لبنان يدعو إلى تقاسم أعباء وأعداد اللاجئين السوريين من منطلق ‘المسؤولية المشتركة’

حجم الخط
0

نيويورك ـ يو بي آي: دعا السفير اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة نواف سلام إلى تقاسم أعباء وأعداد اللاجئين السوريين من منطلق ‘المسؤولية المشتركة’.
وعلى الرغم من ان جلسة مجلس الأمن كانت حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، إلاّ ان سلام خصص جزءاً كبيراً من كلمته للتركيز على تداعيات الأزمة السورية على لبنان.
وأشار سلام إلى ان الوضع في سورية يزداد تفاقماً، وكذلك انعكاساته على دول الجوار، ولا سيما على لبنان، وعلى كل الأصعدة من أمنية واجتماعية واقتصادية.
وأضاف ‘يهمني أن أؤكد لكم اليوم ان لبنان يتمسك أكثر من أي وقت بسياسة النأي بالنفس عن الأزمة في سورية، كما يتمسك بمضمون إعلان بعبدا الصادر عن هيئة الحوار الوطني في حزيران 2012’.
وأشار سلام، إلى تجديد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان موقفه من عدم السماح بإرسال أسلحة أو مقاتلين إلى سورية وعدم السماح بإقامة قواعد تدريب داخل لبنان، لافتاً إلى ان ‘ذلك ليس التزاماً وتطبيقاً لإعلان بعبدا وسياسة عدم التدخل في الشأن السوري وحسب بل ان الهدف منه أيضاً تحصين الوحدة الوطنية اللبنانية وتجنيب العيش المشترك أي اهتزاز أو اضطراب’.
ولفت السفير اللبناني إلى ان وتيرة تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان تتصاعد، فيما تتضاءل إمكانيات لبنان يوماً بعد يوم لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية.
وقال ‘سيبقي لبنان حدوده مفتوحة أمام اللاجئين من سورية ولن يقوم بترحيل أحد إليها، ونشدد أيضاً على تمسكه بالدعوتين اللتين أطلقهما الرئيس سليمان لعقد مؤتمر دولي خاص بموضوع اللاجئين السوريين لمباشرة النظر في طرق تقاسم الأعباء والأعداد من منطلق المسؤولية المشتركة، ولإقامة مخيمات داخل الأراضي السورية بعيدة من مناطق الاشتباكات وقريبة من دول الجوار وتحت حماية الأمم المتحدة’.
وكان مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال إن إسرائيل تواصل سياستها غير القانونية التي تهدد إمكانية تطبيق حل الدولتين، مؤكداً انه مع مرور كل يوم فرصة إصلاح الضرر الذي يحدثه الاحتلال العسكري الإسرائيلي الممتد منذ نحو 46 عاماً، ولتعزيز السلام والأمن الحقيقيين والتعايش بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وذكر منصور ان قمع إسرائيل العنيف للتظاهرات السلمية يؤدي إلى وقوع ضحايا بما يزيد من تفاقم الوضع مع استمرار ‘إرهاب’ المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وأراضيهم.
وأكد ضرورة العمل بشكل عاجل لإنقاذ آفاق التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ولفت إلى ان الجانب الفلسطيني أكد مراراً، بالقول والفعل، الالتزام بإيجاد مسار سياسي للتحرك قدماً لتحقيق السلام.
وشدد منصور على عدة عناصر لتيسير إجراء عملية سياسية ذات مغزى ونجاح أية مبادرة، ومنها وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك في القدس الشرقية وما حولها، وأن يظهر القادة الإسرائيليون استعدادهم للسلام والعمل لجعله واقعاً.
وكان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور أوضح ان ما من سلام إلا إذا اعترف جيران إسرائيل بها باعتبارها دولة يهودية موجودة لتبقى في المنطقة، مشدداً على ان إيران هي المورد الرئيسي للأسلحة والداعم الأكبر ‘للإرهاب’ في الشرق الأوسط.
