بيروت – «القدس العربي» : لم تمرّ تظاهرة التيار الوطني الحر امام مصرف لبنان عصر أمس الخميس لمطالبة حاكم المصرف رياض سلامة بمعرفة مصير الأموال المهرّبة إلى الخارج مرور الكرام إذ حصل توتّر شديد بين المتظاهرين العونيين وبين مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي نزلوا إلى الطريق في محيط منزل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بعد تناقل شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن مناصري التيار العوني قد يعرّجون على منزل جنبلاط ويوجّهون له الاتهام بالفساد.
وما أجّج التوتّر هو ما أعلنه الاشتراكيون عن رؤيتهم المسلّح العوني الذي أطلق النار في جل الديب على المتظاهرين في إحدى السيارات في محيط كليمنصو وبحوزته رشاش حربي، فساد الغضب وأطلقوا الهتافات والشتائم بحق رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني للفصل بين الطرفين ومنع حصول أي مواجهة مباشرة، رافضين اي استهداف لسيّد المختارة. وقد هتف الاشتراكيون بحياة وليد جنبلاط، وتوعّدوا كل من يريد محاسبة جنبلاط، متهمين باسيل بأنه «حرامي وفاسد».
وكان رئيس الحزب الاشتراكي توجّه إلى مناصريه بالقول «الى الرفاق والمناصرين، ان حق التظاهر والتعبير عن الرأي هو من مظاهر الحياة الديمقراطية في لبنان. لذلك أتمنى ان لا تنساقوا وراء الأخبار الكاذبة والملفقة لبعض من التواصل الاجتماعي وان نحتفظ دائماً بالهدوء والموضوعية في اي تبادل للرأي .هذا كان موقفي في اول لحظة من انطلاقة الثورة».
وقد حصلت اتصالات بين وكيل داخلية الحزب الاشتراكي ونائبة رئيس التيار الوطني الحر لتهدئة الوضع بين الطرفين وعدم الانجرار إلى اي فتنة.لكن هذه الاتصالات خرقتها هتافات متبادلة بين الشارعين المضادين من بينها «الله لبنان عون وبس» و»هيلا هيلا هيلا هو جبران باسيل…إمو».
وكان التيار الوطني الحر طالب في خلال تظاهرته امام مصرف لبنان بمعرفة من قام بتحويل الاموال المهرّبة إلى الخارج في وقت لا يتمكّن مودعون من الاستحصال على 200 دولار امريكي كل اسبوع من المصارف. وهتف العونيون «يا رياض وين حوّلت الدولارات؟».
واستبق رئيس التيار النائب جبران باسيل التظاهرة بتغريدة جاء فيها «لا للمسّ بليرة او دولار من اموال الناس قبل معرفة مين بعد 17 تشرين حوّل أموال للخارج وكميتها، ولازم اعادتها». وأضاف «كل مبلغ تحوّل للخارج سنة 2019 بطريقة استنسابية حرم يلّي خلّوا اموالهم بلبنان من فرصة الحصول عليها»، مؤكداً أن «المصرف المركزي بيعرف وبيقدر وهو لازم يكون بخدمة الدولة والناس مش العكس».
ومن امام المصرف الذي قطع المتظاهرون الطريق امامه تحدث نائب رئيس التيار منصور فاضل فقال « لمن لا يعرف التيار ، نذكّره أننا أصحاب الارض وقد حدّدنا الهدف للتظاهر وهو معرفة مصير الاموال المهرّبة خارج لبنان ، وأدعو إلى التركيز على هذا الهدف»، معتبراً أن «حاكم البنك المركزي بإمكانه بكبسة زر أن يكتشف كيف تمّ تهريب الاموال وأن يزوّدنا بالمعلومات» ، محذّراً من « التلاعب بالامن النقدي ومن خروج العملة الصعبة من لبنان».
وكان ناشطون سبقوا مناصري التيار إلى امام مصرف لبنان ورفعوا شعارات تستهجن تظاهرة التيار وتحمّله مسؤولية كمشارك في السلطة عن التدهور المالي والاقتصادي وعن التمديد لحاكم مصرف لبنان.ومن هذه الشعارات التي ذُيّلت بعبارة « لبنان ينتفض» ما يلي: «حاميها حراميها، إنفصام، التمديد مقابل سيدروس بنك، مين مدّد لرياض سلامة؟».
وكان وزير الاقتصاد السابق رائد خوري تعرّض للانتقاد والاستهداف من خلال اتهامه بالاستفادة من الهندسة المالية التي أجراها مصرف لبنان، ما اضطره إلى الرد بأن «الهندسات المالية هي سياسة عامة معلنة من المصرف المركزي لإستقطاب الدولارات من الخارج ولمصلحة المودعين متل المصارف؟».