لبنان.. هل ينقذه الخط العربي لنقل الغاز؟‎

حجم الخط
0

لبنان- أحمد حاتم:
في وقت يعاني لبنان من تبعات الأزمة الاقتصادية وتفاقم الأوضاع المعيشية، يحاول تحالف عربي يضم ثلاث دول، هي مصر والأردن وسوريا، إمداد البلاد بالغاز الطبيعي والكهرباء كحل سريع للأزمة.
وفي اجتماع شهدته العاصمة الأردنية عمان، الأربعاء، تم الاتفاق على إعادة إحياء الخط العربي لنقل الغاز والكهرباء المتوقف منذ عام 2012.
حضر الاجتماع وزيرة الطاقة الأردنية هالة زواتي، ووزير البترول والثروة المعدنية في مصر طارق الملا، ووزير النفط والثروة المعدنية في سوريا بسام طعمة، ووزير الطاقة والمياه في لبنان ريمون غجر.
ويعاني لبنان، أزمة نقص حادة في إمدادات الكهرباء لنقص وفرة الوقود اللازم لتوليد الطاقة، إلى جانب ارتفاع حاد في أسعار المشتقات بفعل انهيار الليرة، وعدم وفرة النقد الأجنبي اللازمة للاستيراد.

نشأة الخط العربي
بدأ تدشين خط الغاز العربي على ثلاث مراحل، الأولى من مدينة العريش المصرية إلى مدينة العقبة الأردنية على البحر الأحمر.
يبلغ طول الأنبوب من الجانب المصري حتى مدينة العقبة الأردنية، نحو 265 كلم، بينما يبلغ قطره الأنبوب نحو 36 بوصة وباستطاعته نقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا.
هذا الأنبوب، شهد نقل الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن ومن ثم إسرائيل خلال العقد الماضي منذ يوليو/ تموز 2003 حتى عام 2012.
وامتدت المرحلة الثانية من الأنبوب من العقبة إلى منطقة رحاب شمال الأردن وبطول 393 كلم، وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال المملكة في فبراير/شباط 2006.
وتم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب ولغاية الحدود الأردنية السورية بطول 30 كلم في مارس/ آذار من عام 2008.
وتم تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم، وتم التشغيل في يوليو/ تموز 2008.
ولا تبعد مدينة حمص عن الحدود اللبنانية إلا بضعة عشرات من الكيلومترات.
وبدأت مصر بتصدير الغاز الطبيعي إلى لبنان عبر الأردن وسوريا في نوفمبر/ تشرين ثاني 2009.
وتوقف العمل بالخط عام 2012، مع تعرضه لعدة تفجيرات نفذها مجهولون في الجانب المصري من الأنبوب، بدأت منذ 2011 وتسببت في حرائق ضخمة.
ويرتقب أن تبدأ الدول الأربع في فحص خطوط نقل الغاز والكهرباء وإجراء أية صيانة تحتاجها على نفقة الدولة التي يمر منها الخط، قبل البدء بتزويد لبنان بحاجتها من الغاز اللازم لتوليد الكهرباء.

احتياجات لبنان
وقال وزير الطاقة والمياه اللبناني ريمون غجر، إن حاجة بلاده من الغاز تقدر بنحو 600 مليون متر مكعب سنويا، وأنه يتم التواصل مع البنك الدولي بهدف تمويله لشراء الغاز.
وتابع: “هذا التعاون سيؤدي في المستقبل إلى إعادة إحياء اتفاقية أخرى، هي إمداد الطاقة الكهربائية من الأردن، التي من الممكن أن تكون أسعارها منخفضة مقارنة بأسعار توليد الطاقة في لبنان”.

نقص الوقود
وفي تقرير حديث، أكدت مؤسسة “أي اتش إس ماركت” للأبحاث، على استمرار التحديات التي تواجه شركات القطاع الخاص في لبنان نتيجة نقص الوقود وتآكل القوة الشرائية للعملاء المحليين.
وذكر التقرير أن الشركات اللبنانية ظلَّت متشائمة للغاية إزاء مستقبل الأعمال متوقعةً استمرار التحديات الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد إلى العام المقبل.
ومنذ أشهر، يعاني لبنان شحا في الوقود، ما تسبب بإقفال بعض المحطات أبوابها، فيما يشهد البعض الآخر ازدحاما كبيرا يتخلله في كثير من الأحيان وقوع شجارات.
وتعد أزمة الوقود إحدى أبرز انعكاسات الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أواخر 2019، والتي تسببت بانهيار مالي وعدم وفرة النقد الأجنبي الكافي لاستيراد الوقود من الخارج.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية