لعبة غسان بن جدو مع بشار الأسد وهكذا ستنتهي نتائج ‘ذا فويس’

لا أعرف سببا جوهريا للحملة الظالمة، التي تابعتها فضائيات دينية من طراز ‘النور’ ووسائط التواصل الإجتماعي على الراقصة اللهلوبة ‘فيفي عبده’، بعد حصولها على لقب ‘الأم المثالية’ بترشيح من إحدى المنظمات في مصر الشقيقة المفتوحة دوما على كل الإحتمالات.
أحدهم علق على ‘فيس بوك’، قائلا: ‘الأم مدرسة إذا شخلعتها .. إلخ’ آخر كانت له منازلة قوية من وزن مختلف حين نشر صورة عملاقة للراقصة من بتوع عادل إمام ‘لابسه من غير هدوم’ مع تعليق قال فيه: أنام وتسهري.. ترقصي وتسكري.. يا رب يخليك يا أمي ..إلخ.
لا أعرف شخصيا المعايير المعتمدة في إختيار الأم المثالية في مصر، لكني لا أجد ما يمنع حصول راقصة وفنانة ونجمة على هذا اللقب.
يعني مش معقول نصدق في مصر أم العجائب نظرية ‘صباع الكفتة’ في علاج الإيدز ونصدق بأن رئيسا إنتخبه ملايين المصريين هو محمد مرسي سرق دجاجة ومعيز، ونصدق تلك النظرات في عيني الجنرال عبد الفتاح السيسي وهو يقول – كما تظهره ‘الجزيرة’ مرارا وتكرارا ‘إنتم غاليين علينا ونن عينينا ‘.. نصدق كل ذلك، ولا نصدق بأن فيفي عبده أما مثالية.
أي راقصة، سواء أكانت أما مثالية، أم لم تكن قد تكون ‘أشرف’ من أشرف شنب في طبقة السياسة والحكم والإعلام حسب خبراتي الشخصية.. ماما فيفي لا تقلقي ولك قبلة على طريقة شيرين في ‘إم بي سي’ …موووووواه.

طابع بريد للأم السورية

وعلى سيرة الأم المثالية وفيفي عبده، يمكن النظر بإرتياب لذلك الخبر الذي بثته الفضائية السورية وهي تعلن عن إصدار ‘طابع بريد’ رسمي وحكومي بمناسبة عيد الأم إحتراما للأم السورية.
طبعا المقصود الأم السورية، التي تناصر النظام وتقيم فقط في العاصمة دمشق ومحيط المناطق العلوية، فكل الأمهات في المناطق التي تقصف ببراميل المتفجرات لا يستطعن أصلا الوصول إلى مراكز البريد لشراء أو إستخدام الطابع الجديد!
بالمناسبة صدر طابع النظام السوري، في الوقت الذي أشارت فيه فضائية ‘بي بي سي’ لنداء الإستغاثة الذي وجتهه منظمة دولية وهي تطالب العالم بالوقوف على أخلاقياته المسؤولية وإنقاذ نحو ربع مليون إمرأة سورية حامل في المناطق الثائرة التي يعاقبها النظام جماعيا وهن أمهات سوريات لا يخضعن لأي عناية أو رعاية ويتهدد الخطر حياتهن وحياة أطفالهن في الأرحام.. فعلا كما قال الصديق خيري منصور يوما ‘أي غفران يرتجى بعد كل هذا الدجل’.

درع غسان بن جدو

زميلنا المبدع في إنكار الشعب السوري وثورته غسان بن جدو له رأي آخر تماما بمناسبة عيد الأم، فقد نشر صاحب ‘الميادين’ الفضائية صورة عملاقة له وهو يسلم بإسم ميادينه الرئيس بشار الأسد درعا بمناسبة إختيار الأسد ‘شخصية العام’.
نعم فعلا شخصية العام، بدليل أن نصف شعبه تماما توزع هذا العام ما بين قتيل وجريح وأسير ومشرد.. سؤالي للزميل بن جدو: هل يوجد ديكتاتور في الكون يستحق لقبا من هذا النوع؟
طبعا لن يجيبني الزميل العزيز، الذي كان ضد النظام السوري عندما عمل في ‘الجزيرة’، لكن رأيي المتواضع كالتالي: لم لا؟ إذا كانت فيفي عبده تستحق عن جدارة لقب ‘الأم المثالية’، وتعتقد أن اللقب ‘من ربنا مش البشر’، كما صرحت فنظام إقتلاع الحناجر وقطع الأصابع والبراميل المتفجرة أيضا يستحق لقب ‘شخصية العام’، وأيضا ممنوح من السماء التي تظلل طهران وموسكو وليس من محطة ‘الميادين’.
كلاهما – نظام بشار الأسد وفيفي بنت عبده – يرقصان على نحو او آخر مع فارق بسيط يتمثل في أن الحاجة فيفي لا تقتل أحدا وهي ترقص ولا تجبر شعبا على مشاهدتها ترقص وتكتفي بإشارات سماوية وقد – نقول قد – تكون فعلا أما مثالية.
لن أستغرب إذا رأيت مسؤولين في محطات ‘المولينكس’ الفضائية يمنحون العام المقبل بعدما تتغير المعادلة رموز ‘قطع الرقاب والرؤوس’ نفس الألقاب التي تمنح لكل من هب ودب، فهؤلاء أيضا ضدنا جميعا ويتحدثون بإسم الله البريء منهم ويجيدون القتل.