وقال بروسور ان بلاده كانت وما زالت تريد السلام وأن شعبها يتطلع إلى تحقيقه، وشدد على ضرورة أن يبنى السلام على أسس منها تعليم التسامح والتعايش. وذكر ان الأطفال الفلسطينيين يتعلمون التاريخ من كتب تمجد ‘الإرهاب’، وإن رسائل التعصب تملأ المجتمع الفلسطيني.
كما أكد السفير الإسرائيلي على ضرورة أن يقوم السلام الحقيقي والدائم على الاعتراف الواضح بأن إسرائيل دولة الشعب اليهودي.
وقال إن بلاده ملتزمة بحل وجود دولتين لشعبين، مشيراً إلى الموافقة في العام 1947 على خطة الأمم المتحدة لوجود دولتين عربية ويهودية في المنطقة. وأضاف بروسور ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث عن السلام فيما يبدي تأييده بشكل علني لحركة حماس، وأنه جدد مؤخراً جهوده للتوصل إلى اتفاق وحدة مع الحركة.
كما رأى ان ركناً مهماً للسلام هو الأمن، وقال إن المدن والمجتمعات بجنوب إسرئيل تتعرض لإطلاق النيران من ‘الإرهابيين’ في غزة.
وقال السفير الإسرائيلي إن الوقت قد حان للتركيز على كيفية وضع أساس السلام الحقيقي والدائم الذي لا يمكن أن يتحقق من خلال التصريحات والوعود الغامضة.
من جهته شدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان على أهمية عملية السلام ودورها المحوري لاستقرار الشرق الأوسط.
وقال فيلتمان ان ‘النهوض بعملية السلام في الشرق الأوسط يبقى محورياً لضمان عدم تعرض المنطقة لمزيد من مخاطر عدم الاستقرار’.
وأضاف ‘دعوني أكرر ما ذكره الأمين العام في كل مناسبة عن وجود انفراجة لتطوير مبادرة ذات مغزى لتحقيق حل الدولتين بما يخدم بشكل أفضل مصالح وحقوق وتطلعات كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكننا لن نبالغ إذا قلنا إننا نقترب من نقطة حرجة لجدوى عملية السلام’، مشدداً على ان ‘تعزيز أو اختفاء تلك الأفق يعتمد على الاتجاه الذي يختار قادة الجانبين السير فيه وعلى مستوى الدعم الإقليمي والدولي للجهود الجديدة.’
وفي استعراضه للتطورات الأخيرة، قال فيلتمان إن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي توصلا إلى اتفاق مهم في 23 نيسان (أبريل) خلال اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بالسماح بزيارة بعثة من الخبراء لمدينة القدس القديمة في منتصف أيار (مايو) المقبل.
وقال إن ذلك الاتفاق يجسد أهمية التعاون والحوار لجميع الدول الأعضاء وللمحافظة على الاستقرار على الأرض.
وأضاف فيلتمان ان ‘رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو والرئيس (الفلسطيني) محمود عباس جددا مراراً التأكيد على الالتزامات الصحيحة، إن الخيار بين أيديهم كي لا يخيبا أمل شعبيهما وكي يقدما في النهاية آفاقاً حقيقية للسلم والأمن، والمجتمع الدولي يتحمل أيضاً مسؤولية فريدة لمساعدتهما على التحرك قدماً معاً’.
وعبر عن ترحيب الأمم المتحدة بتجديد اهتمام الولايات المتحدة بعملية السلام.
وأكد الاستعداد للمساهمة في العودة إلى المفاوضات المجدية خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك عبر اللجنة الرباعية والتواصل الأوسع مع جميع الشركاء المعنيين.
وكان فيلتمان أعلن إن الأمانة العامة للمنظمة الدولية ما زالت تتشاور مع الحكومة السورية حول أساليب ونطاق عمل بعثة التحقيق في احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى ان الوضع في الجولان لا يزال غير مستقر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية