لبنان: رئيس متخصّص بالشغور الرئاسي!

حجم الخط
6

حذّر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أمس الأحد، من حصول شغور رئاسي في منصب الرئاسة اللبنانية، معتبرا تعمد حصول هذا الأمر «مؤامرة وخيانة بحق لبنان».
يشير تحذير الراعي، وآخرين، إلى تزايد إمكانية حصول هذا الشغور في بلد تعصف به الأزمات الاقتصادية وتتدهور أوضاع مواطنيه وتنهار قدراته على توفير الأساسيات، من كهرباء ووقود وخدمات، وذلك بعد أن تضعضعت بناه المالية مع امتناع مصارفه عن تسديد أموال المودعين، بحيث شهدنا بعضهم يقوم بأعمال عنيفة بالسلاح لاستعادة جزء من ممتلكاته.
يتعلق الأمر بنخبة سياسية لبنانية شديدة الغطرسة والأنانية في تصارعها على كراسي السلطة وتتخندق في مواقع النفوذ.
إضافة إلى تجاهلها لمصالح الشعب الذي تزعم تمثيله فإن هذه النخبة تستميت على منع أي محاولة لمحاسبة أفراد منها عن مسؤوليتهم عن كارثة انفجار مرفأ لبنان وتداعياته الكارثية على العاصمة بيروت، وعن كارثة الانهيار المالي، وكارثة التدهور المعيشيّ، وكارثة انقطاع الكهرباء والعجز عن توفير الوقود.
بدأت فترة المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد في بداية الشهر الحالي، وحسب الدستور اللبناني فإن المجلس النيابي (البرلمان) يصبح هيئة ناخبة وظيفتها انتخاب رئيس. باستثناء ثلة قليلة من النواب المستقلّين، فإن المجلس النيابي اللبناني مؤلف من كتل محلية محسوبة على قوى إقليمية أو دولية، وهذا ما سيجعل انتخاب رئيس لبناني جزءا من الصراعات الإقليمية والدولية، بما فيها المفاوضات الدائرة حاليا بين أمريكا والمنظومة الدولية، من جهة، وإيران، من جهة أخرى.
تبدو السابقة الأولى لحالة فراغ رئاسي في لبنان، والتي حصلت بين أيلول/سبتمبر 1988 وتشرين الثاني/نوفمبر 1989، سيناريو لاحتمال حصول الشغور المقبل، وخصوصا لأن عون كان طرفا مركزيا في حصولها، فقد امتنع المجلس النيابي عن انتخاب رئيس رغم ممارسة قوى إقليمية ودولية ضغوطا (حيث حصل توافق أمريكي ـ سوري على النائب مخايل الضاهر) وفوق الفراغ الرئاسي فقد حصل أيضا انقسام بين حكومتين، مدنية، ويقودها سليم الحص، وعسكرية، يقودها ميشال عون!
انتهى الشغور الرئاسي الثاني، الذي جرى بين تشرين ثاني/نوفمبر 2007 وأيار /مايو 2008، بـ«اتفاق الدوحة» الذي رعته قطر، وتمكنت فيه بإنهاء أزمة 18 شهرا من الأزمة السياسية، وأدى إلى انتخاب ميشال سليمان رئيسا.
لعب عون دورا أيضا في الشغور الرئاسي الثالث، والأطول في تاريخ لبنان، والذي دام بين أيار/مايو 2014 وتشرين أول/ أكتوبر 2016، ولم ينته ذلك الشغور إلا بانتخاب ميشال عون رئيسا للبلاد، وبذلك يمكن اعتبار الرئيس اللبناني الحالي من أكثر الشخصيات السياسية خبرة بشؤون الشغور الرئاسي!
تحضر هذه الخبرة بوضوح في المفاوضات الجارية بين الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، والتي تتجه، وبشكل متعمد كما يبدو، إلى الفشل.
الهدف من ذلك، على ما يظهر، هو منع تطبيق المادة 62 من الدستور اللبناني والتي تنص على أنه «في حال خلوّ سدة الرئاسة لأي علة كانت، تُناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء» وبذلك يصبح البلد بدون رئيس ولا حكومة، فما يهم، في النهاية، هو الحصّة التي سينتزعها الزعماء ـ الوكلاء من لحم الشعب اللبناني.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    المشكلة بلبنان والعراق واحدة ووحيدة !
    المشكلة هي بالثلث المعطل !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح //الأردن:

    *للأسف (لبنان) انتهى كدولة مستقلة مستقرة
    والعوض على الله.
    كان الله في عون الشعب اللبناني المنكوب.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد.

