي الإشتراكي، لكن لا يستطيع أن يتحدث باسم أبناء الجبل مع تمثيله الواسع، ومهما تحدثت لم أصل الى الأوصاف التي أطلقها على آل الحريري عندما اختلف معهم على قضايا خاصة، فنحن خلافنا على مال عام». وأضاف: «أما بالنسبة للبعث السوري فقد كنت يا استاذ جنبلاط في مدرسته قبلي بكثير وإذا أخذنا المدة الزمنية فتكون من أقدم التلامذة في المدرسة وأعرقهم وأكثر من استفاد منهم».
وفي تغريدة موجهة إلى الشيخ نعيم حسن، قال وهاب: «أما الشيخ نعيم حسن فلا ألومه فهو اختار أن يكون شيخ فريق من الدروز، ولكن أتمنى عليه أن ينتبه لمالية مشيخة العقل والأوقاف أفضل من التدخل بالسياسة».
غير أن اللافت هو انتقال التوتر من التغريدات السياسية إلى الأرض، حيث سُجّلت تحركات بدأت بتسيير حزب التوحيد موكباً للسيارات ليل الخميس الجمعة انطلق من دوّار بعقلين في اتجاه المختارة ومن هناك الى معاصر الشوف والباروك. إلا أن مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي اعترضوا طريق الموكب وحاولوا منعه من العودة، ما دفع بمناصري وهّاب الى قطع طريق مدخل الشوف عند كفرحيم.
وغرّد ناشطون من الجبل مناصرون للحزب الاشتراكي قائلين «طريق الباروك معاصر الشوف مقطوعة على الفتنة بسبب تراكم الوعي وعزة النفس عند الاهالي»، و«الى وهّاب والأيادي الخفية والنفوس الردية… المختارة محمية من الله في السماء وبصدورنا على الأرض» ، «الى وهّاب من أنت لتتكلم باسم الدروز؟ من أنت لتستقوي بالدروز على أبناء الوطن؟ إن جرّ البلد الى أحداث مذهبية وطائفية يخدم أسيادك ولا يخدم الدروز».
وكتبت الاميرة حياة وهاب أرسلان «الفوضى الأمنية المتنقلة تنذر بالأسوأ …مصلحة البلد تفرض التيقّظ ونبذ الفتنة وتغليب العقل على الغرائز».
وسبق موضوع المواكب، حديث عن توقيف شاحنة أسلحة ممتلئة بقاذفات آر بي جي وذخيرة متجهة الى بلدة الجاهلية مسقط رأس وهّاب. ونُقل عن مصدر أمني أن هذه الشاحنة كانت آتية من منطقة قريبة من بيروت، وخضعت للمراقبة منذ خروجها الى حين توقيفها .وأفيد بأن الخطوة التي قام بها الجيش بتوقيف شاحنة السلاح، هي اختبار يترجم توجّه قيادة الجيش الحازمة في منع تكرار ما يشبه 7 أيار او نموذج مصغر لـ 7 أيار.
غير أنه لم يمض وقت طويل حتى أصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً نفت فيه صحة الخبر، لافتة إلى أن «الشاحنة المذكورة كانت قد تعرّضت إلى عطل على أوتوستراد الناعمة ـ بيروت، وتبيّن نتيجة التدقيق أنها تحوي ذخائر صلودية وتدريبية ومجسمات، موضوعة بتصرف فريق عمل تصوير تابع لإحدى الجامعات بناء على ترخيص مسبق صادر عن قيادة الجيش، وذلك لتصوير فيلم أكاديمي».