بيروت- “القدس العربي”:
بقي موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العالي النبرة من الثنائي الشيعي ورفض تمسكه بوزارة المال محور تعليقات وحملات من مناصري هذا الثنائي، بعدما سأل: “بأي صفة تطالب طائفة بوزارة معينة كأنها ملك لها؟”.
وتوجه ناشطون شيعة بكلام تخويني وقاس إلى البطريرك، ومما قاله بعضهم: “التزم حدود حقوقك وارفض ما يخص طائفتك واهتم فقط بشؤون المسيحيين ولا تتدخل في ما لا يعنيك”، ولوح بعضهم الآخر باستخدام السلاح بقوله: “نمتلك جيشا من الاستشهاديين جاهزين للموت دفاعا عن لبنان… يا غبطة البطريرك نحن أهل هيهات منا الذِلة، نحن لبنان ولسنا قِلة”.
في المقابل، فإن القيادات الشيعية المعارضة للثنائي أشادت بمواقف الراعي، ودعت إلى التمييز بينها وبين “حركة أمل” وحزب الله. وشكر العلامة السيد علي الأمين البطريرك الماروني على ما قاله بشأن استدعائه إلى القضاء. وغرد على “تويتر”: “إنني إذ أتقدم بالشكر الجزيل من نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على موقفه اليوم، فإنني أعيد التأكيد على مرجعية بكركي الوطنية، التي قامت منذ التأسيس، على تجاوز الحدود المصطنعة بين الطوائف والمذاهب، إلى لبنان الوطن الذي تحكمه دولة المؤسسات وحدها. وهذا ما رأيناه في مواقف صاحب الغبطة البطريرك الراعي الداعية إلى حياد لبنان، بعدم جعله ساحة للصراعات الخارجية، وإلى سيادة القانون والدولة، التي تعزز اللُحمة الوطنية وتمنع الانقسامات الداخلية”.
كما غرد نجل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى السابق الوزير الأسبق إبراهيم شمس الدين قائلا: “أرجو مجددا من الإعلام وأصحاب الرأي والقلم والمواقع أن يصححوا استعمالهم لعنوان الشيعة فلا يقولوا الطائفة الشيعية توافق أو ترفض وتمنع وتطلب وتخالف وتستقوي..”، وأضاف: “إن اللبنانيين المسلمين الشيعة أصحاب فقه الأئمة المعصومين في الاندماج والوحدة هم غير تحالف قبائل “شيعة شيعة شيعة” وسَحَرَتهم”.
جعجع: لا استهداف للشيعة
من جهته، نفى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أي استهداف للشيعة، وقال: “يحاول البعض تصوير ما يحصل في موضوع تأليف الحكومة وكأنه استهداف للشيعة إلى حد ذهب قسم من هذا البعض إلى القول: “لن نقبل بإلغاء طائفة بأمها وأبيها”. إن هذه الأجواء بعيدة البعد كله عن واقع الحال، لأن لا أحد يريد استهداف الشيعة في لبنان، فالشيعة مكون تاريخي وأساسي في هذا البلد، ولا أحد يستطيع أو يريد إلغاء طائفة بأمها وأبيها، وهو ما ليس في ذهن أحد ولن نقبل بشيء من هذا القبيل. ولكن ما نريد هو الخروج من المأساة التي نعاني لأشهر بل لسنوات خلت، والسبب الرئيسي لهذه المأساة هو المحاصصة التي كانت تتم على مستوى السلطة التنفيذية والتي كانت تؤدي إلى بروز دويلات ضمن الدولة وإلى شلل للحكومة والمؤسسات وإلى الفساد الذي ساد وتمادى في صلب الدولة، حتى جاءت المبادرة الفرنسية لتقدم طرحا إنقاذيا مختلفا: حكومة من دون محاصصة بالدرجة الأولى، وحكومة لا تسمي الكتل الحاكمة أعضاءها”.
وأضاف جعجع: “ما حصل أن “حزب الله” وحركة “أمل” تمسكا بما كان يُعتمد سابقا على مدى سنوات عدة، وأصرا على تسمية وزرائهم من جهة، وعلى التمسك بحقيبة المالية من جهة ثانية، الأمر الذي سيدفع الفرقاء الآخرين إلى التمسك بالحقائب التي كانوا يشغلونها، وبالتالي إلى إعادة إنتاج حكومة كسابقاتها، ما يحرمنا تشكيل حكومة جديدة مختلفة، “حكومة مهمة” تباشر بعملية إنقاذ البلد وإراحة شعبه. ومن هذا المنطلق فحسب، نحن مع المداورة الكاملة طوائفَ وأحزابا، ونرفض كليا أن تسمي الكتل الحاكمة أي وزراء في الحكومة. وفي المناسبة إن أكثر من تضرر من نظام المحاصصة السابق ومن تخصيص أحزاب وطوائف بحقائب معينة هم المواطنون الشيعة بالذات”.
أما “لقاء سيدة الجبل” فرأى أن “الردود التي صدرت من هنا وهناك على غبطة البطريرك تؤكد صوابية كلامه، المطالب بتنفيذ الدستور اللبناني نصا وروحا، وعدم العبور إلى أي تعديل فيه قبل وضع حد للدويلة وتسليم سلاح حزب الله إلى الدولة اللبنانية وفقا للدستور وقرارات الشرعية الدولية لا سيما القرارات 1559، 1680 و1701”. وأشار إلى أن “الاعتراض اللبناني العابر للطوائف ضد “الثنائي حزب الله- أمل” يتوسع، وبدلا من أن يستخدم رئيس الجمهورية هذا الاعتراض لتحسين ظروف مفاوضاته مع “حزب الله” وانتزاع حكومة تلبي حاجة اللبنانيين يغرق في شلل سياسي عميق، وهو المعهود عنه التعطيل السياسي”.
كل أنسان شريف يحب لبنان ويريد له الخير يتفق مع كلام السيد الكاردينال بشارة الراعي المحترم وكل من ولآئه لطهران والفرس يفضل مصلحة الفرس على مصلحة لبنان ويتشادقون بعبارات تهديد طائفية بغيضة٠متى تفهم هذه الأقلية من أخوتنا الشيعة بأنهم يغردون خارج السرب وأن لبنان هو لللبنانين وليست لطهران٠
كلما حصر حزب الله وحركة آمل بزاوية هددوا بأستعمال السلاح كالمافيا٠
أذا حسن قالها بالفم المليان أنا جندي عند ولي الفقيه فماذا تتوقعون أن يقدم للبنان غير أنفجار ٤ آب وخراب بيروت٠
على كل اللبنانين الشرفاء من مختلف الطوائف أن تقف وقفة رجل واحد خلف سيادة الكاردينال بشارةالراعي وأسقاط المخطط الإيراني والمتمثل بأنفجار ٤آب وخراب بيروت٠