  3. يقول S.S.Abdullah:

    الراتب، هي الأولوية واستحقاق وطني، لدى أي موظف، في أي نظام بيروقراطي،

    وبدون تشخيص أساس المشكلة لن يمكن إيجاد حل إلى عنوان (لبنان: رئيس متخصّص بالشغور الرئاسي!) رأي، جريدة القدس العربي، البريطانية، بالذات، والأهم لماذا، وما دليلي على ذلك؟!

    لاحظت أن النظام السياسي بعد عام 1945، في (الكيان الصهيوني) لا يختلف عن (اللبناني)، أساسه توزيع كراسي وظيفة الحكم إلى الأقليات، أي بدل (آل البيت) تم تسليم (شعب الرّب المُختار)، كما هو حال المملكة الأردنية والمغربية،

    لكن من حسن الحظ، أن نظام الحكم في دول مجلس التعاون في الخليج كان مختلف، تماماً،

    حيث تم توزيع وظيفة (الإدارة) إلى ممثلي (آل البيت) بينما تم توزيع وظيفة الحوكمة إلى ممثلي (شعب الرّب المُختار)، ولذلك ظهر مفهوم الكفيل (الإنسان والأسرة والشركة المنتجة للمنتجات الإنسانية في الدولة)، وهذا ما لا يوجد في كيانات سايكس وبيكو بشكل عام،

    ولكن حصلت هزة كبيرة بعد 2/8/1990، أدت إلى ظهور من مؤتمر مدريد في عام 1991، الترتيب الجديد للعالم، تحت قيادة الثلاثي صندوق النقد والبنك الدولي وأخيراً معهد الحوكمة الكندي وشروطهم الخمس في الوصول إلى دولة الرفاهية السعيدة:

  4. يقول S.S.Abdullah:

    – الشفافية.
    – اللا مركزية.
    – الحاضنة التقنية (الأتمتة).
    – الحوكمة الرشيدة.
    – حق تعليم لغات الأقليات نفس حق تعليم اللغة الأم، من أجل رفع التمييز في الوصول إلى التعايش والتكامل بين ثقافة الأنا وثقافة الآخر في الوصول إلى ثقافة النحن كأسرة إنسانية داخل أي مجتمع أو دولة.

    ولذلك نحن في حاجة إلى مناهج تعليم جديدة، عن بُعد، من خلال الآلة التي بيد أي إنسان أو مباشرة وجها لوجه، تعمل على خلق (وعي/ضمير)، لتمييز، الفرق بين العمل من خلال مفهوم (الوقف)، عن العمل من خلال مفهوم (الوظيفة)، عن العمل من خلال مفهوم (المهنة)، حتى يمكن حساب الراتب من خلال (التكلفة/الوقت/السوق) لو أردنا المنافسة للحصول على حصة في أجواء سوق العولمة (الأمريكي أمازون) أو (الصيني علي بابا).

    نحن نعرض سوق منافس، وفق مفهوم صالح (الحلال) بعيداً عن عقلية الجباية الربوية (الحرام)، أي بلا غش بضاعة (فلان)، أو تعدي على حق (علان)، لأن في لغة القرآن وإسلام الشهادتين، التي لا تمثل فكر (فلان) أو ثقافة (علان) ، العقد شريعة المتعاقدين.??
    ??????

  5. يقول عبد الله العقبة:

    اسوأ عهد في تاريخ لبنان الحديث عهد عون.فرضته لبنان وحرسته إيران وتركته إسرائيل كالأرجوحة.

  6. يقول مظفر:

    في السبعينات كنا نتمنى أن تلحق سوريا بركب لبنان في الإزدهار الثقافي والرفاهية وإذ به يحصل العكس فقد جرجرت سوريا لبنان إليها وعلى ما يبدو فإن نظرية أينشتاين تصلح في الجيوسياسي أيضاً أي الدول الأكثر ثقلاً تجذب إليها الدول الأصغر. وعليه، فإن عون استلهم النموذج السوري – بمساعدة إيران وطبعاً دوماً حزب الله- وكما أن النموذج السوري يقضي ” الأسد أو نحرق البلد” فإن النموذج اللبناني الجديد “عون أو نحرق ليبانون -بالإنكليزية-” أو ” عون أو نحرق ليبون -بالفرنسية-“.

إشترك في قائمتنا البريدية