بيروت ـ «القدس العربي»: كشفت معلومات عن سجال دار بين رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، ووزيرة الداخلية ريا الحسن، قبيل انعقاد اجتماع المجلس الأعلى للدّفاع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا الإثنين الفائت. وتعدّدت الروايات لهذا السجال، لكن الحقيقة واحدة وهي أن لا كيمياء بين وزيري الخارجية والداخلية.
فحسب مصادر قريبة من الوزيرة الحسن بادر الوزير باسيل ومن دون مقدمات بالقول لوزيرة الداخلية وبلهجة حادّة: «أنتِ انتبهي لحالك»، فردّت عليه قائلة: «ما بسمحلك تقلي هيك؟ ولا تهدّدني، فهمت، أنا وزيرة داخلية على رأس السطح»، فأجابها قائلاً: «انتبهي ع حالك عم قلك…»، فردّت عليه قائلة بلهجة حادة: «روح شوف حالك، أنا ما حدا بيهددني».
تزامنًا مع مطالبة جنبلاط للرئيس عون بلجم تصرّفاته «الصبيانية»
وبعد ساعات على هذه الرواية كانت لمصدر وزاري من التيار رواية أخرى مفادها أن القصة بدأت قبل انضمام باسيل الى الاجتماع، حيث بادر وزير الدفاع الياس بوصعب إلى معاتبة وزيرة الداخلية على تصريحها تزامناً مع حوادث الجبل، الذي وصفت فيه زيارة باسيل بالاستفزازية، توجّه بوصعب للحسن بالقول: «عندما حدث لغط حول تصريحك بعد الاعتداء الإرهابي الأخير في طرابلس حيث وصفت المعتدي بالمختل عقلياً وفُهِم الأمر على أنه محاولة للتخفيف من مسؤوليته عن الجريمة، وقفنا معك عملاً بمبدأ التضامن الوزاري، لكن تصريحك يوم أحداث الجبل كان مفاجئاً ولم يكن في محله».
غير أن الوزيرة الحسن اجابت بأنها لم تقل الكلام على هذا النحو، واستعانت بهاتفها الخليوي لتؤكد وجهة نظرها، فطالبها بو صعب بإصدار نفي للموضوع، لأنه فهم وكأن وزيرة الداخلية تبرّر الاعتداء المسلّح بكلامها.
ولفت المصدر الوزاري الى أنه في هذا الوقت، دخل باسيل وانضم الى الاجتماع، فبادرته الحسن بالسؤال: «زعلان مني»؟ فأجاب باسيل معاتباً: «في حدود وبدّك تنتبهي»، قاصداً بذلك تصريحها حول أحداث الجبل، مع العلم أن الحسن كانت وجّهت ايضاً سلسلة انتقادات لباسيل خلال حلقتها التلفزيونية الأخيرة، من دون ان يقابل كلامها بأي تعليق. غير ان الحسن ردّت بالسؤال: «شو عم بتهددني؟».
وعند هذا الحد، تدخّل الرئيس سعد الحريري متحدثاً عن وجوب التضامن الوزاري، مشيراً إلى «أن من الخطأ سماع تصريحات ليست في محلها في وقت هناك أحداث خطيرة، لكنه ايّد الحسن في قولها إنها لم تقصد تبرير الاعتداء، وانتهى الأمر عند هذا الحد، قبل ان ينتشر هذا الصباح التسريب المغلوط «.
وختم المصدر الوزاري بالقول «الكلام عن تهديد لا أساس له ولا معنى، وهو جزء من الحملة المستمرة المعروفة الخلفيات والأهداف على باسيل».
من جهته اكّد جنبلاط أن «الخطاب الاستفزازي في كل المناطق لا معنى له والذي مع الأسف أدى إلى الانفجار الأحد في البساتين» في الجبل، رافضاً «الكلام الاستباقي لوزير الدفاع الياس بوصعب، كما فعل في قضية زياد عيتاني». وفي إشارة إلى خطاب الوزير باسيل سأل «لماذا العودة إلى نبش القبور وإلى محطات الكحالة وسوق الغرب؟»، مطالباً « الرئيس عون بوضع حد للتصرفات الصبيانية» لباسيل.