لتجديد الشراكات.. ماكرون يزور الكاميرون وبنين وغينيا بيساو لأول مرة

حجم الخط
1

باريس- “القدس العربي”: يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، جولة إفريقية، تشمل كلاً من الكاميرون وبنين وغينيا بيساو، على التوالي. وهي أول مرة يزور فيها البلدان الثلاثة منذ وصوله إلى سدة الحكم في عام 2017. وتهدف الزيارة إلى ‘‘تجديد علاقة فرنسا مع شركائها الأفارقة’’، وفق الرئاسة الفرنسية.

يرافق الرئيس الفرنسي في هذه الجولة الإفريقية، وزيرا الخارجية والجيوش كاترين كولونا وسيباستيان ليكورنو، وكاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية أوليفييه بيخت، وكاتبة الدولة للتنمية كريسولا زاكاروبولو.

ستركز الجولة الإفريقية، التي تعد الأولى لإيمانويل ماكرون منذ إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، على مسألة مكافحة الإرهاب والتغير المناخي، وبشكل خاص، على أزمة الغذاء الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وتحديات الإنتاج الزراعي والقضايا الأمنية، بحسب قصر الإليزيه، الذي أوضح أنها مسألة ‘‘تحديد استمرارية وثبات التزام رئيس الجمهورية في عملية تجديد العلاقة مع القارة الإفريقية’’.

يريد الإليزيه أولاً تسليط الضوء على مبادرة Farm التي تم إطلاقها في نهاية شهر مارس الماضي مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع والاتحاد الإفريقي، وتهدف إلى تعزيز الإنتاج الزراعي في سياق عالمي لانعدام الأمن الغذائي وجعل الكاميرون مثالاً يحتذى به، مع احتمال الاستثمار الفرنسي.

في الكاميرون (أكبر اقتصاد في وسط إفريقيا)، المحطة الأولى لهذه الزيارة، سيلتقي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، بنظيره، الرئيس بول بيا (89 عاما- 40 منهم على رأس البلاد)، والذي أصبح ظهوره في الأماكن العامة نادرا للغاية في السنوات الأخيرة. وستدور المناقشات حول إمكانيات الاستثمار الفرنسي في الزراعة الكاميرونية، بحسب الإليزيه. كما ستتم مناقشة تحديات القتال ضد الجهاديين في شمال هذا البلد.

وتكاد العلاقات بين باريس وياوندي تكاد تكون معدومة طوال السنوات الخمس الماضية، إذ تعود آخر زيارة لرئيس فرنسي إلى هذه الدولة إلى تلك التي قام بها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند عام 2015.

وتواجه فرنسا الآن منافسة من قوى جديدة مثل الصين والهند وتركيا وإسرائيل وروسيا في الأمن والدفاع. فقد وقعت ياوندي قبل نحو ثلاثة أشهر اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا، وسط الصراع في أوكرانيا. كما ينتظر الرأي العام الكاميروني والشتات بفارغ الصبر المحطة الكاميرونية في رحلة ماكرون. ومن المحتمل عقد مائدة مستديرة في ياوندي للسماح للشباب الكاميرونيين الذين شاركوا في القمة الإفريقية الفرنسية في مونبلييه بالتفاعل المباشر مع الرئيس الفرنسي.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي بنين، المحطة الثانية لجولته، يوم الأربعاء، وذلك في وقت يواجه فيه شمال هذا البلد زيادة في الهجمات القاتلة، فيما يمتد التهديد الجهادي الذي يطال شمال بنين وشمال توغو. وبحسب الإليزيه، فإن كوتونو تريد الدعم الفرنسي من حيث الدعم الجوي والاستخبارات والمعدات.

وكان إيمانويل ماكرون قد أعلن الأسبوع الماضي رغبته في ‘‘إعادة التفكير في كل الترتيبات العسكرية الفرنسية في القارة الأفريقية بحلول الخريف’’، فيما تعمل قوة برخان على استكمال خروجها من مالي. اعتبر أنها ‘‘ضرورة استراتيجية’’.

المحطة البنينية للرئيس الفرنسي، ستتميز أيضا بمسألة إعادة الممتلكات الثقافية.

ويختتم ماكرون، الخميس، جولته في غينيا بيساو، الدولة الصغيرة في غرب إفريقيا، التي تعاني من أزمات سياسية يستعد رئيسها أومارو سيسوكو إمبالو لتولي رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، التي تقف على خط المواجهة ضد المجلس العسكري الحاكم حاليا في مالي، عدو فرنسا اللدود.

خلال هذه الرحلة ‘‘سيتم التعامل مع تحديات الحكم وسيادة القانون سيتم التعامل معها في كل مرحلة من دون إنذار إعلامي ولكن في شكل تبادل مباشر مع نظرائها’’، وفق قصر الإليزيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    يبدو أن التوجه الفرنسي الجديد يبحث عن مستعمرات اقتصادية أفريقية جديدة بعد أن فقد المستعمرات الاقتصادية في شمال أفريقيا والساحل ??

إشترك في قائمتنا البريدية