بيروت – “القدس العربي”: منذ أن خاطبت محطة MTV الرئيس اللبناني ميشال عون بلقب السيّد عون بدلاً من لقب الرئيس، توتّرت الأجواء على خط قصر بعبدا والتيار الوطني الحر من جهة والقناة التلفزيونية ذات الوجه المسيحي ولا سيما بعد مقدمات نشرات الأخبار النارية التي تحاكي وجدان فريق 14 آذار/مارس وتتلاقى مع تطلعات البطريركية المارونية، وبعدما ورد في عدد من البرامج الحوارية ومن بينها “صار الوقت” مع الإعلامي مارسيل غانم من مواقف معارضة لرئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل والمنظومة الحاكمة.
وبناء على كل هذا الأداء، قرّر “التيّار الوطنيّ الحر” مقاطعة محطة MTV كما جاء في بيان: “إلى أن تعود إلى القواعد الأخلاقيّةِ والوطنيّةِ، والمهنيّةِ والمناقبيّةِ الإعلاميّة، بعدما تخطّت الخطوط الحمر أخلاقياً وقِيَميّاً وباتت أداةً للهجوم على رئيس الجمهوريّةِ والتيار، ووسيلة لتنفيذ أجندات مسبقة الدفع” على حد تعبير البيان.
هذا البيان للتيار الذي أعقب إطلالة لنائب القوات اللبنانية بيار بو عاصي مع الإعلامية دنيز رحمة فخري، دعا فيه إلى استقالة الرئيس عون ومحاكمته، واصفاً إياه بـ “غول الموت”، ردّت عليه المحطة في مقدمة نشرتها الإخبارية المسائية، مستهجنة ما سمّته “مضبطة التيار التي تتغرغر بها الأحزابُ الشموليّةُ والدكتاتوريّاتُ عندما يقترب أوانُ سقوطِها”.
ورأت القناة أن “أقبح ما في هذا الكلام أن التيار يتكلّم عن الضوابط الأخلاقيّةِ التي فقدها ويتكلمُ عن الخطوط الحمر، وقد امتَهن مؤسِّسُه ووليُّ عهدِه رسمَ الخطوط الحمر ومحوَها بحسب أهوائهما وتِبْعاً لمصالحهما، حتى أوصلا التيارَ إلى أسفل الدرْكات، وحَوَّلا لبنان إلى دولةٍ فاشلة، من كثرةِ ما فرّطا بمصالحه السياسيّةِ والسياديّةِ والدبلوماسيّةِ والمالية الاقتصادية”.
وأجرت القناة مراجعة لتاريخ عون وتياره بقولها: “لقد كان الجنرال مع السيادة ومع إخراج سوريا من لبنان وكانت “الأم تي في” الرافعةَ والمِنبر. تراجع الجنرال عن هذا المبدأ وظلت “الأم تي في” رافعةَ الخطِّ السياديِّ والمِنبر. كان الجنرال مع الجيش في مواجهة سلاحِ ميليشيا حزبِ الله المؤتمِر بأوامر الملالي، وكانت “الأم تي في” مع هذا التوجهِ السياديِّ والرافعةَ والمِنبر، تراجع الجنرالُ عن هذا المبدأ وتحالَف مع السلاح غيرِ الشرعي وظلّت “الأم تي في” رافعةَ الخطِّ السياديِّ والمِنبر. لقد نادى التيارُ ومؤسّسُه بالإصلاح والتغيير، والقضاءِ النزيه ومحاربةِ الفساد والاقتصاص من سارقي المال العام وكانت “الأم تي في” الرافعةَ والمِنبر، تراجع الرئيسُ والتيارُ عن هذه المبادئ وتحالفا مع الفاسدين وعطَّلا القضاء، وظلت الأم تي في رافعةَ الإصلاح والمِنبر.
كان الرئيسُ أباً لمناضلي التيار الشرفاء أثناء غيابِه في فرنسا، وكانت “الأم تي في” الرافعةَ والحاضنةَ والمِنبر، تخلّى الرئيس عن أُبوَّته لهؤلاء الشرفاء لدى عودتِه فأقصى المناضلينَ الحقيقيّينَ واستبدلهم بالمتزلّفين والطارئين الذين خدموا في بلاط سوريا، وظلت “الأم تي في” وستظل رافعتَهم والمِنبر. ادعى الرئيسُ وتيارُه أنهم باسم الشعب جاءا إلى السلطة وأطلقا اسمَ قصرِ الشعب على القصر الجمهوري، وأعطت “الأم تي في” كلَّ الفُرص لهذه التجرِبة وكانت الرافعةَ والمِنبر، تخلى الرئيسُ والتيار، كما فعل ويفعلُ معظم المسترئِسين الموارنة، عن الشعب وطوَّقا قصرَ الشعب بالجنود والأسلاك الشائكة، وظلت “الأم تي في” صوتَ الناس والرافعةَ والمِنبر، وهي متمسكةٌ برسالتها هذه إلى أن ينتصر الشعبُ ويستعيدَ ازدهارَه وبحبوحتَه وتتحققَ السيادة”.