‘بيبي’ شيرين وكاظم

بالمقابل شغلت المطربة شيرين الدنيا والناس بأمومتها على الهواء مباشرة عندما فاجأت زميلها كاظم الساهر بلعبة صغيرة على شكل ‘بيبي’، قالت إنها تقصده عندما طلبت من كاظم إهداءها طفلا.
في برنامج ‘أم بي سي’ الشهير المختص بـ’أحلى صوت’ إجتهدت شيرين في الرد على الحملة، التي إستهدفت جرأتها، وهي تغازل الساهر، فقدمت سلسلة إعلانات ‘حسن نوايا’، بدأت بعرض لعبة أمام ملايين المشاهدين، ثم أقسمت بأن الساهر وزملاءها في لجنة الحكم تماما مثل ‘أخواتي’ قبل أن تؤكد بأنها لم تتبادل أرقام الهواتف مع كاظم الساهر.
لا أعرف سببا يدفع شيرين لكل هذه البيانات الجماهيرية على الشاشة، وكان بإمكانها أصلا أن لا تضع نفسها في موقف محرج.
في حسبة بسيطة وضعت أمام زوجتي توقعات لها علاقة ببرنامج ‘أحلى صوت’ وهي حسبة قائمة على أساس ملايين الدولارات، التي تربحها شركات الإتصالات وليس على أي أساس آخر.
السوداني النحيل ‘نايل’ خرج لصالح المصرية ‘وهم’ لإن الكثافة التصويتية عبر الماسيجات تتزايد لصالح الشعب المصري، ولإن الأمة لا تصوت باللقب إلى من يغني باللغة الإنكليزية آخر المطاف، وهو نفسه المبرر الذي إنتهى بمغادرة المشاركة المغربية الرشيقة.
في الوقت نفسه أظهر العراقيون في المهجر وعددهم يزيد عن ستة ملايين إندفاعا واضحا نحو التصويت الهاتفي بعدما إقترب اللقب من العراقيين وهو إندفاع يراهن عليه من يديرون بكفاءة هذا ‘البزنس’.
توقعاتي أن يقفز للدور النهائي صوت عراقي وآخر مصري حتى تكتمل فصول الرواية، التي نتسلى بها جميعا على حساب جيوبنا وصحتين على شركات الإتصالات… لحظتها ليس مهما من يفوز باللقب.

* مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علام + سوريا:

    على حسب ما اعلم أنه كان من ضمن الشخصيات التي اقترحتها قناة الميادين شخصيات مثل اوباما و كاثرين اشتون من الدين عملهم في السياسة ليس اكثر رحمة من بشار الأسد الموضوع كان شخصية العام التي اثارت جدلا في العالم وليس الأكثر عطفا على الأمهات والاطفال ………… اخيرا وددت ان اقول الفكرة جيدة اما الأداء فضعيف

  2. يقول شادي العراقي:

    انا بحياتي لم اسمع ان جنديا ايرانيا قتل في فلسطين دفاعا عن القدس وبشار وابوه لم يطلقوا حجارة واحدة تجاه جولان ل تحريرها ما اعرف كيف هي محور المقاومة الايراني السوري اظن هي مقاومة بالثرثرة صدق احد اخواننا الفلسطينين عندما قال قضية فلسطين بالداخل حجارة وبالخارج تجارة وحتى المقاومة والممانعة لا يعطي حق لحكامنا الطغاة ان يستعبدوا الناس

  3. يقول سقراط:

    فيفي ام مثالية والسيسي وبشارمثليين في الاجرام.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية