هذا العنوان ليس مني، بل هو عنوان نص احتل صفحة كاملة من ملحق «جريدة النهار» اللبنانية، والعنوان هو «لبنان انتهى، فلنجترح غيره»، كتبه الأستاذ عقل العويط بتاريخ الجمعة 22 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 2013 أي قبل 10 أعوام! وما زالت كل كلمة فيه راهنة كأنها كتبت البارحة.
وليس بيننا من لا يخشى على لبنان ويرى انهياره التدريجي وانفجاراته المتلاحقة، وآخرها الانفجار الرهيب في المرفأ الذي قتل «مئات الأبرياء» وهدم عشرات البيوت، ولن يدهشنا أن يظل الفاعل من نمط (المبني للمجهول). ما كتبه عقل العويط وجدته اليوم وأنا أحاول (بكل فشل) ترتيب أوراقي القديمة وبينها ما حملته معي من زياراتي في بيروت وطمرته أوراق أخرى وطالعته متأخرة كما حدث لي مع ما كتبه عقل العويط في صفحة كاملة من ملحق النهار، قبل عشرة أعوام كما ذكرت، ومازال راهناً.
نفتقد لبنان ولكن..
معظم الذين غادروا لبنان مثلي، لأن الحياة هناك صارت صعبة، مازالوا يحنون للعودة إلى لبنان. بيتي الباريسي يطل على نهر السين وبرج إيفل، ولكن إذا قالوا لي إن الكهرباء عادت إلى بيروت سأعود في اليوم التالي. لا أعرف من هو السياسي اللبناني الذي سيكون هاجسه إعادة الكهرباء إلى الناس في لبنان وأياً كان، سيحظى بكثير من امتنان من يعود إلى الوطن! أعرف المآسي الأخرى الكثيرة التي يعاني منها لبنان، وأعرف أسرار المحركات المنزلية لتوليد الكهرباء ساعات، ولكن عودة التيار الكهربائي ليل نهار هو المطلوب أولاً، وبعدها الناس مع البنوك، وهبوط الليرة اللبنانية، وأترك القارئ يعدد ما تبقى، وهو كثير…
قتل النساء في عصر القضاء
الصحافة الفرنسية كلها تقريباً كتبت عن الذكرى العشرين لمصرع الجميلة ماري ترنتينيان، الممثلة الشابة وابنة ممثل شهير (فرنسياً). وماتت المسكينة ضرباً على يدي (حبيبها!) المغني الوسيم برتران كانتات صاحب فرقة «رغبة سوداء»، وكانت بحق (سوداء) حتى القتل! كانا قد شربا الكثير من الكحول وتشاجرا وضربها…
فأغمي عليها أو هكذا توهم.. وفي حقيقة الأمر، قتلها بصفعاته وبضربه لها على رأسها، وحكموا عليه بالسجن 8 سنوات بتهمة القتل وتم سجنه. وحين غادر السجن بعد تلك الأعوام كلها، حاول أن يعود إلى حياته السابقة كمطرب وصاحب فرقة. كأن شيئاً لم يكن من قبل!
تظاهرة نسائية ضده
وفي يوم إقامة حفلته الأولى بعد السجن الطويل، فوجئ بمئات النساء يتظاهرن ضده ويمنعن أياً كان من الدخول إلى حفله وفرقته، واستطعن عقابه ثانية بعد السجن، وذلك بالحرمان من الغناء.. وهكذا انتهى (المغني) برتران كانتات، ولم يعد يسمع به أحد من معجبيه القدامى. وكان يستحق ذلك، إذ لا يحق لأي (عاشق) ضرب حبيبته حتى الموت مهما كانت كمية الكحول التي ابتلعها.. وأججت نار الشجار.
عاد إلى شياطينه
إنه الفكاهي الفرنسي بيير بالماد بوجهه البريء، وكان الفرنسيون يحبونه حتى ظهرت حقيقته الداخلية وصار مكروهاً بعدما تسبب في تدمير حياة أسرة. فقد تسبب حادث سير بتعرية حقيقته والشياطين التي تقطنه.
فهو لا يكتفي بشرب كثير من الكحول، لكنه يتناول معها المخدرات ويعاشر الشباب (وهذا مسموح في فرنسا) ويقود سيارته وهو شبه مخدر.. وهكذا صدم سيارة أخرى وكاد يقتل ركابها، وهم رجل يقود سيارته كما ينبغي وإلى جانبه سيدة حامل في شهرها السابع، تسبب بيار بالماد بإجهاضها وبالتالي طفلها. وفي المقعد الخلفي من السيارة صبي في السابعة من عمره أصيب بكسور وبجروح لعنف الاصطدام الذي تسبب به (الفكاهي!) بيار بالماد، الذي تبين لرجال الشرطة انه كان ثملاً، وتناول كمية كبيرة من الكوكايين. وكان معه في سيارته عدة رجال (على الأرجح) هربوا وقت الاصطدام! ولكن بيار بالماد لا يتوب حتى بعد الأذى الذي سببه لأسرة، لكنه كلما سنحت له الفرصة هرب من المستشفى ليلة الاستسلام لشياطينه! هذا قبل صدور الحكم عليه ربما بالسجن.
الأسرة تتحدث أخيراً
بعد أشهر من الصمت في المستشفى حيث تتم معالجة الأسرة التي تسبب لها بيار بالماد بالأذى، تحدثت إلى الصحافة. وقال يوكسل ياكوت، رب تلك الأسرة، إنه لم يعد قادراً على العودة إلى عمله، ويتمنى أن يشفى من آثار حادث الاصطدام الجسدية والنفسية، وهي المرة الأولى التي تحدثت فيها تلك الأسرة عن الأذى الذي سببه لها بيار بالماد.
وأظن أنه من الضروري سحب شهادة قيادة السيارة من أمثال بيار بالماد، فعلى من يقود السيارة أن يكون صاحياً. وهذا رب الأسرة يريد تقديم بالماد إلى العدالة ومحاكمته.
نجم هوليوود معجب بالقزمة!
أحد نجوم هوليوود ومن أكثرهم وسامة واسمه «براد بيت»، أبدى إعجابه بالممثلة الفرنسية القزمة ميمي ماتي (وتدعي في مسلسلها الوحيد جوزيفين دولمار). ميمي ماتي لا يزيد طولها عن متر، ولها وجه مبهج، وقد اخترع لها الفرنسيون دوراً تلعب فيه وظيفة ليست بشرية، بل تستطيع مساعدة المظلوم بتحريك أصبعيها معاً (فقشة!) باللغة العربية العامية. وهي تمثل في مسلسل يدور حول نصر المظلوم، يذيعه التلفزيون الفرنسي (القناة 20) مرة في الأسبوع.
أعجبني إعجاب النجم الهوليوودي الوسيم براد بيت، فليس من الضروري أن تمثل في مسلسل إنساني.. وهي تعيش على هذا النحو وليست معقدة من قصرها الجسدي المبالغ به.
فقد التقيت بها ذات يوم في (غاليري لافاييت) الباريسي في القسم منه المخصص للطعام، وتصادف أن وقفت خلفي إذ جاء دورها بعدي، وحين عرفتها وعرضت عليها أن تشتري ما يلزمها قبلي شكرتني واعتذرت وظلت تقف خلفي؛ أي أن تلك القزمة لا تلعب دور «النجمة»!! وهذا جميل.