وأضافت: “لا ننسى في هذه العُجالة، فقط لأن التيار تنكَّر وتناسى وكذَبَ، بأن “الإم تي في” كَسرت أواسط التسعينات، كلَ محرَّمات الاحتلال والمنظومة الأمنية وتجاهَلت كل التهديدات وذهبت إلى الجنرال في المنفى الباريسي مرة واثنتين وثلاث فنقَلت صوتَه الذي كان ممنوعاً في لبنان إلى محبّيه ومناصريه وظلَّت تغطي مناضليه إلى أن أقفلتها سلطةُ الاحتلال وقضاؤها. ولا ننسى إن تَناسى التيار، أن ضِيْق الصدر وعدمَ تحمّل الصوت الحر كيف دفعا الجنرال إلى طرد مندوبة “الإم تي في” من الرابية، وقلنا إن الأمور ستتغيّر عندما يصل “بيّ الكل” إلى بعبدا، لكن الأمور لم تتغيّر، وها هو تيارُه يلجأ إلى مقاطعتِنا بعدما فشل في إقناع القضاء بإقفال “الإم تي في” وسَجْنِ رئيسِ مجلس إدارتها. وبعد، لماذا كل هذا الحقد ونكران الجميل؟ لأن المطلوبَ ألا نتحدَّث عن فسادِ دولتهم وفشلِها في كل المجالات، كما هو مطلوبٌ مثلاً، ألا نتحدث عن انفجار 4 آب/أغسطس ولا عن مسؤوليةِ الدولة من رأسِها إلى قاعدتِها عن الإهمال الذي تسبّب بقتلِ المئات وجرح الآلاف وتدمير نصف العاصمة، وأن نُسوِّق ربما بأن الرئيس وباسيل “ما كان مَعُن خبر”.
وختمت المقدمة الإخبارية: “في النهاية نقول: قاطِعنا أيها التيار، لأنك بذلك تساعدنا على التخفيف من ثقل أخبارِك عن الناس الذين تكفيهم الكورونا والأزمات القاتلة التي أوقعتَهم وشركاءك فيها. والنصيحة بأن تقاطِع كلَ الإعلام فيكونَ لبنانُ بذلك قد بدأ أولى الخطوات للخروج من مصائبه ولو نفسياً. فالرأي العام إن أخفى عنكم المستشارون، لم يَعُد يطيق رؤيتكم بعدما أوصلتم البلد إلى الحضيض، لم يعد يطيق أن يرى كيف تُمتهَن كرامةُ بلده أمام الرؤساء الأجانب والموفدين العرب والدوليين. قاطِعنا أيها التيار وامنعنا من دخول القصر الجمهوري إن شئت، علما بأنه ملْكُ الشعب، لكننا لن نُغيِّر مبادئنا ولن نَخذل ناسَنا كما غيَّرتَ مبادئك وخذلتَ ناسَك وكل الناس. في السابق وفي واقعِةٍ فاجِرة مماثلة ارتكبتَها في حقِّنا، قلنا لك إن الـ”إم تي في” يمكنُها أن تحيا من دون الطلَّة البهية لنوابِك ووزرائِك ومسؤوليك على شاشتها، والآن نحدِّث هذه المقولةَ ونزيد، بأن التياريِّين المخلِصين ومعظم اللبنانيين يطالبون بهذا الشيء ويريدونَه، فلبنان الذي خَبِركم جيداً يستحق أن يتنفس السيادة والكرامة والازدهار.. كفاهُ ذُلاً وكفاكُم وقاحةً واستقواءَ بالسواعدِ المستأجَرة والأقلام. قليلاً من الأدب.. لا أحد يخافكم .. خَوفُنا منكم على لبنان. لبنان أجمل بَلاكُم”.
لبنان وطن شريف
وكذلك ميشل عون رايس شريف بدون ادني شك