بيروت- ” القدس العربي “: ودّعت الكنيسة المارونية في مأتم مهيب المطران يوسف بشارة راعي ” لقاء قرنة شهوان ” السابق الذي وقف في وجه الوصاية السورية على لبنان بتكليف من البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير والذي أسّس لمعارضة وطنية مع ” لقاء البريستول ” الذي ضمّ ممثلين للحزب التقدمي الاشتراكي و”تيار المستقبل ” وتوّجت هذه المعارضة بثورة 14 آذار/مارس 2005 .
وترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة ، وعدّد مزايا المطران الراحل ومنها ما كان البطريرك صفير يُسنِد إليه من مهمَّات.وقال الراعي ” مِن نشاطاته على الصَّعيد الوطنيّ، لا بدَّ من أن نذكر لقاء قرنة شهوان الذي كوَّنَ الصَّدى لصوت البطريرك بدءًا من سنة 1977، والذي جمعَ شخصيَّاتٍ مارونيَّةً وغير مارونيَّة، معنيَّة بتحرير لبنان من السَّيطرة السُّورية، وحماية سيادته، واستعادة قراره السِّياسيّ الحرّ. فتحمَّل المطران يوسف هذه المسؤوليَّة بالرُّغم من الانتقادات الدَّاخليَّة والخارجيَّة، والتَّهديدات والمحاربة المعنويَّة والكلامية والفكريَّة والعمليَّة. فصمَدَ حبًّا بلبنان حتَّى النِّهاية. وكانت بياناتُ هذا اللِّقاء جريئةً وموجِّهةً، ذكَّرَتنا “بالجبهة اللُّبنانيَّة” التي قادت المقاومة اللُّبنانيَّة الشَّعبيَّة في حرب السَّنتين 1975 و 1976، وأمَّنت خلاص لبنان “.
وقد قلّد ممثل رئيس الجمهورية النائب الياس بو صعب المطران الراحل وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور باسم رئيس الجمهورية وقال: “أيها الفقيد الغالي، في هذا الوقت المهيب الذي نودّعك فيه أقف مع صاحب الغبطة والمطارنة الأجلاء وعائلتك ومحبيك ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي منحك وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور تقديراً لدورك الوطني والإنساني والروحي في نسيج لبنان، وكلّفني فشرّفني أن أضعه على نعشك وأن أنقل تعازيه الحارة إلى عائلتك وغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى سائلاً لك الرحمة ولهم التعزية والرجاء “.
ولدى إلقاء بو صعب كلمة رئيس الجمهورية، خلال الجنازة، قاطعه احد المشاركين، متوجهاً له بنبرة عالية بالقول: “ان المطران يوسف بشارة هو من أطلق شرارة تحرير لبنان وليس أنتم، وشهداء ثورة الأرز لا يموتون فهم أحياء في ضمير الأحرار”.
من جهته، قدّم مستشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس بإسم رئيس الحزب وليد جنبلاط التعازي للمطران الراحل يوسف بشارة في كنيسة مار يوسف – الكرسي الأسقفي في قرنة شهوان.ونقل الرئيس “تقدير جنبلاط للدور الكبير الذي لعبه المطران الراحل في قيادة “لقاء قرنة شهوان”، الذي تلاقى معه في معركة السيادة والاستقلال والقرار الحر وفي تكريس خطاب المصالحة والتلاقي حول الثوابت الوطنية، في حقبة سياسية صعبة وحسّاسة من تاريخ لبنان، وهي العناوين التي كانت كرّست في مصالحة الجبل التاريخية مع البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير”.